تخطى إلى المحتوى

التعبير الكتابي مهاره مهمه في العمليه التربويه -التعليم السعودي

التعبير الكتابي.. مهارة مهمة فـي العملية التربوية

بسمة عزبي فريحات – التعبير جزء من اللغة التي هي وسيلة إتصال وتفاعل مع الآخرين ، ووسيلة لاكتساب المعرفة، فالانسان حينما يفكر ، يستخدم الألفاظ والجمل والتراكيب اللغوية التي يستخدمها في كلامه وكتابته ويستمع إليها الآخرون، فاللغة هي أداة الفرد في التفكير وفي الوصول إلى العمليات العقلية والمدركات الكلية، وهنا يجدر التفريق بين اللغة كأداة للتعبير عن العمليات العليا والمدركات الكلية، وبين اللغة كأداة للقيام بهذه العمليات، فأنا أفكر في العمليات العقلية المعقدة باللغة، لكني قد يصعب علي التعبير عن هذه العمليات باللغة المناسبة.
يهتم علم النفس التربوي بربط النظريات التربوية الحديثة بميدان التربية والتدريس، بغرض الارتفاع بشكل أفضل بمستوى الإنتاجية لدى الطلبة، وحصر مشكلاتهم، وتوضيح أفضل السبل لتنمية قدراتهم، ورفع مستوى نموهم بكافة الجوانب العقلية والجسمية والاجتماعية والنفسية وغيرها، ومن بين تلك القضايا مهارة التعبير الكتابي وما يتعلق بربطها بمجال خدمة وإرشاد المتفوقين والموهوبين، وحتى الآخرين من الطلبة. وتشير النظريات النفسية والتربوية الى ان اللغة ببعض مقاييسها سمة وعلامة من علامات الكشف عن الموهوبين والمتفوقين، وهي إحدى نواحي الذكاءات السبع التي يتفوق بها الفرد على أقرانه بالنسبة لجانب النمو اللغوي، وهي من الوسائل المهمة للإتصال مع الآخرين ووسيلة مهمة بالنسبة للتدريب على مهارات التفكير المتنوعة كالتفكير الناقد على سبيل المثال. ومهارة التعبير الكتابي ضرورة لا بد من استيعابها والانتباه لها في عالم الموهوبين لانها تتخدم المجال الارشادي الفردي، حيث أن الكتابة التعبيرية يمكن أن تستخدم قبل مقابلة المرشد التربوي أو بعدها لتشجيع المسترشد على الكشف عن مشاعره، وعوامل قلقه ومشكلاته بوجه عام، ولا يقتصر التعبير الكتابي على الكتابة المقالية والإبداعية بل يشمل أيضا التعبير عن طريق الرسم وغيرها من وسائل التعبير المكتوب.
وهذه المهارة مهمة في المجال الإثرائي، حيث أن معظم البرامج الإثرائية تحتاج من الطالب أن يتعلم مهارة كتابة التقارير والبحوث، أو التعبير عن مهارات التفكير المتنوعة، وتسجيل الملاحظات وتحليل البيانات وغيرها من متطلبات الأنشطة التي يستطيع من خلالها كل من معلم الطلبة الموهوبين والطلبة أنفسهم إيصال المراد تعلمه أو تعليمه أو تقييمه بمهارة تعبيرية كتابية سليمة.
ان التعبير الكتابي وسيلة مهمة لنقل الأفكار بين الأفراد، وإبراز المشاعر، والمشكلات، والحاجات المتعلقة بهم، حيث أن اللغة تتميز بالسعة والثبات كوسيلة للتعبير عن حاجات الطالب ومشاعره، وتخيلاته واتجاهاته.
ويرى المتخصصون أن بعض أسباب بقاء اللغة العربية ونموها يرجع إلى ما لهذه اللغة من خصائص تمكنها من استيعاب كثير من مظاهر الحياة الخاصة فيما يتعلق بالجوانب العاطفية والاجتماعية والفكرية التي تكون أوسع مقومات المجتمع.
وللتعبير الكتابي مجالات ووظائف متعددة لا تقتصر فقط على حصة التعبير في مادة اللغة العربية، بل يمتد نفعها لتشمل الكتابات الأدبية التي تحمل جمالا في الشكل والتأثير الإنفعالي، ومجالات وظيفية مرتبطة بالمواقف الاجتماعية حينما نكتب الرسائل، ونعد الخطب والتحضير للأبحاث والدروس وغيرها. ت غير أن كثيرا من الأفراد يفتقرون مثل هذه المهارة وأساليبها ويعجزون عن بلوغ ما تحتاج إليه من الدقة والسرعة والوضوح في الأسلوب وهناك عناصر كتابية تحقق السلامة في الاتصال والتعبير في الكتابة مثل ادراك نوعية الموضوع وحدوده، وسلامة الأسلوب صرفيا ونحويا وترابط المعاني وجمالها. ومهارة التعبير الكتابي في البيئة المدرسية مهمة في تواصل الطالب مع المعلم، وفي تعبير الطالب عن أفكاره ، والأهم من ذلك أن المدرسة تقيم الطالب غالبا بالاستعانة بالتعبير الكتابي. ت ت ويرى الباحثون أن اللغة العربية ليست مادة دراسية فحسب، ولكنها بالإضافة إلى ذلك وسيلة لدراسة المواد الدراسية الأخرى التي تدرس في مختلف المراحل التعليمية، وإذا استطعنا أن نتصور شيئا من ظواهر العزلة والانفصال بين المواد الدراسية، فلا يمكننا أن نتصور هذا الانفصال بين اللغة وغيرها من المواد الدراسية، علمية كانت أو أدبية.
وهناك علاقة وطيدة بين اللغة وغيرها من المواد، فقد ثبت بالتجربة أن تقدم التلاميذ في اللغة العربية يساعدهم على التقدم في كثير من المواد الأخرى التي تعتمد في تحصيلها على القراءة والفهم، فالتلميذ المتمكن من اللغة يفهم ما يقرأ بسرعة ويلم بما يقرأ في المواد الأخرى أسرع من الآخرين، وكثير من الخطأ في إجابات التلاميذ يعود إلى عدم قدرتهم على فهم ما يقرؤون، أو إلى ضعفهم في التعبير عما يعرفون .
وقد يلاحظ المدرسون تفوق بعض الطلبة عن غيرهم في مهارة التعبير الكتابي بما يساعد في توصيل حصيلة أفكارهم وتوضيح وتحليل ما لديهم من معلومات، وحينما نذكر ما يتعلق بالطلبة الموهوبين وعلاقة اللغة بخصائصهم النمائية نجد أنهم يتمتعون بالقدرة على استخدام كلمات كثيرة، وتركيب جمل طويلة ومعقدة.
وترى الباحثة كلارك أن الطالبات المتفوقات لديهن من الغزارة اللغوية ما يساعدهن على التعبير عن آرائهن وما قرأنه بشكل أفضل من غيرهن من الطالبات العاديات ودون العاديات.
ماجستير في التربية

سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.