التغيير الايجابي من أين يبدأ.
التغيير سمة مميزة من سمات البشر, ونحننتغير في كل لحظة… نتفاعل مع كل حدث, مع ما نشاهد ونسمع، مع من نقابل من الناس،مع خبرات الماضي وتجارب الحاظر، ومع ما نكتسب من علم ومعرفة وخبرة, التغيير عمليةديناميكية مستمرة لا تتوقف، علمنا أم لم نعلم، رضينا أم لم نرض.
قد يختلف البشربطواعيتهم للتغيير, فكم نفترق عن بعض الأصحاب مدة طويلة ثم نعود لنجدهم كما هم دونتغير واضح, العمر أيضاً له تأثيره، فكلما تقدم الإنسان في العمر أصبح عصياً علىالتغيير.
هذه قاعدة عامة لها الكثير من الشواذ, كما قال أحد المفكرين:الشباب ليسفي سواد الشعر وإنما في الحيوية والمرونة, أي القدرة على التغيير.
و طالما أنالتغيير عملية مستمرة، فلماذا لا تجيرها لمصلحتك بدل أن تكون عبئاً عليك؟ لماذا لانقوم بتوجيهها بأنفسنا بدل أن نترك ذلك لشخص آخر؟!.
التتغير الذي نعنيه هنا هوالتغيير الإيجابي, وهو سلسلة من الأعمال التي تقودنا إلى مستوى أفضل في شأن أو فيسائر شؤون حياتنا. سوف نجول في هذا المقال لكي ننظر كيف نتغير خطوة بخطوة ونسألمن الله العون والتوفيق.
بداية لماذا الحديث عن التغيير…
التغيير فكرةمركزية في ثقافتنا الإسلامية. فنحن ننظر إليه كوسيلة لنيل المزيد من رضوان اللهعزوجل، والذي هو وظيفتنا الكبرى في هذه الحياة. وكم نقابل من الأشخاص من يود التقربإلى الله… يرغب في الإقلاع عن المعصية… يود أن يتحول إلى شخص فاعل في الحياة،بناء، معطاء لمجتمعه، لكن الحيرة تكبله و تشله: من أين ابدأ؟ وكيف أواصل؟ وكيف أخرجأفضل ما عندي؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي أتمنى أن نزيل عنها الغبش في هذا المقالوما بعده.
نتحدث أيضاً عن تغييرأنفسنا لأنها الخطوة الأولى والأهم في سبيل تحسينأوضاع مجتمعاتنا وحال أمتنا، كما ورد في قول الله العزيز الكريم:
(ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ( الرعد /11).
فنحن أحوج ما نكون هذهالأيام للطاقات المتميزة التي نجحت في بناء قدراتها، ومن ثم تسخيرها لخدمة الأمة فيكافة المجالات.
و الآن من أين نبدأ بالتغيير…
الخطوة الأولى على طريقالتغيير هو الاعتراف بوجود مشكلة، والشعور بالحاجة الى التغيير. وهذه خطوة جوهريةلأن مشكلة الكثير من الناس عدم إدراكهم لهذه الأهمية… بل يعتقد البعض أن مجردالتفكير بهذا الأمر يقلل من قيمتهم أو يصمهم بالضعف وعدم الكفاءة,ولعلك قابلت ذلكالشخص، صاحب أداء متدن في عمله، ومع هذا لا يدرك مشكلته هذه حتى يفصل من عمله, وحتىبعد ذلك! حيث يعتقد أن ما تم كان مجرد مؤامرة ضده …!
عندما نمتلك الشعوربالحاجة إلى التغيير، سوف يكون لزاماً أن نطرح السؤال التالي: أين أنا…أي أن تحددملامح واضحة لوضعك الحالي في المجال أو المجالات التي تسعي فيها إلىالتغيير.
فمثلاً في مجال العلاقة مع الله عزوجل: حدد بالضبط أين تضع نفسك فيقافلة السائرين إلى الله؟، وما الذي يعكر صفوها؟، ما الذي يشدك إلى الوراء، ويمنعكأن تتقدم في نيل المزيد من رضوان الله تعالى؟. أريدك أن تكتب ذلك بشكل مفصل لأن ذلكسوف يساعدك كثيراً في عملية التغيير.
المجال الثاني هو مجال الأسرة والأبناء… ستستغربون أيها الأخوة الكرام إذا أخبرتكم عن كمية الحالات التي يستقبلها الأطباء النفسيون في عياداتهم , لأسر مفككة… أخوة لا يتكلمون مع بعضهم لسنوات… فتيات لميشعرن بحنان الأب منذ أمد طويل …. أمهات لم يسمعن كلمة جميلة من أبناءهن منذسنوات وسنوات.
بعض هذه البيوت الجميلة التي ترونها تنتشر هنا وهناك تقبع فيداخلها قصص أسرية محزنة يتفطر لها الفؤاد, لذا كان التغيير على المستوى العائلي فيغاية الأهمية, وعلى ذات النمط: حدد بالضبط أين يقع مكانك وسط أسرتك؟…كيف ينظر لكاخوتك وأخواتك؟… زوجتك كيف تشعر تجاهك؟… أبناءك ماذا يتسامرون عنك عندما تخلدللنوم؟… ما هو الأثر الذي تركته في كل واحد منهم؟ إلى غير ذلك.
المجال الثالثالذي قد يكون محوراً للتغيير هو العمل, أين مكانك في عملك الذي تكسب منه رزقك وتقضيفيه ساعات طويلة؟, أسأل نفسك لو قرر مجلس إدارة الشركة التي تعمل بها أن يخفض عددالعاملين هل ستكون منهم؟… كيف ينظر إليك رئيسك؟… هل يشعر زملاؤك بأي فرق عندغيابك؟… هل تطور مهاراتك في سبيل أداء أفضل لما هو مطلوب منك؟… أسئلة كثيرةلكنها مهمة، وتحتاج منك إلى جهد للإجابة عليها. لكن ثق تماماً أنك الآن تخطو خطواتكالأولى والأساسية في طريق التغيير. هذه المجالات الثلاثة أحببت أن تكون مثالاً كيتطبقه على بقية المجالات الهامة الأخرى كالجانب العلمي الثقافي، وصحتك الشخصية،والإقلاع عن عادة سيئة، والجانب الخيري من حياتك في الإحسان للآخرين ومساعدتهم،ومساهمتك في تحسين أوضاع المسلمين ونهضتهم. في كل هذه المجالات، حدد فيها وضعكالحالي ويفضل أن تكتب ذلك في مذكرتك الشخصية حتى يتسنى لك فيما بعد المقارنة وتقييممسيرتك. الجزء الثاني من هذه الخطوة التي نهدف منها إلى تقييم ما نحن عليه هو تحديدنقاط قوتك وضعفك… يا ترى ما هو الشيء الذي يميزك عن الآخرين؟..في شخصيتك؟، فيمهاراتك؟…وفي المقابل ما هي عيوبك؟، بماذا ينتقدك الناس وأقول الحكماء منالناس؟… ما هي العوائق التي تحدد من تقدمك في مجالات الحياة كافة؟. ضع إجاباتواضحة للأسئلة السابقة لأن ذلك سيمنحك بصيرة رائعة لها أهمية خاصة من أجل النجاح فيالتغيير.
المصدر:كتاب القرار في يدك .
سبحان الله و بحمده
التغيير سمة مميزة من سمات البشر, ونحننتغير في كل لحظة… نتفاعل مع كل حدث, مع ما نشاهد ونسمع، مع من نقابل من الناس،مع خبرات الماضي وتجارب الحاظر، ومع ما نكتسب من علم ومعرفة وخبرة, التغيير عمليةديناميكية مستمرة لا تتوقف، علمنا أم لم نعلم، رضينا أم لم نرض.
قد يختلف البشربطواعيتهم للتغيير, فكم نفترق عن بعض الأصحاب مدة طويلة ثم نعود لنجدهم كما هم دونتغير واضح, العمر أيضاً له تأثيره، فكلما تقدم الإنسان في العمر أصبح عصياً علىالتغيير.
هذه قاعدة عامة لها الكثير من الشواذ, كما قال أحد المفكرين:الشباب ليسفي سواد الشعر وإنما في الحيوية والمرونة, أي القدرة على التغيير.
و طالما أنالتغيير عملية مستمرة، فلماذا لا تجيرها لمصلحتك بدل أن تكون عبئاً عليك؟ لماذا لانقوم بتوجيهها بأنفسنا بدل أن نترك ذلك لشخص آخر؟!.
التتغير الذي نعنيه هنا هوالتغيير الإيجابي, وهو سلسلة من الأعمال التي تقودنا إلى مستوى أفضل في شأن أو فيسائر شؤون حياتنا. سوف نجول في هذا المقال لكي ننظر كيف نتغير خطوة بخطوة ونسألمن الله العون والتوفيق.
بداية لماذا الحديث عن التغيير…
التغيير فكرةمركزية في ثقافتنا الإسلامية. فنحن ننظر إليه كوسيلة لنيل المزيد من رضوان اللهعزوجل، والذي هو وظيفتنا الكبرى في هذه الحياة. وكم نقابل من الأشخاص من يود التقربإلى الله… يرغب في الإقلاع عن المعصية… يود أن يتحول إلى شخص فاعل في الحياة،بناء، معطاء لمجتمعه، لكن الحيرة تكبله و تشله: من أين ابدأ؟ وكيف أواصل؟ وكيف أخرجأفضل ما عندي؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي أتمنى أن نزيل عنها الغبش في هذا المقالوما بعده.
نتحدث أيضاً عن تغييرأنفسنا لأنها الخطوة الأولى والأهم في سبيل تحسينأوضاع مجتمعاتنا وحال أمتنا، كما ورد في قول الله العزيز الكريم:
(ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ( الرعد /11).
فنحن أحوج ما نكون هذهالأيام للطاقات المتميزة التي نجحت في بناء قدراتها، ومن ثم تسخيرها لخدمة الأمة فيكافة المجالات.
و الآن من أين نبدأ بالتغيير…
الخطوة الأولى على طريقالتغيير هو الاعتراف بوجود مشكلة، والشعور بالحاجة الى التغيير. وهذه خطوة جوهريةلأن مشكلة الكثير من الناس عدم إدراكهم لهذه الأهمية… بل يعتقد البعض أن مجردالتفكير بهذا الأمر يقلل من قيمتهم أو يصمهم بالضعف وعدم الكفاءة,ولعلك قابلت ذلكالشخص، صاحب أداء متدن في عمله، ومع هذا لا يدرك مشكلته هذه حتى يفصل من عمله, وحتىبعد ذلك! حيث يعتقد أن ما تم كان مجرد مؤامرة ضده …!
عندما نمتلك الشعوربالحاجة إلى التغيير، سوف يكون لزاماً أن نطرح السؤال التالي: أين أنا…أي أن تحددملامح واضحة لوضعك الحالي في المجال أو المجالات التي تسعي فيها إلىالتغيير.
فمثلاً في مجال العلاقة مع الله عزوجل: حدد بالضبط أين تضع نفسك فيقافلة السائرين إلى الله؟، وما الذي يعكر صفوها؟، ما الذي يشدك إلى الوراء، ويمنعكأن تتقدم في نيل المزيد من رضوان الله تعالى؟. أريدك أن تكتب ذلك بشكل مفصل لأن ذلكسوف يساعدك كثيراً في عملية التغيير.
المجال الثاني هو مجال الأسرة والأبناء… ستستغربون أيها الأخوة الكرام إذا أخبرتكم عن كمية الحالات التي يستقبلها الأطباء النفسيون في عياداتهم , لأسر مفككة… أخوة لا يتكلمون مع بعضهم لسنوات… فتيات لميشعرن بحنان الأب منذ أمد طويل …. أمهات لم يسمعن كلمة جميلة من أبناءهن منذسنوات وسنوات.
بعض هذه البيوت الجميلة التي ترونها تنتشر هنا وهناك تقبع فيداخلها قصص أسرية محزنة يتفطر لها الفؤاد, لذا كان التغيير على المستوى العائلي فيغاية الأهمية, وعلى ذات النمط: حدد بالضبط أين يقع مكانك وسط أسرتك؟…كيف ينظر لكاخوتك وأخواتك؟… زوجتك كيف تشعر تجاهك؟… أبناءك ماذا يتسامرون عنك عندما تخلدللنوم؟… ما هو الأثر الذي تركته في كل واحد منهم؟ إلى غير ذلك.
المجال الثالثالذي قد يكون محوراً للتغيير هو العمل, أين مكانك في عملك الذي تكسب منه رزقك وتقضيفيه ساعات طويلة؟, أسأل نفسك لو قرر مجلس إدارة الشركة التي تعمل بها أن يخفض عددالعاملين هل ستكون منهم؟… كيف ينظر إليك رئيسك؟… هل يشعر زملاؤك بأي فرق عندغيابك؟… هل تطور مهاراتك في سبيل أداء أفضل لما هو مطلوب منك؟… أسئلة كثيرةلكنها مهمة، وتحتاج منك إلى جهد للإجابة عليها. لكن ثق تماماً أنك الآن تخطو خطواتكالأولى والأساسية في طريق التغيير. هذه المجالات الثلاثة أحببت أن تكون مثالاً كيتطبقه على بقية المجالات الهامة الأخرى كالجانب العلمي الثقافي، وصحتك الشخصية،والإقلاع عن عادة سيئة، والجانب الخيري من حياتك في الإحسان للآخرين ومساعدتهم،ومساهمتك في تحسين أوضاع المسلمين ونهضتهم. في كل هذه المجالات، حدد فيها وضعكالحالي ويفضل أن تكتب ذلك في مذكرتك الشخصية حتى يتسنى لك فيما بعد المقارنة وتقييممسيرتك. الجزء الثاني من هذه الخطوة التي نهدف منها إلى تقييم ما نحن عليه هو تحديدنقاط قوتك وضعفك… يا ترى ما هو الشيء الذي يميزك عن الآخرين؟..في شخصيتك؟، فيمهاراتك؟…وفي المقابل ما هي عيوبك؟، بماذا ينتقدك الناس وأقول الحكماء منالناس؟… ما هي العوائق التي تحدد من تقدمك في مجالات الحياة كافة؟. ضع إجاباتواضحة للأسئلة السابقة لأن ذلك سيمنحك بصيرة رائعة لها أهمية خاصة من أجل النجاح فيالتغيير.
المصدر:كتاب القرار في يدك .