الطفلة «ندى» تجعل أسطورة المستحيل أمراً مستحيلاً
————————————————–
العدلية – علي نجيب
عاش الإنسان منذ أيامه الأولى على الأرض متقاسماً رزقه مع ظروف الحياة، وفطرته تقوده ليتحدى ويواجه ويتجاوز الصعاب نحو ما هو أفضل، وهو ما حقق للإنسانية هذا الإبداع الحضاري العظيم الذي نعيشه اليوم، فما العمارات الشاهقة ووسائل التنقل والترفيه وغيرها سوى نتاج تحدي الإنسان لما هو غير ممكن، وتطويع المستحيل، وجعله أمراً متاحاً مسخراً بين يديه.
لم يقف الإنسان أبداً عند أي ظرف من الظروف التي واجهته، بل دفع بالاتجاه المضاد لها كي تتحطم الأساطير؛ وما قدمته ندى السندي خلال معرضها الذي استضافه البارح خلال الأسبوع الجاري، وهي طفلة ولدت بإعاقة عقلية، سوى دليل على أن وجود المستحيل أمرٌ مستحيل، فلا يقف شيء أمام الإرادة المبدعة والخلاقة، التي أتاحت لهذه الطفلة إنتاج وإبداع أعمال تشكيلية غنية بالتعبيرات الطفولية الشفافة والقوية في آن واحد.
المعرض الذي أقيم برعاية وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي آثر أن يعبر عن مجموعة من الأحاسيس التي اكتنزها قلب الطفلة ندى، والتي وجدت سبيلها على لوحات الرسم، وسيلةً للتعبير خلاف ما يجده أقرانها، لذلك أتت اللوحات ناطقة بحكاياها اليومية، ووصفها لمن حولها، سعادتها وألمها، ضحكها وبكاءها، في لوحات متجاورة أبهرت الحضور لما تمكنت هذه الطفلة من تقديمه بفرشاتها العابثة على لوحات الرسم.
ندى بتواضع، تركت الحديث لوالدتها، مفضلة أن يبقى حديثها عبر لوحاتها، إذ سعت السيدة إيمان الناصر إلى ترجمة شفرات ابنتها من خلال حديث على هامش المعرض، ولذلك عبرت الوالدة في البدء عن اعتزازها بما قدمته آخر أطفالها (ندى) خلال المعرض، موضحة أن مشاركات الطفلة في عالم الفن بدأت في السابق من خلال مهرجان الطفل، وأنها حظيت بالفوز في مجالات الموسيقى والرسم والتصوير، قائلة «فازت ندى بالمركز الثالث في المسابقة الفنية لوزارة التربية والتعليم، وفازت في غاليري العريش بالمركز الأول، وهي محبة للرسم والرياضة والموسيقى بشدة، حتى أنها متمكنة من استخدام لوح المفاتيح الموسيقي، وهو ما دفعنا للاهتمام بما تبرزه من مواهب طفولية».
تلقى المواهب البيئة المناسبة لنموها كما تنبت البذور عن التربة الصالحة، وقد ذكرت الناصر ظروف اكتشاف موهبة طفلتها بالقول «بحكم ظرف التعامل الخاص مع هؤلاء الأطفال، نجدهم بحاجة إلى العناية المكثفة والتدريب وملاحظة الأسرة وولي الأمر للاهتمام بما يلفت نظرهم، إذ على رغم صعوبة التعبير، فإن هناك الكثير من الأمور التي تشد هؤلاء الأطفال، لذلك يجب على الأسرة أن تلاحظ هذه الأمور الصغيرة، وقد وجدت في ابنتي اهتماماً بالرسوم والصور والألعاب التي تصدر أصواتا، وحينما كبرت أصبح لديها ميل كبير لسماع الكاسيتات الموسيقية، فقمت بتوفيرها، إلى جانب آلة بيانو، ووجدت أن لديها قدرة رهيبة على إعادة اللحن الذي تقوم بسماعه، ولديها ذكاء موسيقي، ولذلك سعيت إلى توفير مدرسة خاصة لتعليم الموسيقى، والجميل أن المدرسة مكفوفة، وعلى رغم إعاقة كليهما فإن لهما خط تواصل مشترك».
وبالنسبة إلى الرسم، تذكر أم ندى بشأن تجربتها أن «الرسم برز نتيجة ظرف ندى الخاص، فلديها ميل للاندفاع والتعبير من خلال الرسم منذ الطفولة، فوفرت لها الخامات، وأتحت لها فرصة للشخبطة واللخبطة، التي كانت تساعد على عكس اهتماماتها، والتي تمثلت بالطبيعة والشجر والوجوه والعيون البشرية، كما أن لها نمطا خاصا في تضخيم أحجام ملامح الوجه، ومعظم ما ترسمه مستوحى من البيئة المدرسية، والشخوص التي ترسمهم هي لزميلاتها في الفصل، إذ سعيت إلى توفير مدرسة تشرف على ما تقوم برسمه».
الرسومات الطفولية تكتم غموضاً خاصاً ومعاني يصعب تفسيرها، إلا أن الأم، إلى جانب كونها أماً تستشعر ما يريده طفلها، فقد كان لتخصصها دور في فك رموز اللوحات، إذ تقول الناصر «تخصصي في النقد الأدبي الحديث ساهم في فهمي لما تقوم ندى برسمه، إذ إن قصائد النثر الحديثة تنطوي على الغموض الذي لا يفقد القصيدة جماليتها، لذلك تمكنت من قراءة نفسية ابنتي، ووجدت أن طريقة مسك القلم تؤثر، وأول لوحة شاركت بها في مهرجان الطفل كانت ندى تمسك بالألوان، وتمزجها بطريقة عفوية وعنيفة لها منظومة جمالية، فكانت اللوحة تعج بألوان داكنة وفي وسطها نقطة صفراء، مثلتها بالشمس، فكانت الألوان الداكنة هي الضغوط، والشمس متنفس وأمل يخرجها للنور والضياء».
وجدت أم ندى أن من الصعوبة التعامل مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلة «أحياناً لا تريد أن ترسم أو تقوم بأي شيء، إلا أنني أسعى دوماً إلى ألا يمضي يومان من دون أن تعزف أو ترسم، ومن خلال اطلاعي وجدت أنه في أوروبا تتم معالجة الأطفال بالرسم والموسيقى، وأتمنى لو كان للجهات المختصة اهتمام أكبر بمواهب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لديهم الاهتمامات نفسعا لدى الأطفال، إلا أن معضلتهم في كون قناة التواصل مشوشة لديهم، وحتى الطفل الطبيعي إذا كانت لديه موهبة فهي تنطفئ في غياب التشجيع».
وتعتبر ندى، الطالبة في مدرسة السنابس، أحد أفراد تجربة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، والذين وجدت والدتها أن لهم دورا خاصا في تنمية موهبتها، قائلة «إن الاهتمام بندى جاء من البيت، والمدرسة قامت بدور كبير في رعايتها وصقل مواهبها، ولهم الشكر الجزيل على ذلك، إلا أن الدور المفتقد كان لمركز رعاية الموهوبين، إذ يجب أن يكون لهؤلاء الأطفال اهتمام أكبر من قبلهم، حتى وإن كان من خلال زيارة بعض المشرفين لهم في مدارسهم وإعطائهم بعض الدروس التي تدعم مواهبهم».
تقول الناصر: «حينما يكون لدينا طفل ونضعه في مواجهة وتحدٍ، كأنما لدينا ارض نبحث فيها عن الكنوز المدفونة فيها، فيلزمنا الصبر والتحدي»، مضيفة «لدي فكرة وتصور عن الفن التجريدي والسريالي من خلال حضوري للمعارض، وعندما نريد قراءة أي عمل نجد له عدة أوجه وفضاءات، وفوز ندى في مسابقة الرسم للمرة الأولى أعطاني دافعاً لأستعرض أعمالها التي ترسمها منذ صغرها، بعد أن بلغت مرحلة في ظل ظروفها يمكن أن يؤديها الطفل الخاص ويتذوقها الشخص العادي».
وكانت الأعمال متنوعة فعلاً، ولها وقع في أعين المشاهدين، إذ قالت والدتها معبرة «تحتاج ندى إلى توجيه، وهي تخضع لإشراف معلمتها، وأنا أوفر لها لوحات الرسم والألوان، وأترك لها حرية القيام بما تشاء، فأحياناً ترسم، وأحياناً تقوم بالتنقيط، أو تطبع يدها، وأنا بدوري أقوم بالاحتفاظ بها وتأطيرها، ولها معزة خاصة في نفسي لأنها حالة خاصة، ولأن أعمالها تأتي بعفوية ومن دون زيف، وتعكس انطباعاتها من غير خداع أو مبالاة».
أم ندى، وجهت شكراً خاصاً لمحيط مدرسة السنابس الذي تنتمي إليه طفلتها، قائلة «إن مجتمع المدرسة تقبل هؤلاء الأطفال واحتضنوهم، ومدرسات التربية الفنية بذلن جهداً كبيراً، وأعطين الأطفال الخاصين وقتاً كافياً مقابل انشغالهن الدائم وصعوبة تفرغهن الكامل للحالات الخاصة، وأنا مدينة لجهودهن، وأشعر بتعاون وألفة المعلمات، وأجد المدرسة مجتمعاً طيباً ومتعاوناً جداً، استطاع أن يحتضن ندى بظروفها».
وكانت رسالة الأم الآملة في ختام اللقاء أن «ندى طفلة تهيأت لها الظروف، لكن نظرتنا لا تقتصر على أفراد، لكن أملنا في أن يلقى الجميع الاهتمام والرعاية التي يستحقها لموهبته، وأتمنى من الدولة أن تعطي الأطفال عناية أكثر، وخصوصاً بعد قرار سمو رئيس الوزراء بتشكيل لجنة للمعوقين، وياليتها تتفاعل لفتح المجال للعناية بالمواهب، ورسالتي من هذا المعرض للآخرين هي أن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة قادر على العطاء في وجود اليد الحانية التي ترعاه، وهذا حقهم كونهم أفرادا في المجتمع، وأنا أستشرف لذوي الاحتياجات الخاصة عالما أفضل وغدا مشرقا، وما علينا سوى التسلح والصبر والمثابرة والإيمان بالقضاء والقدر واكتشاف مواهب أبنائنا».
__________________________________
الوسط البحرينية
سبحان الله و بحمده
————————————————–
العدلية – علي نجيب
عاش الإنسان منذ أيامه الأولى على الأرض متقاسماً رزقه مع ظروف الحياة، وفطرته تقوده ليتحدى ويواجه ويتجاوز الصعاب نحو ما هو أفضل، وهو ما حقق للإنسانية هذا الإبداع الحضاري العظيم الذي نعيشه اليوم، فما العمارات الشاهقة ووسائل التنقل والترفيه وغيرها سوى نتاج تحدي الإنسان لما هو غير ممكن، وتطويع المستحيل، وجعله أمراً متاحاً مسخراً بين يديه.
لم يقف الإنسان أبداً عند أي ظرف من الظروف التي واجهته، بل دفع بالاتجاه المضاد لها كي تتحطم الأساطير؛ وما قدمته ندى السندي خلال معرضها الذي استضافه البارح خلال الأسبوع الجاري، وهي طفلة ولدت بإعاقة عقلية، سوى دليل على أن وجود المستحيل أمرٌ مستحيل، فلا يقف شيء أمام الإرادة المبدعة والخلاقة، التي أتاحت لهذه الطفلة إنتاج وإبداع أعمال تشكيلية غنية بالتعبيرات الطفولية الشفافة والقوية في آن واحد.
المعرض الذي أقيم برعاية وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي آثر أن يعبر عن مجموعة من الأحاسيس التي اكتنزها قلب الطفلة ندى، والتي وجدت سبيلها على لوحات الرسم، وسيلةً للتعبير خلاف ما يجده أقرانها، لذلك أتت اللوحات ناطقة بحكاياها اليومية، ووصفها لمن حولها، سعادتها وألمها، ضحكها وبكاءها، في لوحات متجاورة أبهرت الحضور لما تمكنت هذه الطفلة من تقديمه بفرشاتها العابثة على لوحات الرسم.
ندى بتواضع، تركت الحديث لوالدتها، مفضلة أن يبقى حديثها عبر لوحاتها، إذ سعت السيدة إيمان الناصر إلى ترجمة شفرات ابنتها من خلال حديث على هامش المعرض، ولذلك عبرت الوالدة في البدء عن اعتزازها بما قدمته آخر أطفالها (ندى) خلال المعرض، موضحة أن مشاركات الطفلة في عالم الفن بدأت في السابق من خلال مهرجان الطفل، وأنها حظيت بالفوز في مجالات الموسيقى والرسم والتصوير، قائلة «فازت ندى بالمركز الثالث في المسابقة الفنية لوزارة التربية والتعليم، وفازت في غاليري العريش بالمركز الأول، وهي محبة للرسم والرياضة والموسيقى بشدة، حتى أنها متمكنة من استخدام لوح المفاتيح الموسيقي، وهو ما دفعنا للاهتمام بما تبرزه من مواهب طفولية».
تلقى المواهب البيئة المناسبة لنموها كما تنبت البذور عن التربة الصالحة، وقد ذكرت الناصر ظروف اكتشاف موهبة طفلتها بالقول «بحكم ظرف التعامل الخاص مع هؤلاء الأطفال، نجدهم بحاجة إلى العناية المكثفة والتدريب وملاحظة الأسرة وولي الأمر للاهتمام بما يلفت نظرهم، إذ على رغم صعوبة التعبير، فإن هناك الكثير من الأمور التي تشد هؤلاء الأطفال، لذلك يجب على الأسرة أن تلاحظ هذه الأمور الصغيرة، وقد وجدت في ابنتي اهتماماً بالرسوم والصور والألعاب التي تصدر أصواتا، وحينما كبرت أصبح لديها ميل كبير لسماع الكاسيتات الموسيقية، فقمت بتوفيرها، إلى جانب آلة بيانو، ووجدت أن لديها قدرة رهيبة على إعادة اللحن الذي تقوم بسماعه، ولديها ذكاء موسيقي، ولذلك سعيت إلى توفير مدرسة خاصة لتعليم الموسيقى، والجميل أن المدرسة مكفوفة، وعلى رغم إعاقة كليهما فإن لهما خط تواصل مشترك».
وبالنسبة إلى الرسم، تذكر أم ندى بشأن تجربتها أن «الرسم برز نتيجة ظرف ندى الخاص، فلديها ميل للاندفاع والتعبير من خلال الرسم منذ الطفولة، فوفرت لها الخامات، وأتحت لها فرصة للشخبطة واللخبطة، التي كانت تساعد على عكس اهتماماتها، والتي تمثلت بالطبيعة والشجر والوجوه والعيون البشرية، كما أن لها نمطا خاصا في تضخيم أحجام ملامح الوجه، ومعظم ما ترسمه مستوحى من البيئة المدرسية، والشخوص التي ترسمهم هي لزميلاتها في الفصل، إذ سعيت إلى توفير مدرسة تشرف على ما تقوم برسمه».
الرسومات الطفولية تكتم غموضاً خاصاً ومعاني يصعب تفسيرها، إلا أن الأم، إلى جانب كونها أماً تستشعر ما يريده طفلها، فقد كان لتخصصها دور في فك رموز اللوحات، إذ تقول الناصر «تخصصي في النقد الأدبي الحديث ساهم في فهمي لما تقوم ندى برسمه، إذ إن قصائد النثر الحديثة تنطوي على الغموض الذي لا يفقد القصيدة جماليتها، لذلك تمكنت من قراءة نفسية ابنتي، ووجدت أن طريقة مسك القلم تؤثر، وأول لوحة شاركت بها في مهرجان الطفل كانت ندى تمسك بالألوان، وتمزجها بطريقة عفوية وعنيفة لها منظومة جمالية، فكانت اللوحة تعج بألوان داكنة وفي وسطها نقطة صفراء، مثلتها بالشمس، فكانت الألوان الداكنة هي الضغوط، والشمس متنفس وأمل يخرجها للنور والضياء».
وجدت أم ندى أن من الصعوبة التعامل مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلة «أحياناً لا تريد أن ترسم أو تقوم بأي شيء، إلا أنني أسعى دوماً إلى ألا يمضي يومان من دون أن تعزف أو ترسم، ومن خلال اطلاعي وجدت أنه في أوروبا تتم معالجة الأطفال بالرسم والموسيقى، وأتمنى لو كان للجهات المختصة اهتمام أكبر بمواهب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لديهم الاهتمامات نفسعا لدى الأطفال، إلا أن معضلتهم في كون قناة التواصل مشوشة لديهم، وحتى الطفل الطبيعي إذا كانت لديه موهبة فهي تنطفئ في غياب التشجيع».
وتعتبر ندى، الطالبة في مدرسة السنابس، أحد أفراد تجربة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، والذين وجدت والدتها أن لهم دورا خاصا في تنمية موهبتها، قائلة «إن الاهتمام بندى جاء من البيت، والمدرسة قامت بدور كبير في رعايتها وصقل مواهبها، ولهم الشكر الجزيل على ذلك، إلا أن الدور المفتقد كان لمركز رعاية الموهوبين، إذ يجب أن يكون لهؤلاء الأطفال اهتمام أكبر من قبلهم، حتى وإن كان من خلال زيارة بعض المشرفين لهم في مدارسهم وإعطائهم بعض الدروس التي تدعم مواهبهم».
تقول الناصر: «حينما يكون لدينا طفل ونضعه في مواجهة وتحدٍ، كأنما لدينا ارض نبحث فيها عن الكنوز المدفونة فيها، فيلزمنا الصبر والتحدي»، مضيفة «لدي فكرة وتصور عن الفن التجريدي والسريالي من خلال حضوري للمعارض، وعندما نريد قراءة أي عمل نجد له عدة أوجه وفضاءات، وفوز ندى في مسابقة الرسم للمرة الأولى أعطاني دافعاً لأستعرض أعمالها التي ترسمها منذ صغرها، بعد أن بلغت مرحلة في ظل ظروفها يمكن أن يؤديها الطفل الخاص ويتذوقها الشخص العادي».
وكانت الأعمال متنوعة فعلاً، ولها وقع في أعين المشاهدين، إذ قالت والدتها معبرة «تحتاج ندى إلى توجيه، وهي تخضع لإشراف معلمتها، وأنا أوفر لها لوحات الرسم والألوان، وأترك لها حرية القيام بما تشاء، فأحياناً ترسم، وأحياناً تقوم بالتنقيط، أو تطبع يدها، وأنا بدوري أقوم بالاحتفاظ بها وتأطيرها، ولها معزة خاصة في نفسي لأنها حالة خاصة، ولأن أعمالها تأتي بعفوية ومن دون زيف، وتعكس انطباعاتها من غير خداع أو مبالاة».
أم ندى، وجهت شكراً خاصاً لمحيط مدرسة السنابس الذي تنتمي إليه طفلتها، قائلة «إن مجتمع المدرسة تقبل هؤلاء الأطفال واحتضنوهم، ومدرسات التربية الفنية بذلن جهداً كبيراً، وأعطين الأطفال الخاصين وقتاً كافياً مقابل انشغالهن الدائم وصعوبة تفرغهن الكامل للحالات الخاصة، وأنا مدينة لجهودهن، وأشعر بتعاون وألفة المعلمات، وأجد المدرسة مجتمعاً طيباً ومتعاوناً جداً، استطاع أن يحتضن ندى بظروفها».
وكانت رسالة الأم الآملة في ختام اللقاء أن «ندى طفلة تهيأت لها الظروف، لكن نظرتنا لا تقتصر على أفراد، لكن أملنا في أن يلقى الجميع الاهتمام والرعاية التي يستحقها لموهبته، وأتمنى من الدولة أن تعطي الأطفال عناية أكثر، وخصوصاً بعد قرار سمو رئيس الوزراء بتشكيل لجنة للمعوقين، وياليتها تتفاعل لفتح المجال للعناية بالمواهب، ورسالتي من هذا المعرض للآخرين هي أن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة قادر على العطاء في وجود اليد الحانية التي ترعاه، وهذا حقهم كونهم أفرادا في المجتمع، وأنا أستشرف لذوي الاحتياجات الخاصة عالما أفضل وغدا مشرقا، وما علينا سوى التسلح والصبر والمثابرة والإيمان بالقضاء والقدر واكتشاف مواهب أبنائنا».
__________________________________
الوسط البحرينية