تخطى إلى المحتوى

لعلنا نفهم علمي وأدبي

لعلنا نفهم

علمي وأدبي

د. حنان حسن عطاالله


كتبت في صفحة الرأي في جريدة "الرياض" الكاتبة "منى الشدي" بتاريخ 8 صفر1441 ه / 2 يناير 2024م عن أهمية العلوم الإنسانية وكانت أفكارها المطروحة ممتازة.
وذكرتني "منى" بما نعانيه نحن المتخصصين في هذه العلوم من نظرة تقلل من قيمة ما نُدرس وندرس
ويبدو أن هذه النظرة تعود إلى المرحلة الثانوية وتبدأ جذورها منذ اختيار التخصص علمي أو أدبي! وفي النظرة لمن يدرس في القسم الأدبي!!.
والحقيقة في الدول المتقدمة لا يوجد مثل هذه التقسيمات!! فالعلوم الإنسانية تدرس في خط متواز مع مواد العلوم!!.
ولكن في مجتمعاتنا العربية وللأسف الشديد لا تُعطى هذه العلوم أهميتها رغم أنها تدرس عندنا حتى في جميع الكليات العلمية كالطب والتمريض وغيرهما!!. لماذا هذا الفصل!!خاصة أن الفصل بين العلوم والإنسانيات هو كالفصل بين عقل الإنسان وقلبه!!. ولا ننسى أن العلوم عانت في بداية تطورها من الفصل بين العقل والنفس!!.
أفكر كثيراً في أن العلوم الإنسانية هي الدعامة الرئيسية لكي يبدع الإنسان!.
وهي بالضبط الدعامة الضرورية لكي يستمر الإنسان في عطائه. وهي تلك المادة التي تتخلل أجزاء الجهاز حتى لا يعطل ولا يكل أو يمل! وحتى يفهم الانسان ما الذي يقوم به وكيف يقوم به بصورة ترضي ذاته وترضي الأخرين وبدونها قد يتعرض هذا الجهاز للصدأ والخلل!.
ولا ننسى أن كثيراً من الأطباء تحولوا إلى علماء نفس منهم على سبيل المثال العالم فرويد وآدلر وغيرهما.
لقد درّست مواد علم النفس لطالبات الطب والتمريض واكتشفت ومعي طالباتي أهمية علم النفس لتلك المهن. فالطب والتمريض يقومان في أساسهما ومدى نجاحهما على درجة التعامل الإنساني مع المريض.
فهناك فرق بين العلاج المركز حول المريض، والعلاج المركز حول أداء المهمة أو علاج المريض فقط!.
وهناك تجربة توضح ذلك الترابط بين النجاح في حياتنا وحتى تحقيق المكاسب المادية والإنسانيات من خلال تجربة طلب فيها من بائعين في سوبر ماركت أن يشكروا زبائنهم على شرائهم. وبعد فترة تضاعفت أرباح السوبر ماركت ليس فقط لأن عدد الزبائن ارتفع بل لأن الموظفين أصبحوا أكثر مداومة وانضباطا.
والسبب أنهم عندما شكروا زبائنهم كانوا يتلقون ردود فعل تدعيمية من الزبائن مقابل ذلك ما جعل الموظفين بالتالي أكثر إقبالاً على العمل وانضباطا!.
ختاماً أتمنى أن يأتي يوم نعطي للعلوم الانسانية أهميتها الحقيقية، لتقوم بدورها الضروري والمطلوب في مجتمعنا!. وتنتهي تقسيمات من قِبل علمي وأدبي!!.



سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.