أطفال مشاغبون تحت المجهر
هيام رزق جبر – ”هو صعب المراس ، مندفع ، كثير الحركة و لا يهدأ…هذا الطالب فوضوي ، مشاغب ، مزعج و غبي … ”
قالت المعلمة بثينة سعيد حين سألتها والدة الطفل عن وضعه الدراسي.
وكثيرا ما نسمع هذه العبارات سواء أكانت من بعض الأمهات أو المعلمات يصفون فيها الأطفال بأنهم مزعجون جدا ،او أغبياء و عديمي التربية .
وتقول دراسات في علم النفس أن الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط الحركي ليسوا مشاغبين لكنهم أطفال لديهم مشكلة تؤثر بشكل سلبي على التطور النفسي و الاجتماعي و العقلي و هذا الاضطراب ينتشر ما بين الأطفال في سن ( 5-18 ) سنة بنسبة 3-12% و نسبة إصابة الذكور به أكثر من الإناث .
ويصفون أعراض فرط النشاط الحركي ( النشاط الزائد ) بأن الطفل في هذه الحالة يمتاز بالحركة أكثر من أقرانه ،ولا يستقر في مكانه و يجد صعوبة بالغة في البقاء جالسا و كثيرا ما يخرج من مقعده أثناء الدرس و يتجول في الصف .
كما انه يلعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال و في بعض الأحيان يلعب بطريقة عدوانية ، و يتكلم كثيرا و يقاطع الآخرين .
اضافة الى ان الطفل ذو النشاط الزائد اندفاعي و يجيب عن الأسئلة دون تفكير و صعب التعامل، و يجد صعوبة كبيرة في انتظار دوره .
ويتصف بسرعة الغضب و تقلب المزاج، ويجد صعوبة في التواصل وإقامة علاقة مع الآخرين .
وتشير دراسات إلى أن واحدا من بين ثلاثة أطفال يعانون من هذا الاضطراب يتم تشخيصه و علاجه ، بينما الباقون لا يتم تشخيصهم و لا علاجهم كما يعتمد التشخيص على وجود أعراض كثيرة تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل و تؤدي إلى تدهور و سوء في التكيف لدى الطفل و لا تتناسب مع مرحلة النمو .
وتفصل الدراسات بأن هذه الاعراض لا تقتصر على مجال واحد كالمنزل أو المدرسة بل تتعداها .
اما فيما يخص الأسباب المؤدية إلى اضطراب فرط النشاط الحركي فتعزوها ابحاث علم النفس الى العامل الوراثي حيث تصل نسبته إلى 30% .
اضافة الى صعوبات التعلم والإصابات الدماغية كالصدمات على الرأس، و اضطراب الغدد الدرقية ، وتأخر نضج الدماغ ،او الاضطراب العصبي المشاكل السرية و الضغوطات و الأمراض الجسدية ،و انخفاض وزن الوليد .والأضواء و الأصوات الصاخبة و تعرض الأم للقلق أثناء الحمل فالأمهات القلقات يفرزن كميات أكبر من هرمون الضغط النفسي ( كورتوزون ) الذي يخترق المشيمة و يؤثر على الجنين، اضافة الى الكمبيوتر والتلفاز.
اما العلاج فتربط الدراسات بين ذكاء الطفل وتحسنه مع الزمن فكلما كان الطفل أكثر ذكاءا كان تحسنه أفضل من الأطفال ذوي الذكاء المتدني ، كما أنه كلما كانت هنالك اضطرابات نفسية و عقلية مصاحبة لاضطراب فرط النشاط الحركي فان التحسن يكون أقل ممن ليس لديهم اضطرابات نفسية و عقلية .
وينصح المختصون بعرض الطفل على الطبيب للتأكد من أن الاضطراب ليس مشكلة عضوية كالخلل في الغدة الدرقية . كما ينصحون الامهات والمعلمين بعدم وصف الطفل بأنه مزعج و غير مرغوب فيه بل ينبغي ان يكون المعلم ايجابيا معه و يقيم علاقة وطيدة معه مما يساعده على تحسين سلوك الطفل داخل غرفة الصف.
وتنصح الامهات بعدم ترك وقت فراغ للطفل بل إشغاله دائما بالنشاطات الهادفة و البناءة لتفريغ و استثمار نشاطه و طاقته الزائدة .
ويفضل ان تضع الام جدولا يوميا للطفل ( روتين ) لتنظيم حياته اليومية تحدد فيه الوقت الذي يستيقظ فيه ،و يأكل، و يذهب للمدرسة، و يلعب ، ويشاهد التلفاز ومتى يذهب للسرير.
وينصح الاباء بتكليف الطفل بالمهمات المناسبة لعمره و أن تكون الأنشطة قصيرة لكي لا يمل الطفل كما ابدأ بتقديم الأنشطة المهمة و المحببة للطفل ثم يتدرج بها إلى أن تصل إلى الأنشطة التي لا يحب الطفل القيام بها .
وللتعزيز الفوري و اللحظي عند محاولة الطفل إنجاز المهام المطلوبة دور كبير في علاج الاطفال ذوي النشاط الحركي الزائد.
ومن الضروري استخدام اسلوب التعزيز اللفظي للسلوك المناسب مثل ( رائع لقد أنهيت العمل بدقة تامة ) ، او ( كم هو جميل بأنك جلست بهدوء هذا شيء رائع منك ) .
* اخصائية طفولة وتعليم مبكر
سبحان الله و بحمده
هيام رزق جبر – ”هو صعب المراس ، مندفع ، كثير الحركة و لا يهدأ…هذا الطالب فوضوي ، مشاغب ، مزعج و غبي … ”
قالت المعلمة بثينة سعيد حين سألتها والدة الطفل عن وضعه الدراسي.
وكثيرا ما نسمع هذه العبارات سواء أكانت من بعض الأمهات أو المعلمات يصفون فيها الأطفال بأنهم مزعجون جدا ،او أغبياء و عديمي التربية .
وتقول دراسات في علم النفس أن الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط الحركي ليسوا مشاغبين لكنهم أطفال لديهم مشكلة تؤثر بشكل سلبي على التطور النفسي و الاجتماعي و العقلي و هذا الاضطراب ينتشر ما بين الأطفال في سن ( 5-18 ) سنة بنسبة 3-12% و نسبة إصابة الذكور به أكثر من الإناث .
ويصفون أعراض فرط النشاط الحركي ( النشاط الزائد ) بأن الطفل في هذه الحالة يمتاز بالحركة أكثر من أقرانه ،ولا يستقر في مكانه و يجد صعوبة بالغة في البقاء جالسا و كثيرا ما يخرج من مقعده أثناء الدرس و يتجول في الصف .
كما انه يلعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال و في بعض الأحيان يلعب بطريقة عدوانية ، و يتكلم كثيرا و يقاطع الآخرين .
اضافة الى ان الطفل ذو النشاط الزائد اندفاعي و يجيب عن الأسئلة دون تفكير و صعب التعامل، و يجد صعوبة كبيرة في انتظار دوره .
ويتصف بسرعة الغضب و تقلب المزاج، ويجد صعوبة في التواصل وإقامة علاقة مع الآخرين .
وتشير دراسات إلى أن واحدا من بين ثلاثة أطفال يعانون من هذا الاضطراب يتم تشخيصه و علاجه ، بينما الباقون لا يتم تشخيصهم و لا علاجهم كما يعتمد التشخيص على وجود أعراض كثيرة تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل و تؤدي إلى تدهور و سوء في التكيف لدى الطفل و لا تتناسب مع مرحلة النمو .
وتفصل الدراسات بأن هذه الاعراض لا تقتصر على مجال واحد كالمنزل أو المدرسة بل تتعداها .
اما فيما يخص الأسباب المؤدية إلى اضطراب فرط النشاط الحركي فتعزوها ابحاث علم النفس الى العامل الوراثي حيث تصل نسبته إلى 30% .
اضافة الى صعوبات التعلم والإصابات الدماغية كالصدمات على الرأس، و اضطراب الغدد الدرقية ، وتأخر نضج الدماغ ،او الاضطراب العصبي المشاكل السرية و الضغوطات و الأمراض الجسدية ،و انخفاض وزن الوليد .والأضواء و الأصوات الصاخبة و تعرض الأم للقلق أثناء الحمل فالأمهات القلقات يفرزن كميات أكبر من هرمون الضغط النفسي ( كورتوزون ) الذي يخترق المشيمة و يؤثر على الجنين، اضافة الى الكمبيوتر والتلفاز.
اما العلاج فتربط الدراسات بين ذكاء الطفل وتحسنه مع الزمن فكلما كان الطفل أكثر ذكاءا كان تحسنه أفضل من الأطفال ذوي الذكاء المتدني ، كما أنه كلما كانت هنالك اضطرابات نفسية و عقلية مصاحبة لاضطراب فرط النشاط الحركي فان التحسن يكون أقل ممن ليس لديهم اضطرابات نفسية و عقلية .
وينصح المختصون بعرض الطفل على الطبيب للتأكد من أن الاضطراب ليس مشكلة عضوية كالخلل في الغدة الدرقية . كما ينصحون الامهات والمعلمين بعدم وصف الطفل بأنه مزعج و غير مرغوب فيه بل ينبغي ان يكون المعلم ايجابيا معه و يقيم علاقة وطيدة معه مما يساعده على تحسين سلوك الطفل داخل غرفة الصف.
وتنصح الامهات بعدم ترك وقت فراغ للطفل بل إشغاله دائما بالنشاطات الهادفة و البناءة لتفريغ و استثمار نشاطه و طاقته الزائدة .
ويفضل ان تضع الام جدولا يوميا للطفل ( روتين ) لتنظيم حياته اليومية تحدد فيه الوقت الذي يستيقظ فيه ،و يأكل، و يذهب للمدرسة، و يلعب ، ويشاهد التلفاز ومتى يذهب للسرير.
وينصح الاباء بتكليف الطفل بالمهمات المناسبة لعمره و أن تكون الأنشطة قصيرة لكي لا يمل الطفل كما ابدأ بتقديم الأنشطة المهمة و المحببة للطفل ثم يتدرج بها إلى أن تصل إلى الأنشطة التي لا يحب الطفل القيام بها .
وللتعزيز الفوري و اللحظي عند محاولة الطفل إنجاز المهام المطلوبة دور كبير في علاج الاطفال ذوي النشاط الحركي الزائد.
ومن الضروري استخدام اسلوب التعزيز اللفظي للسلوك المناسب مثل ( رائع لقد أنهيت العمل بدقة تامة ) ، او ( كم هو جميل بأنك جلست بهدوء هذا شيء رائع منك ) .
* اخصائية طفولة وتعليم مبكر