تخطى إلى المحتوى

أنا والنشاط…

  • بواسطة

إني أكتب هذه السطور عن تجربتي لعل أن تكون فيها الفائده والدعم لمن ولي أمر النشاط المدرسي …

أعمل في مدرسة نائية ذات مبنى مستأجر متهالك بالكاد تكفي غرفه فصول الطلاب يحيط بالمدرسة بيئة جبلية صعبة ، شاهد مدير المدرسة إهتمامي والنشاط...    فأوكل لي الإشراف على النادي العلمي بالمدرسة وكانت المدرسة عبارة عن إبتدائية ومتوسطة وثانوية (مجمع يعني لكن عدد طلابها لم يكن ليتجاوز150طالباً)……قبلت بالمهمة لأن فيها تخفيضاً لنصابي من الحصصوالنشاط...    ……..المهم …..جاء تعميم للمدرسة عن مسابقة الأندية العلمية ،فناداني المديروأطلعني على التعميم وقال نريد أن نشارك في المسابقة وبفعالية…
أخذت التعميم ونزلت من عند المدير(لم تكن المدرسة متعدده الأدوار لكن بعض الفصول والغرف أعلى من بعض بسبب طبيعة المنطقة) نزلت من مكتب المدير وقرأت التعميم فوجدت البنود قد إحتوت إبتكارات ومقر للنادي وتجارب ووو…
سيطر على ذهني حينها إستحالة تنفيذ هذا البرنامج أو حتى ربعه….فلا غرفة تصلح مقراً للنادي …ولا طلابا يستطيعون أن يقدموا أي شىء !!!!!!!!!!!!!!!!!(( كأن هذا إنطباعي وحكمي المسبق …ونحن عندما نحكم مسبقا على الامور غالبا نفشل !!!!))

رجعت للمدير وقلت له ارى أن نعتذر عن المشاركة في هذه المسابقة..
قام المدير من مكتبه وقال لماذا؟؟؟والنشاط...
قلت له اولا لايوجد مقر للنادي …
فرد علي / إستخدم جزءً من المختبر !!
قلت وهل تظن أن طلابنا يستطيعون أن يقدموا شيئا؟!!((إنهزامية))
قال أنت إطرح مسابقة في الابتكارات العلمية وشوف!!

نزلت من عنده وطبعت إعلانا وانا متأكد من أني سأضحك على هذا المدير بعد نهاية فترة المسابقة!!
لكن..
ما أن إنتهت فترة المسابقة إلا والمعمل ومكتب المدير مليئة بأعمال جداً مشرفة…
تغيرت نظرتي وإن شئت قل إنهزاميتي ووجدت في طلابي جواهر لم أكن أعي قدرها ، جواهر بذلت معي جهودا خارقة لإعداد النادي العلمي .
جاء المشرف المقيم للمسابقة شاهد نادينا….شاهد التجارب الحية من الطلاب …ناقشهم فيها….شاهد الابتكارات والنماذج ..ناقش الطلاب فيها ….خرج والابتسامة لاتفارق محياه!!

بعد فترة جاءنا إتصال هاتفي مفاده….انا فزنا بالمركز الأول
ناداني المدير أخبرني بالخبر وبارك لي وقال لي إن في الطلاب قدرات تحتاج من يبرزها هم ياأخي كجواهر البحر لابد من غواص ماهر لكي يستخرجها لاتجعل طريق المدرسة الصعب يثبط همتك ولا يعطيك إنطباع عن الطلاب هذا الطريق وبيوتهم البسيطة …
كان لتلك التجربة في نفسي أثراً كبيرا وحققت وطلابي في النادي العلمي لهذه المدرسة المركز الأول في مسابقة الأندية العلمية على مستوى مركز الاشراف ثلاث مراتوالنشاط...
ومسابقة التفوق العلمي على مستوى الادارة مرتين متتاليتين
والعام المنصرم حقق احد أعضاء النادي العلمي بالمدرسة المركز الاول في مسابقة الابتكارات العلمية على مستوى المملكة…
ومن يشاهد موقع ومبنى المدرسة ويكون مثلي يقسم أن طلاب المدرسة لا يستطيعون ان يعملو أي شىء …بينما الواقع عكس ذاك!!

وبعدثلاث سنوات إستلمت النشاط الطلابي ككل وكنت بما غرسه مديري في نفسي في تجربتي الأولى أحفز مشرفي الأنشطة والمجالات المختلفة لأخراج الطاقات الكامنة في نفوس الطلاب
الشىء الوحيد الذي أحس أني فشلت فيه وانا رائد للنشاط هو أن أعامل مختلف الأنشطة ذات معاملتي للنشاط العلمي فقد كنت أخصهم بالكثير والكثير!!

خاتمة//لم أكن لأحقق وطلابي شيئا يذكر لولا الله ثم مديري الذي كان غواصا ماهراً


سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.