تخطى إلى المحتوى

استعد للتعامل الجيد مع أبنائك أثناء الدراسة

بسم الله الرحمن الرحيم

**

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

**

قرأت هذا الموضوع وأعجبني كثيراً فأحببت أن تشاركوني قراءته وتطبيقه لعل ثمة فائدة

***

استعد للتعامل الجيد مع أبنائك أثناء الدراسة

بدأ العام الدارسى الجديد ، وبدأت معه المشاكل التي تحدث عند أداء الابناء للواجبات المدرسية فيسيطر القلق على المنزل وتتصاعد وتيرة الشد والجذب بين الأهل والابناء، فالبعض يرغم أولاده على القيام بالواجبات المدرسية، والبعض الآخر يقوم بأداءه بالنيابة عنهم ليرتاح . ولكن هل يعتبر ذلك صحيح، وكيف يمكن الموازنة بين مساعدة الأولاد، أو أداء الوجبات لهم؟

هناك نوعان من الأهل:

1-الاهل الذين يلغون دور أولادهم معتقدين أنهم بهذا يتممون دورهم على أكمل وجه.

فهم يستقبلون الأولاد منذ دخولهم إلى المنزل بسؤالهم عن الواجبات التي عليهم أداؤها، فلا وقت هناك للاضاعة ولا للأحاديث الجانبية أو للحوار البناء بين الأهل والأولاد، هذا كله يؤجل إلى حين انتهاء الدروس. وغالبا ما تحدد الأم الواجبات التي يجب على أبنها أن يقوم بها أولا، وتختار ذلك حسب مزاجها. وقد لا يكتب الولد بسرعة او لا يحفظ بسرعة مثلما تريد الأم، او لا يركز جيدا، فهو تارة يريد اللعب وطورا الشرب والأكل فيعلو الصراخ وتتشنج الاعصاب.

2- الأهل الذين يخافون من تحمل المسؤولية

هؤلاء يمنحون الولد كل الحرية متجاهلين واجباتهم فيختلقون اسبابا عديدة ليشغلوا أنفسهم بأمر معين طوال ما بعد الظهر أو وقت الدرس. فالأم تنهمك بالواجبات الأجتماعية أو بالأعمال المنزلية أو غيرها. والاب قد لا يعود إلى البيت إلا بعد انتهاء هذه الفترة. فلا وقت لديهما بتمضيته مع الأولاد.
لكنهما يتذكران دورهما عند تسلم النتيجة.
فإذا كانت سيئة يعلو الصراخ أيضا وتبدأ المشاكل بين الزوجين، ويبقى السؤال: اين الحل؟
في واقع الأمر أن أكثر المدارس تتبع مبدأ اعطاء الفروض والدروس المنزلية بنسب متفاوتة من أجل منح الولد فرصة أخرى كي يعيد أو يطبق ما اكتسبه قبل الظهر في المدرسة.

دور الأهل في مساعدة الأولاد=====================

حتى يساعد الأهل أولادهم في المدرسة، عليهم توفير ثلاثة أشياء لهم: الشعور بالأمان، وتوفير الاجواء الملائمة، وتقييم الذات.

-1 الشعور بالأمان

من المهم جدا أن يستقبل الأهل أولادهم عند عودتهم من المدرسة، حتى ولو كانت الأم موظفة أو عاملة، فوجود شخص من العائلة ينوب عنها ضروري لأنه يعطي الولد الشعور بالأمان والاستقرار، وقبلة الاستقبال ليست دلعا مثلما يخالها البعض، بل دلالة أمان قد تمحو كل ما عاناه الولد من تعب أو مشاكل مع رفاقه، أو عند الدرس، أو مع المعلمات أو مع ذاته احيانا. وإذا كان لا بد من سؤال يطرح عليه عند عودته من المدرسة فليكن عن مشاعره كطفل أولا وليس كتلميذ.
كذلك أن جلوس الأم معه إلى المائدة لتناول الطعام لا يقل اهمية عن الاستقبال الحار، فهو مناسبة جيدة لحوار محوره الولد، وهدفه إضافة الايجابية إلى صورته الذاتية، فيصبح هذا الحوار حافزا للعطاء. فإذا شعر الولد بالاطمئنان سيعبر تلقائيا عن مشاعره ومشاكله، من دون أن يلجأ الأهل إلى استجوابه، وهذا يرفضه عادة جميع الأولاد.
ولا بد من اعطاء الولد فترة راحة بعد الأكل ايا تكن الظروف، فالعقل الذي هو أداة التعلم يزداد نتاجه إذا توافرت له شروط عديدة، اهمها الراحة والنوم، فيغدو أكثر فعالية، ويختزن المعلومات.

2- توفير الأجواء الملائمة

من واجب الاهل أيضا، تأمين الاجواء الملائمة للدرس، كتخصيص مكان للولد يدرس فيه فهذا يعطيه شعور بالامان والاستقرار. والافضل ان تتوافر في هذا المكان الانارة الجيدة والهواء النقي، ولا بأس من خلوه من الادوات الكهربائية والمواد البلاستيكية والكمبيوتر، لأن وجودها يقلل من الاوكسجين الذي هو الغذاء الأساسي للعقل. هذه العناصر المادية ليست وحدها كافية، بل يضاف إليها دور الأهل المعنوي الذي ليس بأهميتها فحسب بل يفوقها فعالية.
ومن البديهي أن تكون العاطفة الأداة الأولى التي يسلح بها الأهل أولادهم، ويطول الحديث عنها والمقصود هو العاطفة البناءة المتوازنة التي تساعد الولد على النضوج وتزيده ثقة بالنفس، من هذا المنطلق، يجب تحميل الولد مسؤوليات عدة قد تكون في تقدير الاهل غير مهمة، ولكن اهميتها تكمن في انها تساعده على ان يرى نفسه على نحواكثر ايجابية فيرضى عن ذاته ويزداد اندفاعا وعطاء، فمثلا عودوه على فتح المحفظة وحده، وترتيب اغراضه، واخذ القرار بنفسه لتنظيم دروسه وايجاد خطة للعمل.

ولن ننسى بالطبع عامل الوقت الذي يجب اعطاؤه كل الاهمية لنساعد ابننا على اكتساب عنصر أساسي يسهم في تكوين شخصيته وهو اهمية عنصر الوقت وهكذا يجد لنفسه نمطا معتدلا للعمل، فلا بد للأهل أن يذكروا ولدهم بالوقت دائما، من دون الالحاح على الاستعجال بل العمل على تحديده تدريجيا.

هكذا يقتصر دور الأهل على الارشاد والأشراف فحضورهم يكون فعالا بقدر ما يساعدون ولدهم على اكتساب استقلالية تناسب قدراته، بكلام آخر يقتصر دور الأهل على الاطار الخارجي للوحة يرسمها الولد وحده، فيشجعونه على اختيار الالوان والأشكال الملائمة ويجري تنبيهه اذا خرج عن هذا الاطار.
فمثل هذه الطريقة يعطونه النصائح على الشكل الخارجي لتقويم فروضه المنزلية كالترتيب والنظافة والخط من دون تصحيحه كي يستطيع الولد ان يكشف اغلاطه في المدرسة في اليوم التالي.

3 ـ تقييم الذات

ليصبح الولد قادرا على تحمل مسؤولية نفسه لابد أن نسأله مثلا: هل انت راض عن درجة استيعابك؟ وهذا يجعله يعتاد تقييم ذاته فيمكنه المضي في التقدم، فعليه أن يعي أن الدرس من واجبه وليس مسؤولية الأهل، ولكن بإمكانه طلب مساعدتهم ونصائحهم وليس الاتكال عليهم لينجزوا الفروض بدلا منه. إذا توافرت هذه العناصر المعنوية والاجواء الايجابية فلا بد من تحقيق النجاح لكن هناك شرط آخر، و هو أن يتأكد الولد أنه مهما كانت نتائجه في المدرسة فلن يخسر عاطفة أهله. وهذا لا يعني أن على الأهل التصفيق له على الدوام، فالعاطفة المتوازنة تلزم الأهل أيضا بالعقاب المناسب عند اللزوم وبالتوبيخ احيانا، ولكن مع التأكيد له أن اعماله وتصرفاته غير مرغوب فيها، وليس هو، فعاطفتهم نحوه لن تتبدل حتى عند رؤيتهم في دفتر علامته الصفر، بل سيضاعفون جهودهم لايجاد الحلول للضعف الدراسي.
واحيانا يحتاج الأهل انفسهم إلى مساعدة فيأتون بمدرس خاص إلى المنزل ولكن شرط أن تكون هذه الدروس محدودة بالوقت والأهداف والمواد، فلا يبقى المعلم مثلا طوال السنة بمنزلة عقاب للولد لما يسببه من عبء على الأهل، فهذا الشعور خطر لانه قد يخلق عنده احيانا الرفض والعدائية،
**

المرجع:

صحيفة"القبس" .


سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.