تخطى إلى المحتوى

المقابلة الارشادية-الادارة المدرسية

وهي علاقة مهنية يلتقي فيها المرشد والعميل وجهاً لوجه في مكان معد خصيصاً للمارسة التوجيه والإرشاد النفسي، حيث يتولى خلالها
العميل الحديث عن مشاغله وأضطراباته أو مايود التحدث عنه، وتهدف المقابلة الى قيام المرشد بمساعدة العميل على التوصل الى حلول
يمكن أن تزيل مشاغله وقلقه وتخلصه مما يعانيه من مشاكل وأضطرابات بوسائل وتقنيات التوجيه والإرشاد المتعارف عليها.

والمقابلة ليست لقاءاً عادياً بين شخصين لتبادل الأحاديث العابرة أو العشوائية، وأنما هي من الفنون المهنية التي تتطلب توفر المؤهلات
العلمية والدقيقة والمهارات الشخصية والخبرات الخاصة في التعامل مع الآخرين، كما أن لها شروطاً خاصة تحدد إطارها وأن المقابلة
بين المرشد النفسي القائم بالبحث او التحليل وبين العميل موضع البحث، وفي هذا اللقاء يتم تبادل الحديث بينهما وتقع على المرشد مهمة توجيه
الحديث وقيادة المقابلة بحيث يتم خدمة وتحقيق الغرض من المقابلة والذي يتمثل في تقدير أستعدادات وخصائص شخصية
معينة يهتم الأخصائي بتقديرها في العميل الذي يقوم بمقابلته.

والمقابلة الشخصية تحتاج الى مرشد نفسي أخصائي وماهر وحاصل على تأهيل عالٍ وخبرة طويلة في هذا المجال، حتى
لاينخدع بحديث العميل أو مظهره، فيقيم جوانب شخصية العميل تقيماً ينحرف كثيراً عن الحقيقة الموضوعية والدقة العلمية.

فالمرشد النفسي عليه ان يستنتج الكثير من خصائص العميل من أختبارات أو مقاييس موضوعية او بيانات محددة لاخلاف
عليها، بل من مجرد حوار لفظي بحرية مع العميل، ومن هنا فأن المرشد مالم يكن على درجة عالية من الفهم والقدرة على قراءة مابين
السطور من الحوار ومعرفة دلالاته النفسية، فأن العميل يكون من السهل عليه أن يضلل المرشد ويخدعه.

ولما كان أجراء المقابلات الشخصية يحتاج الى كل هذه الدرجة من المهارة والكفاءة فان تأهيل وتدريب وخبرة
المرشد ينبغي ان تكون على درجة عالية تمكنه من الولوج الى عمق شخصية العميل ومستوياتها اللأشعورية وكوامن
دوافعها وأستعداداتها وذلك من خلال الحديث في المقابلة والذي قد لايكون حديثاً طويلاً.


أنواع المقابلة:

يمكن تصنيف المقابلات وفقاً للفئات التالية:ـ
1 ـ المقابلة التقيمية:

وتهدف هذه المقابلة الى تقييم قدرات وأستعدادات العميل ، كما وتستخدم في بعض طرق الإرشاد والعلاج النفسي والسلوكي لتقدير
مدى ملائمة العميل للأستفادة من أسلوب إرشادي معين، وقد استخدمت هذه المقابلة ايضاً في مجال الإرشاد الجماعي لإختبار أفراد المجموعات بشكل يتوافق واهداف واساليب الإرشاد الجماعي.

2 ـ المقابلة التشخيصية:

وعادة ماتستخدم لإجراء الإختبارات وللإجابة عن الآستبيانات للتوصل الى تشخيص دقيق للحالة من اجل رسم خطة العمل في الإرشاد
والعلاج، كما قد يقوم المرشد خلال هذا النوع من المقابلة بملاحظة السلوك غير اللفظي للعميل وتحديد بعض معالم سلوكه عن طريق
الأسئلة والأجابات والأطلاع على التقارير ونتائج الأختبارات السابقة واية وسائل اخرى مناسبة.

3 ـ المقابلة الإرشادية( العلاجية):

ويتم فيها ممارسة الإرشاد والعلاج وفق سياسه أو خطه أو فلسفه معينه وذلك بعد عمل التشخيص وتحديد الخطة المناسبة، وتعتمد
المقابلة على خبرة المرشد ومهاراته وأستعداداته المهنية، فالمرشد الذي يميل الى التشخيص وتفسير نتائج الأختبارات سوف يكثر
من استعمالها لتوفير المعلومات التي يمكنه الأعتماد عليها في أسلوب عمله، والمرشد الذي يميل الى تقديم المعلومات فعادة ما يستعد
للمقابلة بتجهيز وتوفير أكبر قدر ممكن منها للإستعانة بها في الأجابة على اسئلة عملائه.

أما المرشد الذي يهتم بالعلاقات الأنسانية وبالتعامل مع عملائه كما هم وفي اللحظة الحاضرة، فأنه لايحتاج الى توفير معلومات مسبقة
عن العميل، وأنما يحتاج الى التفاعل مع ما يجري من لحظة الى آخرى.

مدة ومكان المقابلة:

تختلف مدة الأقامة تبعاً للمكان الذي تجري فيه، فقد تتحدد مدتها في المؤسسات التعليمية على سبيل المثال بخمس وأربعين دقيقة حتى
تتلائم مع زمن الحصة الدراسية، بينما جرى العرف بأن تستغرق المقابلة ساعة من الزمن في مراكز الإرشاد والعلاج النفسي، وذلك في
حالة الإرشاد الفردي، أما في حالة الإرشاد الجماعي فقد تستغرق المقابلة مدة ثلاث ساعات في المتوسط ما عدا في حالة مجموعات ( الماراثون) حيث تستغرق مدة المقابلة من( 12 ـ 24) ساعة بدون توقف.

أما فيا يتعلق بمكان المقابلة فينبغي أن تتم في مكان يشعر العميل فيه بالراحة والآمان والآطمئنان بعيداً عن مصادر
الإزعاج الخارجية كالضوضاء والأصوات المزعجة، كما يجب أن تتوفر فيه السرية لضمان الطمأنينة والرغبة في مناقشة
المشاكل الشخصية وتتم المقابلة في حالة الإرشاد الفردي في مكان مهني معلوم أو مركز إرشادي أو علاجي أوفي عيادة خاصة، وهذا
مما يدفعنا للمطالبة بتهيئة غرفة خاصة بالمرشد التربوي والنفسي وليس كما هو معمول به في بعض البلدان بأن يكون مكان المرشد التربوي والنفسي مع المدرسين مما يشكل عائقاً كبيراً لعملية الإرشاد.

أما في حالة الإرشاد الجماعي ، فأن الأمر يحتاج الى إعداد مكان مناسب يتسع لإفراد المجموعة ومايتطلبه العمل من حركة ونشاط.

شروط المقابلة:

يمكننا اجمال أهم الشروط الواجب توفرها بالمقابلة بالأتي:ـ
1 ـ الآمانة بين المرشد والعميل من حيث الصدق في المعلومات، حيث أن الكلام الذي يصدر من القلب يصل الى القلب.
2 ـ السرية والقبول والتقبل والتعاون والفهم المتبادل.
3 ـ التخطيط المسبق والتحضير والأعداد الجيد والتنظيم والدقة.




اما من حيث أجراء المقابلة، فينبغي على المرشد النفسي والتربوي أن يقوم بالأعداد والتخطيط لها من حيث
رسم الخطوط العريضة لإسلوب المقابلة وتحديد الأسئلة، وكذلك تحديد الزمن الكافي وموعد أجراء المقابلة ومن الأفضل ان يكون
التحديد من قبل العميل وينبغي على المرشد أن يكون حاذقاً في السيطرة على موضوع المقابلة وربط الأفكار والتركيز على الموضوع
الرئيسي للمقابلة، أما فيما يتعلق بأنهاء المقابلة فأنه يعتبر مهماً كأهمية أبتدائها، حيث تنتهي المقابلة بعد تحقيق الهدف منها ويكون الأنتهاء بالتدريج ثم يتم بعد ذلك تلخيص ماورد فيها.

المقابلة الآولى:

تعد هذه المقابلة من المقابلات الهامة وبخاصة في حالة المرشد الجديد أو الذي تنقصه الخبرة الكافية، وهي عادة ماتكون
مقابلة مبدئية أو أستطلاعية يتحدث خلالها العميل نفسه عما يعانيه من مشاكل او عما يروق له من موضوعات، وكثيراً ما يستخدم
العميل هذه المقابلة من جانبه كأختبار لتكوين فكرة عن المرشد وعن مستقبل العلاقة الإرشادية ، ويمكن تقسيم هذه المقابلة الى ثلاث مراحل وهي:ـ

1 ـ مرحلة التعبير عن المشكلة:

حيث يقوم العميل في هذه المرحلة بالتحدث عن مشكلته أو عن السبب الذي حضر من أجله الى المرشد، وينبغي الأشارة هنا
بأن الكثير من العملاء يتحاشون التعبير عن مشكلاتهم الحقيقية خلال المقابلة الآولى وهذا امر يكاد يكون منطقياً لأن جذور الثقة
المتبادلة والآمان والآطمئنان لاتزال هشة بعد وتحتاج الى شئ من الوقت لتتوطد وتقوى، فلذلك يكون مايبدونه العملاء من مشكلات
ليست بالضرورة هي ما جاؤا من أجله، ولذا فغالباً مايتجه الحيث الى التنفيس أو تناول بعضاً من الأمور الجانبية أو الهامشية بغية حجب الموضوع الآصلي أو منعه من الظهور.

وهنا ينبغي على المرشد النفسي ان يكون واعياً لهذا الأمر ويتعامل معه بالتقبل والرضا والآنصات كي يعطي نوع من الثقة
والطمأنينة من أجل تشجيع العميل على مواصلة استمرار الجلسات الإرشادية والتحث عن المشكلة الأساسية للعميل.



2 ـ مرحلة الأستكشاف:

ونعي بها ان يستخدم المرشد التربوي مهاراته وخبراته للتعرف على الغرض الذي جاء من اجله العميل للمقابلة وذلك عن طريق
الآنصات الجيد والتفهم والتفاعل وتقبل العميل على علاته وتوفير جو مطمئن ومتسامح وغير عقابي يشجعه على البوح بما يعانية من مشكلات .

كما تستخدم هذه المرحلة من قبل العميل لتقييم الموقف بما في ذلك تقييم المرشد النفسي ومدى أقباله عليه او عزوفه عنه ، فاذا
ما شعر العميل بدوافع الثقة والآطمئنان والآلفة فأنه سوف يقرر تقبل الموقف الإرشادي والأستمرار بالإرشاد والألتزام بمتطلباته.

3 ـ أنتهاء المقابلة:

يرى الكثير من العاملين في مجال التوجيه والإرشاد النفسي ضرورة الألتزام بإنهاء المقابلة في موعدها المحدد وعدم
إطالة موعدها عما هو مقرر لها وحتى في الحالات التي قد يطلب فيها العميل الأستمرار في الجلسة فانه من واجب المرشد
التمهيد لإنهائها في موعدها وحث العميل على متابعة الموضوع في جلسة اخرى قادمة .

وغني عن البيان والتعريف بان أنهاء المقابلة يجب ان يتم بطريقة مخطط لها وليس بشكل عشوائي وعادة ماتنتهي المقابلة
بعمل ملخص من قبل المرشد لما تم عرضه أو مناقشته وماتم التوصل اليه من حقائق وتقييم الموقف كما هو عليه من واقع المقابلة.

كما ويستدعي الإرشاد إجراء عدد من المقابلات مع العميل يتوقف عددها على طبيعة المشكلة او استعدادات العميل وعلى نوع المدرسة
العلاجية التي ينتمي اليها المرشد النفسي أيضاً، ويلاحظ أن بعض أساليب العلاج قد تحتاج الى عدد كبير من المقابلات كما هو الحال
في مدرسة التحليل النفسي، بينما يتم الإرشاد من خلال عدد محدد من المقابلات كما هو الحال في مدرسة العلاج السلوكي.


في حين يترك للعميل حرية توجيه المقابلة كما هو معمول به في أسلوب الإرشاد المتمركز حول العميل.


سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.