تخطى إلى المحتوى

بدعة موسمية عند الطلاب ستبدأ الأسبوع القادم , علينا تحذيرهم منها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

بين أيدي كثير من الطلاب ورقة فيها أدعية يزعمون أنها تنفعهم لامتحانات , وهي أدعية مبتدعة مخترعة لا أصل لها في الكتاب والسنة .

حيث قسمت أقساما : قبل المذاكرة , وبعدها , ويوم الامتحان, وعند دخول القاعة , وقبل بدء الحل , وأثناء الامتحان , وعند النسيان , وعند الانتهاء من الامتحان .

وهذا لاشك أنه بدعة لأنه لادليل عليه من القرآن ولا من السنة , وأمور الدين تؤخذ من النصوص وليس من استحسان العقول , ومن استحسن فقد شرع كما قال الإمام مالك رحمه الله .

وهذه فتوى اللجبة الدائمة فيها :

سئلت اللجنة الدائمة :

أبعث إليكم ورقة أرسلتها إلي إحدى المعلمات ، وقد وجدتها متداولة بين بعض الطالبات أثناء فترة الاختبارات الدراسية ، هذه الورقة بعنوان : " دعاء المذاكرة والنجاح – بإذن الله – " ، وتشتمل هذه الورقة على أدعية وأوراد افتعلها كاتبها ، وأخذها إما من بعض آيات قرآنية أو أحاديث نبوية ، ولكنه جعل لها مواضع تقال فيها ، لم يرد بها دليل أو أثر ، أرفعها إليكم لعلي أن أحظى منكم بتنبيه أو توعية للناس على خطأ هذا الكلام الذي جاء بهذه الصورة .
جعلكم الله عونا للحق وناشرين له ، وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين ، وقد جاء في الورقة المذكورة ما يلي :"

بسم الله الرحمن الرحيم

دعاء المذاكرة والنجاح – بإذن الله – قال الله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء ، فإذا وفقت في الدعاء أعطيت الإجابة " ، ونحن على أبواب الامتحان هداني الله لجمع هذه الأدعية والتوجه بها إلى الله في أوقات المذاكرة ، وعند الامتحان ، وفي حال النسيان .
دعاء قبل المذاكرة : اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين ، اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك ، وقلوبنا بخشيتك ، وأسرارنا بطاعتك ، إنك على كل شيء قدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

عند دخول الامتحان : رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .

دعاء بعد المذاكرة : اللهم إني استودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت فرده عند حاجتي إنك على كل شيء قدير .

عند بداية الإجابة : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، باسم الله الفتاح ، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا يا أرحم الراحمين .

عند التوجه للامتحانات : اللهم إني توكلت عليك وفوضت أمري إليك ولا ملجأ ولا منجى إلا إليك .

عند تعسر الإجابة : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين .

عند النسيان : اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع علي ضالتي .

بعد أن ينتهي من الإجابة يقول : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

فأجابوا :

"هذه الأدعية الموضوعة للمذاكرة والنجاح والمنوعة لكل حالة تعرض للطالب أثناء المذاكرة :
أدعية مبتدعة ، لم يرد في تخصيصها بما ذكر دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،
وما ذكر فيها من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو آثار ، إنما وردت لأسباب :إما خاصة بها ، أو عامة لسؤال الله ودعائه والتضرع له والالتجاء إليه والتوكل عليه سبحانه في كل أمور الإنسان التي تعرض له أما تخصيصها بما ذكر فلا يجوز ، ويجب ترك العمل بها لهذا الخصوص ، وعدم اعتقاد صحتها فيما ذكر ، والدعاء عبادة لله ، فلا يصح إلا بتوقيف .

وينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يدعو الله بأن ييسر له أموره كلها ، وأن يزيده علما وفقها في الدين ، وأن يلهمه الصواب ، ويذكره ما نسي ، ويعلمه ما جهل ، ويوفقه لكل خير ، ويذلل له كل صعب ، دون أن يجعل لكل حالة دعاء مبتدعا يواظب عليه ، وذلك أسلم له في دينه وأحرى أن يستجيب الله لدعائه ، ويوفقه لكل خير ، فالله سبحانه وتعالى وعد من دعاه بالإجابة والتوفيق للهداية والرشاد ، وشرط لذلك الاستجابة لما شرع الله والإيمان به سبحانه ، والاستقامة على دينه كما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ،
قال الله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) .

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله،
الشيخ عبد الله بن غديان رحمه الله
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ،
الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى.
" فتاوى اللجنة الدائمة "
( 24 / 183 – 186 ) .

وهذه فتوى الشيخ المنجد حفظه الله فيها :

صحت أدعية خاصة تقال في الامتحانات ؟

ما حكم قراءة بعض الأدعية قبل الامتحان وبعده مثل دعاء بداية المذاكرة " اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين أن تجعل لساني عامراً بذكرك وقلبي خاشعاً بخشيتك وسري بطاعتك فأنت حسبي ونعم الوكيل " ، وعند الخروج من المنزل والتوجه إلى الاختبار " اللهم إني توكلت عليك وأسلمت أمري إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك " ، وعند نهاية الإجابة " الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " ، عند تعثر الإجابة " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " ، وغيرها كثير ؟.
الجواب:

الحمد لله

لم يَرِدْ في السُّنة أحاديث فيها بيان ما يقال في الامتحانات ، وما يشاع بين الطلاب مما يقال في " المذاكرة " وعند " استلام ورقة الامتحانات " وعند " تعثر الإجابة " وعند " تسليم الورقة " وغيره : كله مما لا أصل له في السنة النبوية المطهرة , لا في الصحيح ولا في الضعيف ، بل كله موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم .
ونسبة شيء من ذلك للسنة مع علم صاحبه بعدم ثبوته يدُخله في زمرة الكاذبين على النبي صلى الله عليه وسلم .

عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن كذِباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ ، مَن كذب عليَّ متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري ( 1229 ) ومسلم ( 4 ) .

ومن أشاع هذه الأحاديث المكذوبة ومثيلاتها وهو يعلم أنها لا تصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم ,فهو كاذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإثمه إثم مفتريها وكاذبها .

عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن حدَّث عنِّي بحديثٍ يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) رواه مسلم في " مقدمة صحيحه " .

وقد ثبت الدعاء عند الخروج من المنزل لكن لا كما ذكره السائل ،

وثبت حديث " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " ،

وثبتت أحاديث تقال عند الشدة والكرب ،

وكل ما سبق يشمل الامتحانات وغيرها من الشدائد والمصاعب ، وهذه هي الأحاديث مخرجة :

أ. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَن قال – يعني : إذا خرج من بيته – بسم الله , توكلت على الله , لا حول ولا قوة إلا بالله : يقال له : كُفيت ووُقيت وتنحى عنه الشيطان )

رواه أبو داود ( 5095 ) والترمذي (3426) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

ب. عن أنس بن مالك أيضاً رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمرٌ قال :
( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )

رواه الترمذي ( 3524 ) ، وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 3182 ) .

ج. عن أنس أيضاً رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً )
رواه ابن حبان ( 3 / 255 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2886 ) .

د. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت : "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له )

رواه الترمذي ( 3505 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1644 ) .

ولاتنسوا حديث : ( إن لله تبارك و تعالى خزاين من الخير مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، وو يل لمن جعله مغلاقا للخير مفتاحا للشر )
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني – المصدر: كتاب السنة – الصفحة أو الرقم: 298
خلاصة الدرجة: حسن

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
منقول للفائدة


سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.