لو فكر كثير منا في أساليب تعامله مع أطفاله لوجد أنها أساليب محدودة متكررة, ليس فيها شيء من التجديد أو الإبداع , مما يضفي على علاقته مع أطفاله صورة من الرتابة المملة, على مستوى طرفي العلاقة على حد سواء.
فالمربي يكرر نفسه , فيمل من كثرة ما يبدئ ويعيد في أساليبه , والطفل أو الناشئ وهو ينمو بنفس طلعة وهمة طموح يجد الطرف الآخر لا يبالي بطموحه, بل يسعى إلى تحجيمه وتحطيمه ومن ثم تنشأ في نفسه روح التمرد, والتفكير في كسر الطوق المفروض حوله, وتنمو تلك الروح وتتطور وتبدأ الهوة تتسع بينه وبين مربيه, حتى تكون كمثل السد العظيم فكيف ينتفع منه بعد ذلك , أو يستفيد من توجيهه وإرشاده.
فهل فكرنا بين الحين والآخر بإعادة النظر بأساليبنا وتقويمها وتطويرها لتتلاءم مع مستجدات الحياة التي تفرض نفسها علينا.
إن الحياة لم تعد بسيطة بدائية , كما كانت منذ قرن أو قرون لقد دخل معك أيها المربي على الخط جهات أخرى تنازعك مسئولتك وتتسلل إلى بيتك بغير استئذان وتتحدى قدرتك وكفايتك وتنافسك أكثر الأحيان منافسة غير شريفة على أحب الناس إليك فلذات كبدك وهي متسلحة بأقوى الأساليب وأفتك الأسلحة لأنها تخاطب الأهواء لا العقول وتدغدغ المشاعر والعواطف و تواجه الحجة والمنطق.
فهل تتحمل المسئولية أيها المربي وهل تستجيب للمنازلة والتحدي.
ويبدو هذا السؤال لا معنى له عندما تعلم أنك لا خيار أمامك ولا مفر لك عن تحمل المسئولية فكيف تتحملها.
وما الذي يدعونا إلى تجديد أساليبنا وتطويرها؟
ربما كان فيما نحن عليه من أساليب ألفناها وتعودنا عليها ما هو خطأ لا يحقق المطلوب, فيضيع لنا الوقت , ويهدر الجهد بغير فائدة.
وربما كان فيما لم نجرب من أساليب ما هو أنفع لنا وابلغ في تحقيق أهدافنا وأسرع أفليس من الخسارة أن نصر على ما نحن عليه ولا نرى إلا ما بين أيدينا؟
وان في تجديد الأساليب ما يدفع عن النفس السأم ويقتل الملل وينمي الذات ويصقل المواهب ويفجر الطاقات.
ثم انك لتجدد أساليبك أخي وأختي المربية لا بد لك أن تجعل من مسئولية التربية في نفسك متعة وهواية , تستشعر لذتها وتتمتع نفسك بممارستها فعندئذ تأخذ التربية من ساحة شعورك ولا شعورك ومن عقلك الظاهر والباطن ومن تفكيرك في ليلك ونهارك وهذا مدخل التطوير ومبدأ الإبداع والتجديد.
محددات مهمة تدعوك إلى تجديد أساليبك وتطويرها:
· أعط كل موقف حقه من التفكير قبل التصرف.
· تجنب ردة الفعل على المواقف المزعجة.
· لا تحرم نفسك من ثمرات التقويم والمراجعة المستمرة لنفسك.
· التمس العذر للخطأ وتفهم وجهة النظر عندما تقدم لك ولو كانت ضعيفة في نظرك.
· وازن بين عدد من الأساليب الممكنة في كل موقف واختر أقربها إلى الحق والعدل وأبعدها عن ردة الفعل وحظ النفس.
· لا تنس أن تشاور شريكك في المسئولية أو مسئولك في العمل أو من تثق بنصحه ورأيه فما خاب من استخار ولا ندم من استشار .
· احكم على أسلوبك من آثاره وثمراته فهي مختبر لا يكذبك ولا يغشك ولا يخطئك ولا يخونك ولا تركن إلى كثير من ثناء الناس فقد غلب على الناس الملق والمداهنة. ( بل الإنسان على نفسه بصيرة(14) ولو ألقى معاذيره(15) ) القيامة.
وختاما : كن على ثقة أنك أمام اختبار صعب فإما أن تجدد أساليبك وإما أن ترضى باستهلاك نفسك والتآكل من داخلك فاختر لنفسك ما يحلو.
سبحان الله و بحمده
لو فكر كثير منا في أساليب تعامله مع أطفاله لوجد أنها أساليب محدودة متكررة, ليس فيها شيء من التجديد أو الإبداع , مما يضفي على علاقته مع أطفاله صورة من الرتابة المملة, على مستوى طرفي العلاقة على حد سواء.
فالمربي يكرر نفسه , فيمل من كثرة ما يبدئ ويعيد في أساليبه , والطفل أو الناشئ وهو ينمو بنفس طلعة وهمة طموح يجد الطرف الآخر لا يبالي بطموحه, بل يسعى إلى تحجيمه وتحطيمه ومن ثم تنشأ في نفسه روح التمرد, والتفكير في كسر الطوق المفروض حوله, وتنمو تلك الروح وتتطور وتبدأ الهوة تتسع بينه وبين مربيه, حتى تكون كمثل السد العظيم فكيف ينتفع منه بعد ذلك , أو يستفيد من توجيهه وإرشاده.
فهل فكرنا بين الحين والآخر بإعادة النظر بأساليبنا وتقويمها وتطويرها لتتلاءم مع مستجدات الحياة التي تفرض نفسها علينا.
إن الحياة لم تعد بسيطة بدائية , كما كانت منذ قرن أو قرون لقد دخل معك أيها المربي على الخط جهات أخرى تنازعك مسئولتك وتتسلل إلى بيتك بغير استئذان وتتحدى قدرتك وكفايتك وتنافسك أكثر الأحيان منافسة غير شريفة على أحب الناس إليك فلذات كبدك وهي متسلحة بأقوى الأساليب وأفتك الأسلحة لأنها تخاطب الأهواء لا العقول وتدغدغ المشاعر والعواطف و تواجه الحجة والمنطق.
فهل تتحمل المسئولية أيها المربي وهل تستجيب للمنازلة والتحدي.
ويبدو هذا السؤال لا معنى له عندما تعلم أنك لا خيار أمامك ولا مفر لك عن تحمل المسئولية فكيف تتحملها.
وما الذي يدعونا إلى تجديد أساليبنا وتطويرها؟
ربما كان فيما نحن عليه من أساليب ألفناها وتعودنا عليها ما هو خطأ لا يحقق المطلوب, فيضيع لنا الوقت , ويهدر الجهد بغير فائدة.
وربما كان فيما لم نجرب من أساليب ما هو أنفع لنا وابلغ في تحقيق أهدافنا وأسرع أفليس من الخسارة أن نصر على ما نحن عليه ولا نرى إلا ما بين أيدينا؟
وان في تجديد الأساليب ما يدفع عن النفس السأم ويقتل الملل وينمي الذات ويصقل المواهب ويفجر الطاقات.
ثم انك لتجدد أساليبك أخي وأختي المربية لا بد لك أن تجعل من مسئولية التربية في نفسك متعة وهواية , تستشعر لذتها وتتمتع نفسك بممارستها فعندئذ تأخذ التربية من ساحة شعورك ولا شعورك ومن عقلك الظاهر والباطن ومن تفكيرك في ليلك ونهارك وهذا مدخل التطوير ومبدأ الإبداع والتجديد.
محددات مهمة تدعوك إلى تجديد أساليبك وتطويرها:
· أعط كل موقف حقه من التفكير قبل التصرف.
· تجنب ردة الفعل على المواقف المزعجة.
· لا تحرم نفسك من ثمرات التقويم والمراجعة المستمرة لنفسك.
· التمس العذر للخطأ وتفهم وجهة النظر عندما تقدم لك ولو كانت ضعيفة في نظرك.
· وازن بين عدد من الأساليب الممكنة في كل موقف واختر أقربها إلى الحق والعدل وأبعدها عن ردة الفعل وحظ النفس.
· لا تنس أن تشاور شريكك في المسئولية أو مسئولك في العمل أو من تثق بنصحه ورأيه فما خاب من استخار ولا ندم من استشار .
· احكم على أسلوبك من آثاره وثمراته فهي مختبر لا يكذبك ولا يغشك ولا يخطئك ولا يخونك ولا تركن إلى كثير من ثناء الناس فقد غلب على الناس الملق والمداهنة. ( بل الإنسان على نفسه بصيرة(14) ولو ألقى معاذيره(15) ) القيامة.
وختاما : كن على ثقة أنك أمام اختبار صعب فإما أن تجدد أساليبك وإما أن ترضى باستهلاك نفسك والتآكل من داخلك فاختر لنفسك ما يحلو.