ضعف القراءة …شجرة المشكلات التعليميه
كريمان الكيالي – جريدة الراي الاردنية
تراجع شديد للقراءة بين الجميع صغاراوكبارا..ظاهرة من الصعب تجاهلها..ادوات عصر مختلفة اخترقت تلك الحميمية بين القارىء والكتاب وتلك الحكايا التي كانت تحلق في المخيلة والحلم وربما في الواقع احيانا…رحلات جميلة عبر السطور وصفحات الكتب لم تنته ،بل ربما بعضها مايزال عالقا في الوجدان ..
في شهادة ابداعية قدمتها احدى الكاتبات تروي من خلالها مسيرة امتدت لاربعين عاما تقول ..ادين بكل ما وصلت اليه لامي التي شجعتني على صحبة الكتاب برغم تعليمها البسيط.. كانت تحرص كثيرا على ان نقرأ انا واخوتي كل يوم مهما كانت الواجبات المدرسية ، حتى اصبحت القراءة عادة يومية من الصعب التخلي عنها، رافقتنا في سنوات دراستنا في المدرسة والجامعة وحتى بعد التخرج ، وفيما بعد .حرصت ان يتوارث ابنائي واحفادي الحرص على المطالعة ..فهي التي تفتح افاق العلم والمعرفة تبدأ بقراءة كتاب وتنتهي بقراءة للحياة ..
فيما حملت شهادة كاتب اخر..مفاجأة لم يتوقعها حضور كثيف ضجت به القاعة ، اذ قال انا مدين لانسانة لم اعرف الا الحروف الاولى من اسمها ….ارسلت صورتي ذات يوم لباب التعارف باحدى المجلات الاجتماعية في منتصف الستينات ، وارفقت معها رغبتي في تبادل الرسائل مع من يشاركونني نفس هوايتي في المطالعة ، لم اكن جادا كانت من باب التسلية…لافاجأ برسالة تصلني من قارئة من احدى البلدان العربية تشاركني ذات الهواية المطالعة وتطلب مني ان نتشارك عن بعد في الكتب التي نقرأها..ووجدت نفسي انساق لهواية لم تكن هي المفضلة …صداقتي مع الكتاب اعتقد بانها اكثر من مميزة ليس لان الكتابة اصبحت مهنتي بل لانها حياتي كلها..
القراءة عبر جواز سفر .. حملة ذكية لتشجيع الاطفال على القراءة ، مبادرة رائدة قامت بها مؤسسة تامر في فلسطين قبل اكثر من خمسة عشر عاما..في مواجهة ظروف الاحتلال التي تضعف من اقبال الاطفال الفلسطينيين على الكتاب ، لتنفذ ذات التجربة وبنجاح كبير في عدة مكتبات تابعة لاحدى الجمعيات المعنية بالطفولة في الاردن ، اذ اشعل الجواز بالوانه وامتيازاته ومراحله حماس الصغار للوصول الى القمة الجواز الذهبي .وان لم يكن النهاية في مشوار القراءة.
ضعف القراءة الحرة ،حالة ركود يشهده الكتاب في ظل تنافس حاد مع مخرجات التكنولوجيا وثمة بدائل يتقدمها.. الكمبيوتر والانترنت ، وفيما كان حب المطالعة من الهوايات التي يتباهى بها الكبار والصغار، اصبح الكتاب ليس اكثر من رفيق سفر او وصفة تفيد في القضاء على شعور طارىء بالارق، لم يعد ذلك القريب ..اما قصة ما قبل النوم فقد خلت من سرير معظم الاطفال واحلامهم . وربما لاشعار اخر.
دفء مفقود بين الطفل والكتاب ..كاتب غير متحمس للكتابة وضعف توزيع كتب الاطفال .. عناوين طرحت في ورشة عمل اختتمت مؤخرا في البترا حول تطويرادب الاطفال في الاردن نظمتها مؤسستا أنالند -ورواد التنمية المعنيتان بتنمية الثقافة في الشرق الاوسط بمشاركة معنيين بشؤون الطفولة وذلك ضمن خطة تستهدف خمس دول عربية فلسطين، مصر، سوريا، لبنان بالاضافة الى الاردن .
ثمة قراءات مختلفة شكلت شجرة من المشكلات ، بلغة الورشة لعل ابرزها ضعف مهارات القراءة ، ارتفاع اسعار الكتب، الغزو الثقافي ، الوضع الاقتصادي للاسرة ،غياب استراتيجيات تشجيع القراءة ، عدم وجود وعي لدى الاسرة باهمية القراءة ،ضعف تأسيس الاطفال في المدارس ، عدم كفاية الترويج الاعلامي للكتاب.، ضعف المردود المادي للكاتب وقلة الدعم الحكومي ، ،عدم وجود عدد كاف من المكتبات بخاصة في المناطق الاقل حظا، وافتقارها للكثير من الخدمات …فيما قدمت شجرة الحلول مجموعة من الفرضيات شكلت النقيض لنظيرتها المشكلات .تماما..
الافتقاد لوجود كتاب جاذب للطفل يسهم في تعزيز حالة العزوف عن القراءة ، فالاعتقاد بان الطفل كائن ساذج يفضل البسيط والسهل ،او الصعب والمركب من العبارات التي يصعب عليه استيعابها ، هو خطأ يقع فيه بعض الكتاب ..اذ ان الكتابة للطفل لها ادواتها واساليبها وما يقدم للطفل يجب ان يجمع بين الاتقان والرقي والبساطة التي تقترب من عالمه وبيئته وتسمو بذوقه الفني ، كما تشجعه ليس على المطالعة فحسب بل والبحث عن الكتاب واقتنائه بحسب القاص يوسف الغزو ..
ويشير تقرير لليونسكو بأن معدل قراءة الاطفال في العالم العربي خارج المنهاج الدراسي 6% في السنة ، وفيما يقرأ كل عشرين طفلا عربيا كتابا واحدا، فان الطفل البريطاني يقرأ سبعة كتب، والامريكي احد عشر كتابا.. وتشير احصائيات اخرى بان رصيد الدول العربية لايتجاوز 1ر1% من الانتاج العالمي لكتب الاطفال برغم وجود مايقارب 55 مليون طفل يمثلون 42% من العدد الكلي للسكان في العالم العربي بما يؤكد بان مصطلح القراءة ما يزال غائبا عن اولويات الطفل العربي .
ويرجح مختصون بان المفهوم السائد بربط الكتاب بالمدرسة يسهم بشكل سلبي في ابتعاد الصغار عن القراءة، اذ ان تعود الطفل على المطالعة يجب ان يبدأ منذ شهره السادس حيث يلعب اصغاء الطفل لصوت الوالدين وهما يقرأن له دورا مهما في زيادة انتباهه ، اما اتاحة الفرصة له بالامساك بالكتاب فتمكنه من اكتشافه كمادة محسوسة ..وهذا انجاز كاف في السنوات الاولى من اعمارهم كما يبين الكاتب شوكت . الوايلي في كتابه القراءة عند الصغر.
وبرغم ان معارض الكتب التي تقام بين الحين والاخر تسهم في اعادة ذلك الدفء المفقود بين كل من القارىء الصغيروالكبير والكتاب ،بخاصة اذا كانت تعرض باسعار مخفضة الا ان اقامة معارض دائمة للكتب في المدارس وتعويد الطفل على شراء كتاب من مصروفه اليومي يعزز من عادة القراءة التي تشهد تراجعا بين صفوف الطلاب بشكل كبير.
سبحان الله و بحمده
تراجع شديد للقراءة بين الجميع صغاراوكبارا..ظاهرة من الصعب تجاهلها..ادوات عصر مختلفة اخترقت تلك الحميمية بين القارىء والكتاب وتلك الحكايا التي كانت تحلق في المخيلة والحلم وربما في الواقع احيانا…رحلات جميلة عبر السطور وصفحات الكتب لم تنته ،بل ربما بعضها مايزال عالقا في الوجدان ..
في شهادة ابداعية قدمتها احدى الكاتبات تروي من خلالها مسيرة امتدت لاربعين عاما تقول ..ادين بكل ما وصلت اليه لامي التي شجعتني على صحبة الكتاب برغم تعليمها البسيط.. كانت تحرص كثيرا على ان نقرأ انا واخوتي كل يوم مهما كانت الواجبات المدرسية ، حتى اصبحت القراءة عادة يومية من الصعب التخلي عنها، رافقتنا في سنوات دراستنا في المدرسة والجامعة وحتى بعد التخرج ، وفيما بعد .حرصت ان يتوارث ابنائي واحفادي الحرص على المطالعة ..فهي التي تفتح افاق العلم والمعرفة تبدأ بقراءة كتاب وتنتهي بقراءة للحياة ..
فيما حملت شهادة كاتب اخر..مفاجأة لم يتوقعها حضور كثيف ضجت به القاعة ، اذ قال انا مدين لانسانة لم اعرف الا الحروف الاولى من اسمها ….ارسلت صورتي ذات يوم لباب التعارف باحدى المجلات الاجتماعية في منتصف الستينات ، وارفقت معها رغبتي في تبادل الرسائل مع من يشاركونني نفس هوايتي في المطالعة ، لم اكن جادا كانت من باب التسلية…لافاجأ برسالة تصلني من قارئة من احدى البلدان العربية تشاركني ذات الهواية المطالعة وتطلب مني ان نتشارك عن بعد في الكتب التي نقرأها..ووجدت نفسي انساق لهواية لم تكن هي المفضلة …صداقتي مع الكتاب اعتقد بانها اكثر من مميزة ليس لان الكتابة اصبحت مهنتي بل لانها حياتي كلها..
القراءة عبر جواز سفر .. حملة ذكية لتشجيع الاطفال على القراءة ، مبادرة رائدة قامت بها مؤسسة تامر في فلسطين قبل اكثر من خمسة عشر عاما..في مواجهة ظروف الاحتلال التي تضعف من اقبال الاطفال الفلسطينيين على الكتاب ، لتنفذ ذات التجربة وبنجاح كبير في عدة مكتبات تابعة لاحدى الجمعيات المعنية بالطفولة في الاردن ، اذ اشعل الجواز بالوانه وامتيازاته ومراحله حماس الصغار للوصول الى القمة الجواز الذهبي .وان لم يكن النهاية في مشوار القراءة.
ضعف القراءة الحرة ،حالة ركود يشهده الكتاب في ظل تنافس حاد مع مخرجات التكنولوجيا وثمة بدائل يتقدمها.. الكمبيوتر والانترنت ، وفيما كان حب المطالعة من الهوايات التي يتباهى بها الكبار والصغار، اصبح الكتاب ليس اكثر من رفيق سفر او وصفة تفيد في القضاء على شعور طارىء بالارق، لم يعد ذلك القريب ..اما قصة ما قبل النوم فقد خلت من سرير معظم الاطفال واحلامهم . وربما لاشعار اخر.
دفء مفقود بين الطفل والكتاب ..كاتب غير متحمس للكتابة وضعف توزيع كتب الاطفال .. عناوين طرحت في ورشة عمل اختتمت مؤخرا في البترا حول تطويرادب الاطفال في الاردن نظمتها مؤسستا أنالند -ورواد التنمية المعنيتان بتنمية الثقافة في الشرق الاوسط بمشاركة معنيين بشؤون الطفولة وذلك ضمن خطة تستهدف خمس دول عربية فلسطين، مصر، سوريا، لبنان بالاضافة الى الاردن .
ثمة قراءات مختلفة شكلت شجرة من المشكلات ، بلغة الورشة لعل ابرزها ضعف مهارات القراءة ، ارتفاع اسعار الكتب، الغزو الثقافي ، الوضع الاقتصادي للاسرة ،غياب استراتيجيات تشجيع القراءة ، عدم وجود وعي لدى الاسرة باهمية القراءة ،ضعف تأسيس الاطفال في المدارس ، عدم كفاية الترويج الاعلامي للكتاب.، ضعف المردود المادي للكاتب وقلة الدعم الحكومي ، ،عدم وجود عدد كاف من المكتبات بخاصة في المناطق الاقل حظا، وافتقارها للكثير من الخدمات …فيما قدمت شجرة الحلول مجموعة من الفرضيات شكلت النقيض لنظيرتها المشكلات .تماما..
الافتقاد لوجود كتاب جاذب للطفل يسهم في تعزيز حالة العزوف عن القراءة ، فالاعتقاد بان الطفل كائن ساذج يفضل البسيط والسهل ،او الصعب والمركب من العبارات التي يصعب عليه استيعابها ، هو خطأ يقع فيه بعض الكتاب ..اذ ان الكتابة للطفل لها ادواتها واساليبها وما يقدم للطفل يجب ان يجمع بين الاتقان والرقي والبساطة التي تقترب من عالمه وبيئته وتسمو بذوقه الفني ، كما تشجعه ليس على المطالعة فحسب بل والبحث عن الكتاب واقتنائه بحسب القاص يوسف الغزو ..
ويشير تقرير لليونسكو بأن معدل قراءة الاطفال في العالم العربي خارج المنهاج الدراسي 6% في السنة ، وفيما يقرأ كل عشرين طفلا عربيا كتابا واحدا، فان الطفل البريطاني يقرأ سبعة كتب، والامريكي احد عشر كتابا.. وتشير احصائيات اخرى بان رصيد الدول العربية لايتجاوز 1ر1% من الانتاج العالمي لكتب الاطفال برغم وجود مايقارب 55 مليون طفل يمثلون 42% من العدد الكلي للسكان في العالم العربي بما يؤكد بان مصطلح القراءة ما يزال غائبا عن اولويات الطفل العربي .
ويرجح مختصون بان المفهوم السائد بربط الكتاب بالمدرسة يسهم بشكل سلبي في ابتعاد الصغار عن القراءة، اذ ان تعود الطفل على المطالعة يجب ان يبدأ منذ شهره السادس حيث يلعب اصغاء الطفل لصوت الوالدين وهما يقرأن له دورا مهما في زيادة انتباهه ، اما اتاحة الفرصة له بالامساك بالكتاب فتمكنه من اكتشافه كمادة محسوسة ..وهذا انجاز كاف في السنوات الاولى من اعمارهم كما يبين الكاتب شوكت . الوايلي في كتابه القراءة عند الصغر.
وبرغم ان معارض الكتب التي تقام بين الحين والاخر تسهم في اعادة ذلك الدفء المفقود بين كل من القارىء الصغيروالكبير والكتاب ،بخاصة اذا كانت تعرض باسعار مخفضة الا ان اقامة معارض دائمة للكتب في المدارس وتعويد الطفل على شراء كتاب من مصروفه اليومي يعزز من عادة القراءة التي تشهد تراجعا بين صفوف الطلاب بشكل كبير.