المعلم كفرد من افراد المجتمع الذي يعانى من ضغوطات الحياة التى تلاحقه وباقى شرائح المجتمع والذي بات يشعر انه يدور بحلقة مفرغه كلما انتفض وتخلص من واحدة من معكرات الصفو والكدر النفسي الا وتلاحقه الاخرى فى تتابع مستمر وهذا الضغط والشد العصبي له مردود خطير على المعلم بصفة خاصة باعتباره القدوة للمتعلمين رضي ام ابي هو قدوة لتلاميذه بصورة مباشرة وغير مباشرة مما انعكس فى نفس الوقت على شخصية التلاميذ ونفسياتهم
فما نراه اليوم من سلوكيات التلاميذ والذين صاروا شبابا ورجالا ماهو الا انعكاس طبيعى لحالة معلم لم يستطع ان يرمى بهمومه واشغاله خارج حجرات الدراسة فدخل متجهم الوجه عابس لا يعرف للابتسامة الصادقة طريقا ومن ثم شعر التلاميذ بسواد اليوم حتى صار هذا الاحساس لديهم واقعا اعتادوا عليه وتربوا نفسيا عليه فصار التلميذ يرى فى حجرة الدراسة السجن له ولافكاره ويركز على افراغ ما به من طاقة لم يسمح لها ان تظهر بالفصل او داخل المدرسة بصفه عامة فى اماكن اخرى خارج اسوار المدرسة ومن ثم يرى هذا المعلم الذي لم يمنحه اى من الحنان ولم يقترب منه او يستمع له او يحترم ادميته عدوا بالفطرة يرى فى اهانته والتقليل من شانه ردا لاعتباره عكس ما كان سائدا فى الماضي من علاقات ابوية بين المعلم وتلميذه التى كرست الاحترام فى نفس التلميذ حتى كبر وكلما كبر ازداد توقيرا وتبجيلا لمعلمه الذي نمى لديه قدراته واكتشف ما بداخله من مكنونات واحترم شخصيته حيث استمع له وقتما كان يريد التلميذ ان يستمع له احد ونصح له وقتما احتاج التلميذ النصح والارشاد
لذا كان اتجاه الدوله فى تقديره ماليا ومحاولة التخفيف عن كاهله بعضا مما يعانيه قرنائه من افراد المجتمع وان تأخر قليلا فيما يعرف بالكادر والذي نأمل ان ترتقى الدولة بحال المعلم ماديا واقول مادياً لانها صارت سمة العصر حتى يتفرغ لمهامه فى بناء الاجيال وهى مهمة لا يضاهيها مهام وحينئذ تبدء مرحلة فرز الصالح والطالح منهم حيث لا تبقى الا على ما جبله المولى عز وجل بخصال المعلم القدوة وهى السمات الرئيسه لمن يصلح معلم تكون هذه السمات هى الحد الادني من معايير انتقاء المعلمين الذين يشكلون مستقبل الوطن فى اعز ما يملك اعتقد حينها سيكون للتعليم شان اخر وان تأخر المردود ولكن سيكون الحال غير الحال
سوف نرى بأم اعيننا ما صار حلم او ذكرى يتوجع القلب عند تذكرها حينما كنا نجد الانسان مهما كبر سنه وعلت مرتبته حينما يرى معلمه يهرول عليه منحنيا على يده مقبلا لها حانيا عليه ردا لجميله بعكس ما نراه اليوم من افعال نعلمها جميعا ونتأفف منها ولكن لا يملك احد منا تعديلها حتى صارت سمة من سمات النظام التعليمى والذي اثر بدوره على جميع مناحى الحياة باعتباره المصدر الرئيسي لجميع قطاعات المجتمع بالكوادر البشرية التى تسير زمام امور البلاد وافراد مجتمعه
خلاصة القول اننا بحاجة الى اعادة النظر فى مهنة المعلم واعتبارها رسالة وليست مهنة فقط ووضعها فى وضعها الطبيعى ومن ثم تغيير النظرة الدونية لها من قبل المجتمع فاذا ارتقى شان المعلم ارتقى شان مهنته ومن ثم ارتقت فى اعين المجتمع وبالتالى سوف يرتقى انتاجه المتمثل فى المخرج التعليمى وهو المتعلم الذي يعد امل الامة وحاضرها ومستقبلها.
بقلم: نادر الليمونى
سبحان الله و بحمده
المعلم كفرد من افراد المجتمع الذي يعانى من ضغوطات الحياة التى تلاحقه وباقى شرائح المجتمع والذي بات يشعر انه يدور بحلقة مفرغه كلما انتفض وتخلص من واحدة من معكرات الصفو والكدر النفسي الا وتلاحقه الاخرى فى تتابع مستمر وهذا الضغط والشد العصبي له مردود خطير على المعلم بصفة خاصة باعتباره القدوة للمتعلمين رضي ام ابي هو قدوة لتلاميذه بصورة مباشرة وغير مباشرة مما انعكس فى نفس الوقت على شخصية التلاميذ ونفسياتهم
فما نراه اليوم من سلوكيات التلاميذ والذين صاروا شبابا ورجالا ماهو الا انعكاس طبيعى لحالة معلم لم يستطع ان يرمى بهمومه واشغاله خارج حجرات الدراسة فدخل متجهم الوجه عابس لا يعرف للابتسامة الصادقة طريقا ومن ثم شعر التلاميذ بسواد اليوم حتى صار هذا الاحساس لديهم واقعا اعتادوا عليه وتربوا نفسيا عليه فصار التلميذ يرى فى حجرة الدراسة السجن له ولافكاره ويركز على افراغ ما به من طاقة لم يسمح لها ان تظهر بالفصل او داخل المدرسة بصفه عامة فى اماكن اخرى خارج اسوار المدرسة ومن ثم يرى هذا المعلم الذي لم يمنحه اى من الحنان ولم يقترب منه او يستمع له او يحترم ادميته عدوا بالفطرة يرى فى اهانته والتقليل من شانه ردا لاعتباره عكس ما كان سائدا فى الماضي من علاقات ابوية بين المعلم وتلميذه التى كرست الاحترام فى نفس التلميذ حتى كبر وكلما كبر ازداد توقيرا وتبجيلا لمعلمه الذي نمى لديه قدراته واكتشف ما بداخله من مكنونات واحترم شخصيته حيث استمع له وقتما كان يريد التلميذ ان يستمع له احد ونصح له وقتما احتاج التلميذ النصح والارشاد
لذا كان اتجاه الدوله فى تقديره ماليا ومحاولة التخفيف عن كاهله بعضا مما يعانيه قرنائه من افراد المجتمع وان تأخر قليلا فيما يعرف بالكادر والذي نأمل ان ترتقى الدولة بحال المعلم ماديا واقول مادياً لانها صارت سمة العصر حتى يتفرغ لمهامه فى بناء الاجيال وهى مهمة لا يضاهيها مهام وحينئذ تبدء مرحلة فرز الصالح والطالح منهم حيث لا تبقى الا على ما جبله المولى عز وجل بخصال المعلم القدوة وهى السمات الرئيسه لمن يصلح معلم تكون هذه السمات هى الحد الادني من معايير انتقاء المعلمين الذين يشكلون مستقبل الوطن فى اعز ما يملك اعتقد حينها سيكون للتعليم شان اخر وان تأخر المردود ولكن سيكون الحال غير الحال
سوف نرى بأم اعيننا ما صار حلم او ذكرى يتوجع القلب عند تذكرها حينما كنا نجد الانسان مهما كبر سنه وعلت مرتبته حينما يرى معلمه يهرول عليه منحنيا على يده مقبلا لها حانيا عليه ردا لجميله بعكس ما نراه اليوم من افعال نعلمها جميعا ونتأفف منها ولكن لا يملك احد منا تعديلها حتى صارت سمة من سمات النظام التعليمى والذي اثر بدوره على جميع مناحى الحياة باعتباره المصدر الرئيسي لجميع قطاعات المجتمع بالكوادر البشرية التى تسير زمام امور البلاد وافراد مجتمعه
خلاصة القول اننا بحاجة الى اعادة النظر فى مهنة المعلم واعتبارها رسالة وليست مهنة فقط ووضعها فى وضعها الطبيعى ومن ثم تغيير النظرة الدونية لها من قبل المجتمع فاذا ارتقى شان المعلم ارتقى شان مهنته ومن ثم ارتقت فى اعين المجتمع وبالتالى سوف يرتقى انتاجه المتمثل فى المخرج التعليمى وهو المتعلم الذي يعد امل الامة وحاضرها ومستقبلها.
بقلم: نادر الليمونى