تعالوا معي نتعرف على ثلاثة أخوة، ولدٌ عمرة عشرة أعوام وأُختين توأمين عمرهم اثنى عشر عاماً، كانوا يتنزهون في حديقةٍ بجوار بيتهم في أحد الأيام المشمسة لشهر آب، قبل أسبوعٍ واحدٍ من بدء العام الدراسي. كان الأطفال يشعرون بالحزن لان العطلة الصيفية قاربت على الانتهاء ولكنهم في نفس الوقت كانوا يشعرون برغبةٍ لرؤية أصدقائهم ومعلميهم ولسماع قصص مغامرات أصدقائهم خلال العطلة الصيفية.
في الحديقة شاهدوا سلة للرحلات على طاولة بالقرب من الأرجوحة. داخل السلة شاهد الإخوة الثلاثة مغلفاتٍ مغلقة. كُتب على احد المغلفات " افتح هذا أولاً . من يجد سلة الرحلات هذه فمن حقه الحصول على الهدايا المميزة التي بداخلها". قرأ الأطفال على المغلفات الأخرى أحرف أ، ب، ت، الأحرف الأولى لأسماء الإخوة! أمجد، بانا وتالا استغربوا الأمر جداً. الملاحظة اختتمت بهذه العبارة "تأكدوا من إعلام والديّكم قبل فتح هذه المغلفات".
أخذ الأولاد السّلة إلى البيت، الذين شكروا أولادهم لإتباعهم التعليمات، كما قالوا لهم علينا أن نتأكد أولاً أن لا خطر عليكم من فتح هذه المغلفات. بعد العشاء في تلك الأمسية، جلس الأب والأم في غرفة الجلوس وأعطوا لأبنائهم المغلفات، أخّذ أمجد المغلف الذي عليه حرف "أ" وبانا المغلف الذي عليه حرف "ب" وتالا المغلف الذي عليه حرف "ت". قال الوالدين أنها فعلاً هدايا مميزة.
أراد الأولاد فتح مغلفاتهم ليعرفوا الهدايا التي بداخلها، ولكن قالت الأم:" انتظروا، يجب أن نقرأ أولاً المغلف الذي كُتب عليه "افتح هذا أولاً". أخرجت الرسالة من داخله وبدأت تقرأ بصوتٍ مرتفع:
أعزائي أمجد، بانا وتالا:
عند استلامكم هذه المغلفات، سأكون قد ودعتكم. لقد التقينا آخر مرة عندما كنتم في زيارتنا في القرية. كنتم تجلسون في حديقة المنزل تحت شجرة الجوز الكبيرة، وقد صنعت لكم خصيصاً الأرجوحة التي كنتم تستمتعون باللعب عليها. لقد قضينا الكثير من الأوقات الممتعة. كُنت أتوق دائماً لزيارتكم، ولأننا كنا نعيش بالقرب منكم، كنا محظوظين بزيارتكم المتكررة.
كما تعلمون أُعاني من مشكلة صحية بسيطة. يقولون الأطباء أنني سأكون بخير، ولكنه من الأفضل لي أن أنتقل مع جدتكم للعيش في اللاذقية، وهي كما تعلمون بعيدة عن دمشق ولكننا سنزوركم بعد بضعة أشهر كما أنه باستطاعتكم زيارتنا في الصيف القادم.
بالتأكيد قضينا الكثير من الأوقات الممتعة، ولدينا سوياً الكثير من الذكريات. هل تذكرون قارب التجديف القديم الذي بدأ بتسريب المياه عندما كنا بوسط البحيرة؟… بدأت أجدف بسرعة للشاطئ حتى كُسر المجدافين، فاضطررنا لاستعمال أيدينا بدل المجدافين، هل تذكرون أننا في البداية تحركنا بشكل دائري ثم عملنا كفريق حتى وصلنا للشاطئ بأمان؟… كان عمق المياه لا تتجاوز الثلاثة أقدام، وكان بإمكاني القفز في المياه وسحب القارب إلى الشاطئ، ولكنني أردت أن أجعل المغامرة أكثر متعة لنا جميعاً.
أنا حزين لاضطرارنا للانتقال للعيش بعيداً. بالطبع سوف نتحدث باستمرار عبر الهاتف، ولكني أحب مشاهدتكم باستمرار وعندما أدركت إنني لن استطيع رؤيتكم باستمرار بدأت أفكر: ماذا يمكن أن أُقدم لكم ليعبر لكم عن مدى حبي لكم؟… فكرت وفكرت كثيراً، وأخيراً اهتديت إلى فكرة! قررت أنه من المهم أن أُزودكم بقليل من الحكمة التي يمكنكم مشاركتها مع بعضكم البعض، ويمكنكم استخدامها طوال عمركم.
لقد أحبت جدتكم الفكرة، لذا اتفقت مع والديكم بأن يضعوا سلة الرحلات في مكان تستطيعون اكتشافه، لا أعرف كيف فعلوا ذلك ولكنهم نجحوا إن كنتم تقرؤون رسالتي الآن!
أحفادي الأعزاء أمجد، بانا وتالا لقد أحببتكم دائماً وسأبقى أحبكم حتى وإن عشنا بعيدين عن بعضنا، سوف أكون بقربكم بروحي وسوف أزودكم بالحكمة. المغلفات تحتوي على هدايا لتساعدكم في رحلة الحياة التي تنتظركم. أقرؤوا الرسائل أمام بعضكم البعض لكي يعرف كلاً منكم ماذا تحوي . اكتشفوا ما تتمتعون به من مواهب ومميزات خاصة، وماذا باستطاعتكم أن تفعلوا لجعل العالم مكان أفضل.
كيف ستشعرون إذا كان من السهل عليكم معرفة المستقبل، معرفة أصدقائكم ومعرفة كل شيء عن والديكم وكيف سيتصرفون معكم أمام كل سلوك؟… تكون الحياة أحياناً صعبة الفهم. عندما تصبح الأمور صعبة وتشعرون أنكم لا تمتلكون القدرة على السيطرة على ما يجري حولكم، لا تنسوا أنه بمقدوركم أن تكونوا هادئين، وتستنتجوا ما هي أفضل طريقة للتعامل مع الموقف بطريقة إيجابية.
هنا أقدم لكم ثلاثة خطوات لتساعدكم على قيادة حياتكم في الاتجاه الصحيح. أنا أُسميهم أ، ب، ت الحياة كما هي الأحرف الأولى من أسمائكم أُقدمهم لكم يا أحفادي الأعزاء. أتمنى أن تعملوا بهم يا أحفادي الأعزاء وأن تتحدثوا عنهم مع أصدقائكم، مع أهلكم وبالطبع مع المرشد في المدرسة وأساتذتكم المفضلين.
مع كل الحبي لكم
جدكم
ملاحظة: أتطلع إلى أول زيارة لكم إلى اللاذقية وسأكون قد أَصلحت القارب، فقد قررت أن أحضر القارب معي إلى اللاذقية.
ما أن أنهت الأم قراءة الرسالة حتى رأت الدموع في أعين الجميع. بدأ الأطفال ببطء قراءة الرسائل من الرسالة التي تحمل الحرف "أ".
عزيزي أمجد،
الخطوة الأولى: خذ وقتاً لتتعلم أكثر عن نفسك، اهتماماتك، مواهبك الخاصة، وقيمتك (الأمور التي تهمك أكثر في الحياة). تعرف على ما يحب أصدقائك القيام به، اسأل عن ألعابهم المفضلة وعن هواياتهم. قارن بين اهتماماتكم لترى إن كانت متشابهه مع اهتماماتك أو مختلفة عنها.
فكر في ماذا تحب أنت، الأنشطة المختلفة التي تستمتع بها ؛المهارات الخاصة والمواهب التي تتمتع بها. فكر في قيمتك وفي ما الذي يهمك فعلاً في الحياة. على سبيل المثال: هل مهم لكَ أن تعمل شيئاً لمساعدة الآخرين؟… هل من المهم لكَ أن تقضي بعض الوقت الهادئ لوحدك عندما تقرأ أو تقوم بإنجاز مشروع الفن، أو أي نشاط آخر تستمتع به؟…
لدى المعلمين والمرشدين طرق عديدة لتساعدك للتعرف على نفسك أكثر. النقاش مع المجموعات الصغيرة أو حتى النقاش الصفي حول هذه المواضيع يساعدك أيضاً. سؤال جيد تسأله لوالدك ووالدتك هو: ما الأشياء التي كنتم تحبون القيام بها عندما كنتم صِغاراً مثلنا؟… هذا سيساعدك لتعرف نفسك أكثر.إن الشيء المهم في معرفة نفسك هو أنك سوف تتفاجئ بما سو تكتشفه وسوف يعجبك ذلك، تذكر أنه بإمكانك دائماً وطول حياتك اكتشاف أشياء جديدة عن نفسك.
عزيزتي بانا،
الخطوة الثانية: خذي وقتك لتتعلمي أكثر عن الفرص المثيرة الموجودة في عالم العمل، حيث يمكنك المشاركة بمواهبك لتجعلي العالم مكاناً أفضل للجميع. انتبهي إلى عمل والدتك ووالدك أيضاً. راقبي الأنشطة المختلفة التي يؤدونها في النهار والليل، ولاحظي أيضاً ماذا يفعلون غير العمل المدفوع الأجر، مثلاً: كيف يقضون وقتهم مع العائلة، الأعمال المنزلية، اللعب معكم والعناية بحديقة المنزل … الخ. اسألي جدك وجدتك عن هواياتهم واهتماماتهم أيضاً (الكبار في السن يحبون التحدث مع الصغار مثلكم). انتبهي أيضاً إلى أعمال أهل أصدقائك، وظائفهم، واهتماماتهم، مثل: البستنة، الرسم، أو العناية بالحيوانات الأليفة.
تفقدي الأعمال المختلفة التي يقوم بها العاملين في مدرستك. اسألي الكثير من الأسئلة عما يعجبهم في وظائفهم وما لا يعجبهم بها. اسألي الناس عن التدريب الذي تلقوه لهذه الوظائف، ونوع التعليم الذي احتاجوه ومدته. الكثير من الوظائف والكثير من المعلومات قد يبدو التفكير فيها معقدا، ولكن تذكري أن الشباب سوف يسمعون عن وظائف مختلفة في حياتهم، فكيف سيختارون الأفضل لهم منها جميعا؟
لن تحتاجي إلى كل الأجوبة الآن، ولكنه الوقت المناسب لتبدئي بالاستفسار وملاحظة أنواع العمل من حولك. أجهزة الحاسوب، شرائط الفيديو، الكتب وحتى الألعاب قد تساعدك لتتعلمي أكثر عن العمل الذي يعجبك والتعليم والتدريب الذي تحتاجينه ليحضّرك إلى وظيفتك المفضلة. لا تنسي أن المرشدين، المعلمين و الأهل يريدون مساعدتك، كل ما عليك فعلة هو السؤال.
عزيزتي تالا،
الخطوة الثالثة: خذي وقتك لتتأملي في نفسك وفي اختيارك. فكري في مشاعرك لتتمكني من صنع أفضل القرارات. هل تبدو إحدى هذه الوظائف أو الأنشطة مسلية وممتعة بالنسبة لكِ؟… هل ستكونين راضية إذا أمضيت بعض الوقت في العمل بهذه الأنواع من الأنشطة؟… كيف تتأكدين أن إحدى هذه الوظائف ستكون ممتعة فعلاً لكِ؟…
في مرحلة معينة سوف يكون عليكِ تعلم كيف تجمعين المعلومات عن ما تحبين وما لا تحبين، ثم تقررين بعد ذلك ما سيجعلك سعيدة. هذه الخطوة ستكون ممتعة لأنها تساعدك على معرفة ما تحبين. يوجد في داخل كلٍ منا شيئاً ما يُشبه البوصلة، ليوجهنا خلال حياتنا. إنه يساعدك "لتشعري" إذا كان ما تقومين به صحيح أم خطأ. أحياناً ستحتاجين إلى وقتٍ هادئ لكِ وحدكِ لتكتشفي ما هو المناسب لكِ.
سوف يكون عظيماً أن تتقاضي راتباً من عمل تجدينه ممتعاً ويكون لديك وقتاً إضافياً بعد الدوام للقيام بأنشطة أُخرى، هوايات أو حتى عمل تطوعي. من المهم أن نعيش حياة متوازنة من العمل والمرح.
لا تحتاجين إلى كل الأجوبة الآن. ولكن الوقت مناسب لملاحظة ما يحدث من حولك. كلما احتجت إلى المساعدة، اسألي المرشدين، المعلمين والأهل للنصيحة.
ملاحظة أخيرة: لا تنسي أن تتفقدي قاربك دائماً قبل أن تجدفي قي جدول الحياة، ثم اعملي مع الآخرين لتصلوا إلى الاتجاه الصحيح.
مقترحات لأنشطة المتابعة:
اطلب من طلابك أن يفكروا في المواضيع التالية وأن يدونوا أفكارهم؛ يجب أن يعمل الطلاب على شكل أزواج، منتقين موضوعين فقط من المواضيع العشرة.
1. أفضل ثلاثة مزايا شخصية عندي.
2. أفضل ثلاثة أنشطة /هوايات عندي.
3. أكثر ثلاثة أنشطة لا أستمتع بها.
4. أكثر ثلاثة قدرات / أشياء أتقنها.
5. أعتقد أن هذه الأشياء الثلاثة مهمة جداً في الحياة:
6. أعتقد أن هذه الأشياء الثلاثة مهمة جداً في العمل:
7. عندما أكبر، أعتقد أنني أرغب أن أكون في أيٍ من الوظائف الثلاثة التالية:
8. لأكون طالباً جيداً، أعتقد إنني يجب أن أتحسن في الجوانب التالية:
9. أعتقد أن الأمور الثلاثة التالية ستجعل العالم مكاناً أفضل:
10. أعتقد أن الأمور الثلاثة التالية سوف تجعلني سعيداً في الحياة:
سبحان الله و بحمده
في الحديقة شاهدوا سلة للرحلات على طاولة بالقرب من الأرجوحة. داخل السلة شاهد الإخوة الثلاثة مغلفاتٍ مغلقة. كُتب على احد المغلفات " افتح هذا أولاً . من يجد سلة الرحلات هذه فمن حقه الحصول على الهدايا المميزة التي بداخلها". قرأ الأطفال على المغلفات الأخرى أحرف أ، ب، ت، الأحرف الأولى لأسماء الإخوة! أمجد، بانا وتالا استغربوا الأمر جداً. الملاحظة اختتمت بهذه العبارة "تأكدوا من إعلام والديّكم قبل فتح هذه المغلفات".
أخذ الأولاد السّلة إلى البيت، الذين شكروا أولادهم لإتباعهم التعليمات، كما قالوا لهم علينا أن نتأكد أولاً أن لا خطر عليكم من فتح هذه المغلفات. بعد العشاء في تلك الأمسية، جلس الأب والأم في غرفة الجلوس وأعطوا لأبنائهم المغلفات، أخّذ أمجد المغلف الذي عليه حرف "أ" وبانا المغلف الذي عليه حرف "ب" وتالا المغلف الذي عليه حرف "ت". قال الوالدين أنها فعلاً هدايا مميزة.
أراد الأولاد فتح مغلفاتهم ليعرفوا الهدايا التي بداخلها، ولكن قالت الأم:" انتظروا، يجب أن نقرأ أولاً المغلف الذي كُتب عليه "افتح هذا أولاً". أخرجت الرسالة من داخله وبدأت تقرأ بصوتٍ مرتفع:
أعزائي أمجد، بانا وتالا:
عند استلامكم هذه المغلفات، سأكون قد ودعتكم. لقد التقينا آخر مرة عندما كنتم في زيارتنا في القرية. كنتم تجلسون في حديقة المنزل تحت شجرة الجوز الكبيرة، وقد صنعت لكم خصيصاً الأرجوحة التي كنتم تستمتعون باللعب عليها. لقد قضينا الكثير من الأوقات الممتعة. كُنت أتوق دائماً لزيارتكم، ولأننا كنا نعيش بالقرب منكم، كنا محظوظين بزيارتكم المتكررة.
كما تعلمون أُعاني من مشكلة صحية بسيطة. يقولون الأطباء أنني سأكون بخير، ولكنه من الأفضل لي أن أنتقل مع جدتكم للعيش في اللاذقية، وهي كما تعلمون بعيدة عن دمشق ولكننا سنزوركم بعد بضعة أشهر كما أنه باستطاعتكم زيارتنا في الصيف القادم.
بالتأكيد قضينا الكثير من الأوقات الممتعة، ولدينا سوياً الكثير من الذكريات. هل تذكرون قارب التجديف القديم الذي بدأ بتسريب المياه عندما كنا بوسط البحيرة؟… بدأت أجدف بسرعة للشاطئ حتى كُسر المجدافين، فاضطررنا لاستعمال أيدينا بدل المجدافين، هل تذكرون أننا في البداية تحركنا بشكل دائري ثم عملنا كفريق حتى وصلنا للشاطئ بأمان؟… كان عمق المياه لا تتجاوز الثلاثة أقدام، وكان بإمكاني القفز في المياه وسحب القارب إلى الشاطئ، ولكنني أردت أن أجعل المغامرة أكثر متعة لنا جميعاً.
أنا حزين لاضطرارنا للانتقال للعيش بعيداً. بالطبع سوف نتحدث باستمرار عبر الهاتف، ولكني أحب مشاهدتكم باستمرار وعندما أدركت إنني لن استطيع رؤيتكم باستمرار بدأت أفكر: ماذا يمكن أن أُقدم لكم ليعبر لكم عن مدى حبي لكم؟… فكرت وفكرت كثيراً، وأخيراً اهتديت إلى فكرة! قررت أنه من المهم أن أُزودكم بقليل من الحكمة التي يمكنكم مشاركتها مع بعضكم البعض، ويمكنكم استخدامها طوال عمركم.
لقد أحبت جدتكم الفكرة، لذا اتفقت مع والديكم بأن يضعوا سلة الرحلات في مكان تستطيعون اكتشافه، لا أعرف كيف فعلوا ذلك ولكنهم نجحوا إن كنتم تقرؤون رسالتي الآن!
أحفادي الأعزاء أمجد، بانا وتالا لقد أحببتكم دائماً وسأبقى أحبكم حتى وإن عشنا بعيدين عن بعضنا، سوف أكون بقربكم بروحي وسوف أزودكم بالحكمة. المغلفات تحتوي على هدايا لتساعدكم في رحلة الحياة التي تنتظركم. أقرؤوا الرسائل أمام بعضكم البعض لكي يعرف كلاً منكم ماذا تحوي . اكتشفوا ما تتمتعون به من مواهب ومميزات خاصة، وماذا باستطاعتكم أن تفعلوا لجعل العالم مكان أفضل.
كيف ستشعرون إذا كان من السهل عليكم معرفة المستقبل، معرفة أصدقائكم ومعرفة كل شيء عن والديكم وكيف سيتصرفون معكم أمام كل سلوك؟… تكون الحياة أحياناً صعبة الفهم. عندما تصبح الأمور صعبة وتشعرون أنكم لا تمتلكون القدرة على السيطرة على ما يجري حولكم، لا تنسوا أنه بمقدوركم أن تكونوا هادئين، وتستنتجوا ما هي أفضل طريقة للتعامل مع الموقف بطريقة إيجابية.
هنا أقدم لكم ثلاثة خطوات لتساعدكم على قيادة حياتكم في الاتجاه الصحيح. أنا أُسميهم أ، ب، ت الحياة كما هي الأحرف الأولى من أسمائكم أُقدمهم لكم يا أحفادي الأعزاء. أتمنى أن تعملوا بهم يا أحفادي الأعزاء وأن تتحدثوا عنهم مع أصدقائكم، مع أهلكم وبالطبع مع المرشد في المدرسة وأساتذتكم المفضلين.
مع كل الحبي لكم
جدكم
ملاحظة: أتطلع إلى أول زيارة لكم إلى اللاذقية وسأكون قد أَصلحت القارب، فقد قررت أن أحضر القارب معي إلى اللاذقية.
ما أن أنهت الأم قراءة الرسالة حتى رأت الدموع في أعين الجميع. بدأ الأطفال ببطء قراءة الرسائل من الرسالة التي تحمل الحرف "أ".
عزيزي أمجد،
الخطوة الأولى: خذ وقتاً لتتعلم أكثر عن نفسك، اهتماماتك، مواهبك الخاصة، وقيمتك (الأمور التي تهمك أكثر في الحياة). تعرف على ما يحب أصدقائك القيام به، اسأل عن ألعابهم المفضلة وعن هواياتهم. قارن بين اهتماماتكم لترى إن كانت متشابهه مع اهتماماتك أو مختلفة عنها.
فكر في ماذا تحب أنت، الأنشطة المختلفة التي تستمتع بها ؛المهارات الخاصة والمواهب التي تتمتع بها. فكر في قيمتك وفي ما الذي يهمك فعلاً في الحياة. على سبيل المثال: هل مهم لكَ أن تعمل شيئاً لمساعدة الآخرين؟… هل من المهم لكَ أن تقضي بعض الوقت الهادئ لوحدك عندما تقرأ أو تقوم بإنجاز مشروع الفن، أو أي نشاط آخر تستمتع به؟…
لدى المعلمين والمرشدين طرق عديدة لتساعدك للتعرف على نفسك أكثر. النقاش مع المجموعات الصغيرة أو حتى النقاش الصفي حول هذه المواضيع يساعدك أيضاً. سؤال جيد تسأله لوالدك ووالدتك هو: ما الأشياء التي كنتم تحبون القيام بها عندما كنتم صِغاراً مثلنا؟… هذا سيساعدك لتعرف نفسك أكثر.إن الشيء المهم في معرفة نفسك هو أنك سوف تتفاجئ بما سو تكتشفه وسوف يعجبك ذلك، تذكر أنه بإمكانك دائماً وطول حياتك اكتشاف أشياء جديدة عن نفسك.
عزيزتي بانا،
الخطوة الثانية: خذي وقتك لتتعلمي أكثر عن الفرص المثيرة الموجودة في عالم العمل، حيث يمكنك المشاركة بمواهبك لتجعلي العالم مكاناً أفضل للجميع. انتبهي إلى عمل والدتك ووالدك أيضاً. راقبي الأنشطة المختلفة التي يؤدونها في النهار والليل، ولاحظي أيضاً ماذا يفعلون غير العمل المدفوع الأجر، مثلاً: كيف يقضون وقتهم مع العائلة، الأعمال المنزلية، اللعب معكم والعناية بحديقة المنزل … الخ. اسألي جدك وجدتك عن هواياتهم واهتماماتهم أيضاً (الكبار في السن يحبون التحدث مع الصغار مثلكم). انتبهي أيضاً إلى أعمال أهل أصدقائك، وظائفهم، واهتماماتهم، مثل: البستنة، الرسم، أو العناية بالحيوانات الأليفة.
تفقدي الأعمال المختلفة التي يقوم بها العاملين في مدرستك. اسألي الكثير من الأسئلة عما يعجبهم في وظائفهم وما لا يعجبهم بها. اسألي الناس عن التدريب الذي تلقوه لهذه الوظائف، ونوع التعليم الذي احتاجوه ومدته. الكثير من الوظائف والكثير من المعلومات قد يبدو التفكير فيها معقدا، ولكن تذكري أن الشباب سوف يسمعون عن وظائف مختلفة في حياتهم، فكيف سيختارون الأفضل لهم منها جميعا؟
لن تحتاجي إلى كل الأجوبة الآن، ولكنه الوقت المناسب لتبدئي بالاستفسار وملاحظة أنواع العمل من حولك. أجهزة الحاسوب، شرائط الفيديو، الكتب وحتى الألعاب قد تساعدك لتتعلمي أكثر عن العمل الذي يعجبك والتعليم والتدريب الذي تحتاجينه ليحضّرك إلى وظيفتك المفضلة. لا تنسي أن المرشدين، المعلمين و الأهل يريدون مساعدتك، كل ما عليك فعلة هو السؤال.
عزيزتي تالا،
الخطوة الثالثة: خذي وقتك لتتأملي في نفسك وفي اختيارك. فكري في مشاعرك لتتمكني من صنع أفضل القرارات. هل تبدو إحدى هذه الوظائف أو الأنشطة مسلية وممتعة بالنسبة لكِ؟… هل ستكونين راضية إذا أمضيت بعض الوقت في العمل بهذه الأنواع من الأنشطة؟… كيف تتأكدين أن إحدى هذه الوظائف ستكون ممتعة فعلاً لكِ؟…
في مرحلة معينة سوف يكون عليكِ تعلم كيف تجمعين المعلومات عن ما تحبين وما لا تحبين، ثم تقررين بعد ذلك ما سيجعلك سعيدة. هذه الخطوة ستكون ممتعة لأنها تساعدك على معرفة ما تحبين. يوجد في داخل كلٍ منا شيئاً ما يُشبه البوصلة، ليوجهنا خلال حياتنا. إنه يساعدك "لتشعري" إذا كان ما تقومين به صحيح أم خطأ. أحياناً ستحتاجين إلى وقتٍ هادئ لكِ وحدكِ لتكتشفي ما هو المناسب لكِ.
سوف يكون عظيماً أن تتقاضي راتباً من عمل تجدينه ممتعاً ويكون لديك وقتاً إضافياً بعد الدوام للقيام بأنشطة أُخرى، هوايات أو حتى عمل تطوعي. من المهم أن نعيش حياة متوازنة من العمل والمرح.
لا تحتاجين إلى كل الأجوبة الآن. ولكن الوقت مناسب لملاحظة ما يحدث من حولك. كلما احتجت إلى المساعدة، اسألي المرشدين، المعلمين والأهل للنصيحة.
ملاحظة أخيرة: لا تنسي أن تتفقدي قاربك دائماً قبل أن تجدفي قي جدول الحياة، ثم اعملي مع الآخرين لتصلوا إلى الاتجاه الصحيح.
مقترحات لأنشطة المتابعة:
اطلب من طلابك أن يفكروا في المواضيع التالية وأن يدونوا أفكارهم؛ يجب أن يعمل الطلاب على شكل أزواج، منتقين موضوعين فقط من المواضيع العشرة.
1. أفضل ثلاثة مزايا شخصية عندي.
2. أفضل ثلاثة أنشطة /هوايات عندي.
3. أكثر ثلاثة أنشطة لا أستمتع بها.
4. أكثر ثلاثة قدرات / أشياء أتقنها.
5. أعتقد أن هذه الأشياء الثلاثة مهمة جداً في الحياة:
6. أعتقد أن هذه الأشياء الثلاثة مهمة جداً في العمل:
7. عندما أكبر، أعتقد أنني أرغب أن أكون في أيٍ من الوظائف الثلاثة التالية:
8. لأكون طالباً جيداً، أعتقد إنني يجب أن أتحسن في الجوانب التالية:
9. أعتقد أن الأمور الثلاثة التالية ستجعل العالم مكاناً أفضل:
10. أعتقد أن الأمور الثلاثة التالية سوف تجعلني سعيداً في الحياة: