تخطى إلى المحتوى

من آداب المتعلم.في حق المعلم

إن القيام بحقوق المعلم على أكمل وجه شيء طيب

قال الإمام علي :
من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية،

وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيديك، ولا تغمز بعينك غيره،

ولا تقولن قال فلان خلاف قوله، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تطلبن عثرته،

وإن زل قبلت معذرته، وعليك أن توقره لله تعالى وإن كانت له حاجة

سبقت القوم الى خدمته، ولا تسارر أحدا في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه،

ولا تلح عليه إذا ملّ، ولا تشبع من طول صحبته، فإنما هو كالنخلة

تنتظر متى يسقط عليك منها شيء.

وقال علي بن الحسن :

ماحق أستاذك عليك، التعظيم له، والتوقير لمجلسه وحسن

الاستماع إليه، والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك،

ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب،

ولا تحدث في مجلسه أحدا، وأن تدفع عنه إذا ذكره أحد

عندك بسوء وأن تظهر مناقبه، ولا تجالس عدوه، ولا تعادي

وليه، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته

وتعلمت علمه لله عز وجل لا للناس.

وقال الإمام الغزالي:
آداب المتعلم مع العالم أن يبدأه بالتحية والسلام، وأن يقل

بين يديه الكلام، ويقول له إذا قام، ولا يتكلم ما لم يسأل،

ولا يسأل أولا ما لم يستأذن، ولا يعارض كلامه،

ولا يشير عليه بخلاف رأيه، ولا يشاور جليسه في مجلسه،

ولا يضحك عند مخاطبته، ولا يكثر الالتفات بحضرته،

بل يجلس مطرقا ساكنا كأنه في الصلاة، ولا يستفهمه

عن مسألة في طريقه، ولا يتبعه بكلامه وسؤاله،

ولا يسيء الظن في أفعال ظاهرها منكرة له فهو أعلم بأسراره،

وليذكر عند ذلك قول موسى للخضر عليهما السلام:

( أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا)

وكونه مخطئا في إنكاره واعتراضه اعتمادا على ظاهره.

وقال بعض العلماء:
من حق أستاذك عليك أن تتواضع له وتحبه حب الفناء،

ولا تخرج عن رأيه وتوجيهه، وأن تشاوره فيما تقصده،

وتتحرى رضاه فيما يعتمده، وتنظر اليه بعين الإجلال،

وتعتقد فيه درجة الكمال، وأن تعرف حقه، ولا تنسى

له فضله، وتحضر الى درسه قبل أن يأتي، ولا تتنقل أثناء

درسه، ولا تتقدم في السير عليه، وأن تدعو له مدة حياته،

وأن تصبر على صحبته، وتجلس بين يديه بسكون وتواضع

واحترام، وأن تصغي إليه، وتنظر اليه مقبلا بكليتك عليه،

غير ملتفت عنه، وأن لا تعبث بيديك أو رجليك أو أنفك

أو دفترك أثناء كلامه، وأن تدفع الضحك والقهقهة والتثاؤب في حضرته،

وأن تستأذن للدخول عليه وللانصراف من عنده، وأن تدخل عليه

كامل الهيئة، متطهر البدن، نظيف الثياب، فارغا من الشواغل،

حاضر القلب بذكر الله عز وجل وإرادة وجهه.

وقال الامام الشافعي:
أهين لهم نفسي فهم يكرمونها ***** ولن تكرم النفس التي لا تهينها

وقال شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا ***** كاد المعلم أن يكون رسولا

أرأيت أعظم أو أجلّ من الذي ***** يبني وينشئ أنفسا وعقولا

وقال غيره:
أرى فضل أستاذي على فضل والدي وإن ***** نالني من والدي العزّ والتحف

فهذا مربي العقل والعقل جوهر ***** وهذا مربي الجسم والجسم من صدف


سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.