إن مهمة تنمية الموارد البشرية تقوم على إصلاحالفرد بحيث يكون عنصراً فاعلاً عاملاً لخدمة دينه ومجتمعه والبشرية جمعاء، وقدانتشر مفهوم تنمية الموارد البشرية في كل بلدان العالم، وتوحدت رؤية الجميع حول أنغاية ما تسعى له هذه التنميةهو إصلاح الإنسان، إلا أن مفهوم الإصلاح يختلف منمجتمع إلى مجتمع ومن دولة إلى أخرى، وإذا كان المقصود لدى الجميع إصلاح مهاراتهومعارفه وإمكاناته، فإن الإسلام نظر إلى عملية الإصلاح نظرة شاملة إذ يمتد الإصلاحإلى إيمانه وأخلاقه وسلوكه ومعاملاته، ولذلك كانت رسالات الأنبياء جميعا تقوم علىالإصلاح انطلاقا من قوله تعالى{ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُوَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هودـ 88).
والإسلام يوجب على كل مواطن أن يعمل، وأن يأكل من كسب يديه، فهو لا يرضى للناس أن يكونوا عاطلين عن العمل، عالة على الآخرين، يستجدون الناس أعطوهم أو منعوهم.
وفقه التنمية في الإسلام يدعو إلى تحقيق التوازن بين عمارة الدنيا وعمارة الآخرة، على قاعدة قوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (القصص: 77).
إنالمؤسسات المعاصرة عبارة عن نظم اجتماعية يجري عليها ما يجري على الكائنات البشريةفهي تنمو وتتطور وتتقدم وتواجه التحديات ، وتصارع وتتكيف ، ومن ثم فإن التغيير يصبحظاهرة طبيعية تعيشها كل المؤسسات
تعريف التنمية :
تنمية الموارد البشرية من (نما)؛ أي زاد وكثر، وهو مصطلح ارتبط في العصر الحديث بالجانب الاقتصادي والمالي والصناعي، وبقي ثابتًا في الذهن ضمن هذه الدائرة فقط.. وكثيرًا ما تتردد عبارات (التنمية الزراعية، الاقتصادية، الصناعية، والمالية،..).
أما النظرة الإسلامية لمفهوم تنمية الموارد البشرية ، فتشمل كل جانب من جوانب الحياة؛ لأن الحياة في نظر الإسلام يجب أن تنمو نموًّا متكاملاً متوازنًا مضطردًا؛ لأن عدم النمو يعني التوقف والتخلف والتراجع، ثم الموت.. . ومن هنا كانت نظرة الإسلام إلى التنمية نظرة شاملة كاملة دافعة ومحرضة على تحقيقها.
ففي القول المأثور"من تساوى أمسه ويومه فهو مغبون".
وفي الحديث: "لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها".
وجاء في قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".
وعنف عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- رجلاً بقي في المسجد، وقد انطلق الناس إلى أعمالهم التنموية المختلفة قائلاً: "قم، لا تمت علينا ديننا أماتك الله".
التنمية الأخلاقية
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار. فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا.. فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" (رواه مسلم). وقال- صلى الله عليه وسلم-: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني منزلة يوم القيامة، أحسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون".
وقال: "ما من شيء بأثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء".
تنمية الإدارة والإتقان
والإسلام منهج حياة لتنظيم كل شيء، وهو في كل تشريعاته يعتبر التنظيم أساسًا للنجاح والجودة، نتيجة شفافية العمل وأخلاقيته، والتي عبر عنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أدق تعبير حين قال:"إن الله يحب من أحدكم إذا عمل العمل أن يتقنه". في ضوء كل هذه المعطيات يتبين أن تنمية الموارد البشرية في الإسلام سياسة شاملة متوازنة متكاملة، تفرض على الفرد والمجتمع الأخذ بجميع أسباب النماء والارتقاء المادي والمعنوي، ووفق القاعدة النبوية الداعية إلى النمو والارتقاء ساعة بعد ساعة ويومًا بعد يوم، والتي تتجلى في القول المأثور: "من تساوى يوماه فهو مغبون"، وفي رواية: "من تساوى يومه وأمسه فهو مغبون".
التنمية العلمية
والإسلام يُعنى بتنمية الموارد البشرية ة العلمية عناية فائقة؛ لأن العلم هو الباب الأوسع إلى الإيمان، وإلى معرفة سنن الله تعالى، وإلى التفكير في خلق السموات والأرض، وإلى أعطاء الله حق قدره، ومن قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ (فاطر: 28)، ومن هنا قول الرسول الأعظم- صلى الله عليه وسلم-: "العلماء ورثة الأنبياء"، وقوله أيضًا: "فضل العالم على العابد كفضل الشمس والقمر".
ومن الشواهد القرآنية التي تحض على التنمية العلمية:
قوله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (التوبة: 122).
وقوله سبحانه: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (المجادلة: 11).
وقوله عز وجل: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: 9).
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ (فاطر: 28).
ومن الشواهد النبوية التي تحض على التنمية العلمية:
قول رسول الله: "فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب".
وقال: "العلماء ورثة الأنبياء".
وقال أيضًا: "أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".
وقال: "أطلبوا العلم ولو في الصين"، وفي هذا بيان واضح الدلالة على وجوب العناية بالتنمية العلمية.
وقال رسول الله: "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم" (رواه أبو داوود).
ويقول: "لن يشبع المرء من خير يسمعه.. حتى يكون منتهاه الجنة" (رواه الترمذي).
ويقول: "الكلمة الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها" (رواه الترمذي).
ويقول: "من تفقه في دين الله- عز وجل- كفاه الله تعالى ما أهمه، ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه الخطيب).
ويقول: "إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علمًا يقربني إلى الله، فلا بورك في طلوع شمس ذلك اليوم" (أخرجه الطبراني).
ويقول:"من تعلم لغة قوم أمن مكرهم".
ويقول: "باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من الدنيا وما فيها" (أخرجه الطبراني).
ويقول: "من عمل بما علم.. أورثه الله علم ما لا يعلم".
ويقول ابن المبارك: "عجبت لمن لم يطلب العلم.. كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة؟"، وقال أبو الدرداء: "من رأى أن الغدو في طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله".
سبحان الله و بحمده
إن مهمة تنمية الموارد البشرية تقوم على إصلاحالفرد بحيث يكون عنصراً فاعلاً عاملاً لخدمة دينه ومجتمعه والبشرية جمعاء، وقدانتشر مفهوم تنمية الموارد البشرية في كل بلدان العالم، وتوحدت رؤية الجميع حول أنغاية ما تسعى له هذه التنميةهو إصلاح الإنسان، إلا أن مفهوم الإصلاح يختلف منمجتمع إلى مجتمع ومن دولة إلى أخرى، وإذا كان المقصود لدى الجميع إصلاح مهاراتهومعارفه وإمكاناته، فإن الإسلام نظر إلى عملية الإصلاح نظرة شاملة إذ يمتد الإصلاحإلى إيمانه وأخلاقه وسلوكه ومعاملاته، ولذلك كانت رسالات الأنبياء جميعا تقوم علىالإصلاح انطلاقا من قوله تعالى{ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُوَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هودـ 88).
والإسلام يوجب على كل مواطن أن يعمل، وأن يأكل من كسب يديه، فهو لا يرضى للناس أن يكونوا عاطلين عن العمل، عالة على الآخرين، يستجدون الناس أعطوهم أو منعوهم.
وفقه التنمية في الإسلام يدعو إلى تحقيق التوازن بين عمارة الدنيا وعمارة الآخرة، على قاعدة قوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (القصص: 77).
إنالمؤسسات المعاصرة عبارة عن نظم اجتماعية يجري عليها ما يجري على الكائنات البشريةفهي تنمو وتتطور وتتقدم وتواجه التحديات ، وتصارع وتتكيف ، ومن ثم فإن التغيير يصبحظاهرة طبيعية تعيشها كل المؤسسات
تعريف التنمية :
تنمية الموارد البشرية من (نما)؛ أي زاد وكثر، وهو مصطلح ارتبط في العصر الحديث بالجانب الاقتصادي والمالي والصناعي، وبقي ثابتًا في الذهن ضمن هذه الدائرة فقط.. وكثيرًا ما تتردد عبارات (التنمية الزراعية، الاقتصادية، الصناعية، والمالية،..).
أما النظرة الإسلامية لمفهوم تنمية الموارد البشرية ، فتشمل كل جانب من جوانب الحياة؛ لأن الحياة في نظر الإسلام يجب أن تنمو نموًّا متكاملاً متوازنًا مضطردًا؛ لأن عدم النمو يعني التوقف والتخلف والتراجع، ثم الموت.. . ومن هنا كانت نظرة الإسلام إلى التنمية نظرة شاملة كاملة دافعة ومحرضة على تحقيقها.
ففي القول المأثور"من تساوى أمسه ويومه فهو مغبون".
وفي الحديث: "لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها".
وجاء في قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".
وعنف عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- رجلاً بقي في المسجد، وقد انطلق الناس إلى أعمالهم التنموية المختلفة قائلاً: "قم، لا تمت علينا ديننا أماتك الله".
التنمية الأخلاقية
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار. فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا.. فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" (رواه مسلم). وقال- صلى الله عليه وسلم-: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني منزلة يوم القيامة، أحسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون".
وقال: "ما من شيء بأثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء".
تنمية الإدارة والإتقان
والإسلام منهج حياة لتنظيم كل شيء، وهو في كل تشريعاته يعتبر التنظيم أساسًا للنجاح والجودة، نتيجة شفافية العمل وأخلاقيته، والتي عبر عنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أدق تعبير حين قال:"إن الله يحب من أحدكم إذا عمل العمل أن يتقنه". في ضوء كل هذه المعطيات يتبين أن تنمية الموارد البشرية في الإسلام سياسة شاملة متوازنة متكاملة، تفرض على الفرد والمجتمع الأخذ بجميع أسباب النماء والارتقاء المادي والمعنوي، ووفق القاعدة النبوية الداعية إلى النمو والارتقاء ساعة بعد ساعة ويومًا بعد يوم، والتي تتجلى في القول المأثور: "من تساوى يوماه فهو مغبون"، وفي رواية: "من تساوى يومه وأمسه فهو مغبون".
التنمية العلمية
والإسلام يُعنى بتنمية الموارد البشرية ة العلمية عناية فائقة؛ لأن العلم هو الباب الأوسع إلى الإيمان، وإلى معرفة سنن الله تعالى، وإلى التفكير في خلق السموات والأرض، وإلى أعطاء الله حق قدره، ومن قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ (فاطر: 28)، ومن هنا قول الرسول الأعظم- صلى الله عليه وسلم-: "العلماء ورثة الأنبياء"، وقوله أيضًا: "فضل العالم على العابد كفضل الشمس والقمر".
ومن الشواهد القرآنية التي تحض على التنمية العلمية:
قوله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (التوبة: 122).
وقوله سبحانه: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (المجادلة: 11).
وقوله عز وجل: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: 9).
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ (فاطر: 28).
ومن الشواهد النبوية التي تحض على التنمية العلمية:
قول رسول الله: "فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب".
وقال: "العلماء ورثة الأنبياء".
وقال أيضًا: "أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".
وقال: "أطلبوا العلم ولو في الصين"، وفي هذا بيان واضح الدلالة على وجوب العناية بالتنمية العلمية.
وقال رسول الله: "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم" (رواه أبو داوود).
ويقول: "لن يشبع المرء من خير يسمعه.. حتى يكون منتهاه الجنة" (رواه الترمذي).
ويقول: "الكلمة الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها" (رواه الترمذي).
ويقول: "من تفقه في دين الله- عز وجل- كفاه الله تعالى ما أهمه، ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه الخطيب).
ويقول: "إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علمًا يقربني إلى الله، فلا بورك في طلوع شمس ذلك اليوم" (أخرجه الطبراني).
ويقول:"من تعلم لغة قوم أمن مكرهم".
ويقول: "باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من الدنيا وما فيها" (أخرجه الطبراني).
ويقول: "من عمل بما علم.. أورثه الله علم ما لا يعلم".
ويقول ابن المبارك: "عجبت لمن لم يطلب العلم.. كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة؟"، وقال أبو الدرداء: "من رأى أن الغدو في طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله".
والإسلام يوجب على كل مواطن أن يعمل، وأن يأكل من كسب يديه، فهو لا يرضى للناس أن يكونوا عاطلين عن العمل، عالة على الآخرين، يستجدون الناس أعطوهم أو منعوهم.
وفقه التنمية في الإسلام يدعو إلى تحقيق التوازن بين عمارة الدنيا وعمارة الآخرة، على قاعدة قوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (القصص: 77).
إنالمؤسسات المعاصرة عبارة عن نظم اجتماعية يجري عليها ما يجري على الكائنات البشريةفهي تنمو وتتطور وتتقدم وتواجه التحديات ، وتصارع وتتكيف ، ومن ثم فإن التغيير يصبحظاهرة طبيعية تعيشها كل المؤسسات
تعريف التنمية :
تنمية الموارد البشرية من (نما)؛ أي زاد وكثر، وهو مصطلح ارتبط في العصر الحديث بالجانب الاقتصادي والمالي والصناعي، وبقي ثابتًا في الذهن ضمن هذه الدائرة فقط.. وكثيرًا ما تتردد عبارات (التنمية الزراعية، الاقتصادية، الصناعية، والمالية،..).
أما النظرة الإسلامية لمفهوم تنمية الموارد البشرية ، فتشمل كل جانب من جوانب الحياة؛ لأن الحياة في نظر الإسلام يجب أن تنمو نموًّا متكاملاً متوازنًا مضطردًا؛ لأن عدم النمو يعني التوقف والتخلف والتراجع، ثم الموت.. . ومن هنا كانت نظرة الإسلام إلى التنمية نظرة شاملة كاملة دافعة ومحرضة على تحقيقها.
ففي القول المأثور"من تساوى أمسه ويومه فهو مغبون".
وفي الحديث: "لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها".
وجاء في قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".
وعنف عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- رجلاً بقي في المسجد، وقد انطلق الناس إلى أعمالهم التنموية المختلفة قائلاً: "قم، لا تمت علينا ديننا أماتك الله".
التنمية الأخلاقية
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار. فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا.. فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" (رواه مسلم). وقال- صلى الله عليه وسلم-: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني منزلة يوم القيامة، أحسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون".
وقال: "ما من شيء بأثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء".
تنمية الإدارة والإتقان
والإسلام منهج حياة لتنظيم كل شيء، وهو في كل تشريعاته يعتبر التنظيم أساسًا للنجاح والجودة، نتيجة شفافية العمل وأخلاقيته، والتي عبر عنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أدق تعبير حين قال:"إن الله يحب من أحدكم إذا عمل العمل أن يتقنه". في ضوء كل هذه المعطيات يتبين أن تنمية الموارد البشرية في الإسلام سياسة شاملة متوازنة متكاملة، تفرض على الفرد والمجتمع الأخذ بجميع أسباب النماء والارتقاء المادي والمعنوي، ووفق القاعدة النبوية الداعية إلى النمو والارتقاء ساعة بعد ساعة ويومًا بعد يوم، والتي تتجلى في القول المأثور: "من تساوى يوماه فهو مغبون"، وفي رواية: "من تساوى يومه وأمسه فهو مغبون".
التنمية العلمية
والإسلام يُعنى بتنمية الموارد البشرية ة العلمية عناية فائقة؛ لأن العلم هو الباب الأوسع إلى الإيمان، وإلى معرفة سنن الله تعالى، وإلى التفكير في خلق السموات والأرض، وإلى أعطاء الله حق قدره، ومن قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ (فاطر: 28)، ومن هنا قول الرسول الأعظم- صلى الله عليه وسلم-: "العلماء ورثة الأنبياء"، وقوله أيضًا: "فضل العالم على العابد كفضل الشمس والقمر".
ومن الشواهد القرآنية التي تحض على التنمية العلمية:
قوله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (التوبة: 122).
وقوله سبحانه: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (المجادلة: 11).
وقوله عز وجل: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: 9).
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ (فاطر: 28).
ومن الشواهد النبوية التي تحض على التنمية العلمية:
قول رسول الله: "فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب".
وقال: "العلماء ورثة الأنبياء".
وقال أيضًا: "أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".
وقال: "أطلبوا العلم ولو في الصين"، وفي هذا بيان واضح الدلالة على وجوب العناية بالتنمية العلمية.
وقال رسول الله: "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم" (رواه أبو داوود).
ويقول: "لن يشبع المرء من خير يسمعه.. حتى يكون منتهاه الجنة" (رواه الترمذي).
ويقول: "الكلمة الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها" (رواه الترمذي).
ويقول: "من تفقه في دين الله- عز وجل- كفاه الله تعالى ما أهمه، ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه الخطيب).
ويقول: "إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علمًا يقربني إلى الله، فلا بورك في طلوع شمس ذلك اليوم" (أخرجه الطبراني).
ويقول:"من تعلم لغة قوم أمن مكرهم".
ويقول: "باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من الدنيا وما فيها" (أخرجه الطبراني).
ويقول: "من عمل بما علم.. أورثه الله علم ما لا يعلم".
ويقول ابن المبارك: "عجبت لمن لم يطلب العلم.. كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة؟"، وقال أبو الدرداء: "من رأى أن الغدو في طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله".