بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذة رسالة خاصة جداً لكل من يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة يكتبها لكم معلم من واقع خبرات تربوية واسعة ومختلفة وطويلة . كتبها لكم لتطرق ابواب قلوبكم وتلامس مكامن وجدانكم وتنعكس على مشاعر افعالكم . فكم نحن بحاجة ماسة لان نقف مع انفسنا وقفة صادقة نحاسبها على كل ما فات ونخطط لانفسنا لما هو آت . اخي وحبيبي المعلم اجعل (مخافة الله امام ناظريك) في تعاملك مع هذة الفئات الغالية وتأمل في مدى الاجر والمثوبة عند الله اللتي ستنالها ان احسنت في تعاملك . وادرك عظم الامانة وكبر المسؤلية التي تثقل كاهليك . ان جعلت مخافة الله امامك وتركت السعي وراء المناصب وخرجت من دائرة الاحباط والاهمال الذي يصيب بعض معلمي التربية الخاصة (نتيجة الضغوط الكبيرة) فانك ستجد حلاوة عجيبة ومتعة طويلة وراحة نفسية كبيرة علاوة على الاجر الكثير والخير الجزيل في الآخرة وهذة والله السعادة بعينها في الدنيا او الاخرة . واسمع يارعاك الله هذين الموقفين من واقع تجربة من ارض الواقع :- (فهد) يعاني من اعاقة عقلية متوسطة مصحوبة بنشاط مفرط وزائد في الحركة وعدوانية شديدة. انتقل الى الصف الاول فكري ليلتقى بمعلمة الجديد الذي لم يكن يعرفه . وسرعان ما بداء هذا المعلم في التعرف على طلابه وخصائصهم في الاسبوع التمهيدي في بداية الدراسة ولاحظ كثرة حركة فهد الذي لا يجلس في مكانه ولا خمس دقائق وكلامه الذي لا يتوقف وعدم استجابته لاوامر معلمه وعدوانيته تجاه زملائه بمناسبة او بدون مناسبة . وفي احدى الايام اعتدى فهد على احد من طلاب المعهد في المطعم اثناء تناول وجبة الافطار وبداء الاشتباك بالايدي فما كان من المعلم الا ان فض هذا الاشتباك وتجنباً لمزيد من المشاكل امسك بيد فهد وارجعه وزملائه الى الفصل لاكمال الوجبة هناك واثناء محاول المعلم تهدأة فهد واجلاسه في مكانه بهدوء صفع فهد معلمه كف على وجهه!!! وفي ردة فعل من المعلم دون تفكير صفه على وجهه واذا بالطالب طريحاً على الارض!! وساد الصمت في ارجاء الفصل رجع المعلم الى مكانه بينما قام فهد في صمت وذهب الى السرير الموجود بالفصل واغلاق الستار على نفسه . وبداء المعلم في حيرة كبيرة ماذا فعلت؟؟؟؟ هل هذا هوه الاسلوب الصحيح ؟مالذي اوصلاني الى هذا السلوك الذي لم افعله طوال تعاملي مع هذة الفئة ؟ ثم لماذا فعل فهد هذا السلوك؟ مالحقيقة وراء هذا كله ؟ انتهاء اليوم الدراسي الذي لم يكد ينتهي . وتوجه فهد الى حافلته ليذهب لمنزله بعد يوم عصيب وركب المعلم سيارتة وتوجه الى بيته والحيرة تقتله وبداء يفكر كثيراً ما الذي افعله؟؟؟ وبعد تفكير عميق قرر ان يهتم بهذا الطالب وان يعتذر منه شخصياً ومن ولي امره على ما بدر منه . وفي اليوم التالي دخل المعلم الى فصله حاملاً هدية و أول ما شاهد فهد هرع اليه وقبله على راسه واعتذر منه وقدم له الهدية فما كان من فهد الا الدهشه لما قام به معلمه من تقبيل رأسه وسرعان ما تحولت ملامح الدهشة الى ملامح الفرح والسعادة حينما شاهد اللعبة الهدية ثم قال لمعلمه (اني اسامحك ياستاذ) . ثم توجه المعلم لاستخراج ملف فهد ليحصل على رقم والده فوجد رقم جواله ثم كلمه فعرفه في البداية بنفسه وسرد القصة كاملة له وبين ندمه و اعتذاره له فما كان من الاب الا قبول اعتذاره وقال ان فهد دائم المشاكل ومشاكله تزيد وما عرفنا الحل وبامكانك سؤال معلمه السابق عنه . فقال المعلم اريد ان اهتم بفهد وان اعدل سلوكه واريد ان اعرف كل شي عنه كما اريد تعاونك معي في ذالك .فقال الاب انني مستقر في مدينة بعيدة عن فهد وهو يعيش مع جدته وعمته وعمه في مدينتك وهذا رقم جوال عمه بامكانك الحصول على ما تريد منه . وقال ان فهد امانه في عنقك واريدك ان تحسن معاملته وان تراعي حالته . فقال المعلم اشكرك اولاً على قبول اعتذاري وان فهد اغلى من ابنائي وسوف اهتم به كثيراً وسوف تلاحظ تحسن سلوكه آخر السنة ان شاء الله . ثم بداء المعلم بجمع جميع المعلومات عن فهد من جميع المصار الممكنة . واكتشف اخيراً حقيقة هذا الطفل واي حقيقة : فهد طفل يتيم الام ماتت امه اثناء ولادة عسرة نتج عنها اعاقته . تربى مع جدته وكانت علامات الاعاقة والحركة الزائدة واضحه عليه حتى كبر واللتحق بالمعهد .كانت جدته تحبه كثيراً وتعطف عليه بزيادة نظراً لانه يتيم ولم تكن تضغط عليه لتعديل سلوكة نظراً لاعاقته . وعاش فهد مع عمته وعمه اللذان كانا يمران بمرحلة المراهقة . فحين تزوج ابو فهد بامرأة اخرى وذهب ليستقر معها في مدينة بعيدة تاركاً فهد عند جدته وعمته وعمه . بعدما جمع المعلم جميع المعلومات عن فهد بداء في وضع خطة تعديل سلوك مناسب مستعيناً بالاخصائي النفسي ووضع خطة تعليمية لتعليمه بعض المهارات الدراسية . وبعد مرور فصل دراسي واحد تحسن فهد كثيراً واصبح يجلس في مكانه اكثر من عشر دقائق متواصلة وهوه صامت واذا تحرك غصباً عنه فانه يقف في مكانه ويأدي مهامه او يلعب دون التحرك في ارجاء الفصل. و كانت له خاصية عجيبة حيث انه اذا تعلم مهارة معينة لا ينساها وكثيراً ما يمارسها وكان يحب الغناء والاناشيد و دائماً ما يرددها.وخلال هذا الفصل الدراسي الاول كان المعلم يلاحظ على فهد في بعض الايام علامات واثر ضرب على جسمه وعند سؤاله عنها كان يقول انه بسبب عمه احيناً او بسبب عمته احيناً اخرى او اولاد خالته ثم كان المعلم يتصل دائماً بعمه ويحثه في كل مرة على عدم استخدام العنف مع فهد وان ذالك ينعكس على سلوك فهد في المعهد في صورة عدوانية على زملائه . ولاكن العم كان كثيراً ما يبرر افعاله لاسباب واهية لدرجه انه اصبح لا يرد على اتصالات المعلم. واصبح المعلم يكلم الاب في كل مرة يتعرض فيها فهد للضرب ويعده الاب بانه سيكلم العم في ذالك. وفي احد الايام حضر المعلم الى الطابور الصباحي ووجد على فهد اثار ضرب واضح وعلامات خنق على رقبته فاخذه المعلم وتوجة به الى طبيب المعهد الذي بدوره كتب تقرير بفيد بان الطالب تعرض لضرب و خنق . وحينما سأل المعلم فهد من الذي ضربك قال عمي ولماذا ضربك قال لانني اخذت ولاعة سجائره . تحولات الاوراق الى المدير الذي احالها الى الاخصائي النفسي والاخصائي الاجتماعي لتحقيق في الموضوع ثم قام الاخصائي النفسي بالاتصال بالعم وطلب حضوره فوراً الا ان العم تعلل بان لديه مدرسة ولا يستطيع الحضور في اي يوم ثم ساله عن اثار الضرب على فهد فقال ان فهد كاد ان يتسبب بحريق في المنزل حينما عبث بولاعة السجائر وقد ضربته وهو يستاهل ثم اغلق الخط . ثم ارسل الاخصائي مع فهد ورقة مفادة ان يكتب ولى الامر العم افادة لما حصل مع فهد وفي اليوم التالي احضر فهد الورقة الى المعلم وحينما قرائها وجد فيها افادة غير تلك اللتي قالها لاخصائي حيث قال ان فهد تعرض للضرب من احد اولاد الجيران ثم عقب في آخر الافادة ان فهد لم يستفيد من دراسته في هذا المعهد وان معلمه لم يفعل شيئ حيال سلوكه وحركته الزائدة .اخذا المعلم الورقة الى الاخصائي النفسي والذي كان على اطلاع تام بما يقوم به المعلم منذو بداية هذا الفصل فما كان من الاخصائي الا الاتصال بوالد فهد واطلاعه على كل شيى الذي وعد بانه سيجد حلاً لهذه المشكلة . وفي نهاية الفصل الدراسي حضر الاب الى المعهد وقابل كل من المعلم الاخصائي النفسي وشكرهما على مابذلاه من مجهود طيب وقال بانه سينقل فهد الى مدينته التي يعيش فيها لكي يبعده عن عمه وانه قد قصر كثيراً مع ابنه. بعد هذة القصة الطويله اسئل نفسك من المسؤل عن فهد ؟ وما ذنب فهد انه عاش في مثل هذة البئة؟ ما ذنب المعلم اذا لم يساعده احد؟ واليك الموقف الثاني وانا اعرف انني اطلت عليك ولكن اكمل القصة مع نفس المعلم ولاكن مع طالب اخر . في احدى الايام من آخر السنة الدراسية توجه ابومشعل ذلك الاب الكبير في السن متكئاَ على عصاته الى المعهد الذي يدرس فيه ابنه ودخل المعهد وهوه يسأل عن معلم ابنه الذي لايعرف اين يقع فصله ولا يعرف حتى ملامح وجه (وذلك لان اخو مشعل هو من كان يحضر مشعل من والى المعهد و المنزل وكان يتواصل مع معلمه) وكل ما كان يعرفه هو اسم ذلك المعلم وما فعله مع ابنه فتوجة الى المشرف الذي بدوره سئله ماذا تريد ياولدي من هذا الاستاذ فقال الاب اريده في موضوع شخصي فقال انه مشغول فاليوم عندنا حفل وهوه مسؤل عن بعض فقراته ويشرفنا ان تكون ضيفنا اليوم شكر الاب المشرف وتوجها الى مكان الحفل وعندما وصلا طلب الاب من المشرف ان يريه معلم ابنه فاشار المشرف وقال ذلك هو معلم ابنك مشعل وكان المكان مليئ بالضيوف والمعلمين و الطلاب وكانوا ينتظرون وصول الضيف الراعي للحفل .واذا يذلك الاب المسن الذي بيدة عصا يمشي ويتوجه من بين الحشود الى المعلم الغافل وينهال على رأسه تقبيلاً نعم قبله على رأس وساد بعض الهدوء في المكان تفاجئ المعلم من فعل هذا الاب وقال من انت يا والدي ولماذا تقبلني على رأسي فقال الاب انا ابومشعل فما كان من المعلم الا ان سلم عليه وقيله على رأسه وهو يقول حياك الله يابا مشعل اعذرني فانا لا اعرفك قبل اليوم ورحب به واجلسة مع الضيوف. وبعد الحفلة توجة الاب والمعلم الى الفصل ثم قال الاب لقد جئت اليوم لكي اشكرك يا بني لما صنعته مع ابني مشعل .فقال المعلم لا شكر على واجب وكل ما عملته مع ابنك يقوم به اى معلم .فقال الاب لا ليس كل المعلمين مثلك ابني مشعل له ثلاث سنوات في هذا المعهد ففي السنتين الاولى لم يكن مشعل يستفيد من المعهد كثيراً ثم انتقل الى صفك في السنة الثالثة ولاحظت مدى استفادة وتعلمه بعض الاشياء المفيدة وكذلك لاحظت تأثره وتعلقه بك . فقال المعلم انه في السنتين الاولى كان مشعل صغيراً وكانت مرحلة التهيئة وربما ان معلميه لم يكونوا يعطوه واجبات لانه صغير او لايعرف يمسك القلم بالشكل المطلوب. فقال الاب ان مشعل في الماضي كان يغيب كثيراً عن المعهد وبعض الايام يتثاقل في نومه ولا يصحوا للمدرسة . اما اليوم فانه يحب المعهد ولايريد الغياب بل حتى في الاجازاة دائماً ما يسئل متى المدرسة وكثيرا ما يطلب مني ان اكلمك بالجوال لكي تفتح له المدرسة . كما لاحظت على مشعل تغير سلوكه في المنزل حيث اصبح يسلم عند الدخول ويذكر الله قبل وبعد الاكل وحتى اذا رأى شيى اخافه يذكر الله. …… ثم قال الاب في آخر كلامه للمعلم يا ولادي ربما لم يتعلم مشعل كثيراً او انه لن يتوظف ويصرف على نفسه…………. ولكنه تعلم منك الادب ولاخلاق فجزاك الله كل خير واخذ يدعو الاب للمعلم حتى انصرف. ايها الاخوة الشاهد في الموقفين السابقين هي تلك القبله اللتي قبلها المعلم لفهد على رأسه في اول السنة وتلك القبله من والد مشعل قبلها على رأس المعلم في آخر السنة. وتاملوا في الموقفين فهناك والله عبر كثيرة . واخيراً اعذروني على الاطاله وللموضوع بقية
سبحان الله و بحمده
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذة رسالة خاصة جداً لكل من يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة يكتبها لكم معلم من واقع خبرات تربوية واسعة ومختلفة وطويلة . كتبها لكم لتطرق ابواب قلوبكم وتلامس مكامن وجدانكم وتنعكس على مشاعر افعالكم . فكم نحن بحاجة ماسة لان نقف مع انفسنا وقفة صادقة نحاسبها على كل ما فات ونخطط لانفسنا لما هو آت . اخي وحبيبي المعلم اجعل (مخافة الله امام ناظريك) في تعاملك مع هذة الفئات الغالية وتأمل في مدى الاجر والمثوبة عند الله اللتي ستنالها ان احسنت في تعاملك . وادرك عظم الامانة وكبر المسؤلية التي تثقل كاهليك . ان جعلت مخافة الله امامك وتركت السعي وراء المناصب وخرجت من دائرة الاحباط والاهمال الذي يصيب بعض معلمي التربية الخاصة (نتيجة الضغوط الكبيرة) فانك ستجد حلاوة عجيبة ومتعة طويلة وراحة نفسية كبيرة علاوة على الاجر الكثير والخير الجزيل في الآخرة وهذة والله السعادة بعينها في الدنيا او الاخرة . واسمع يارعاك الله هذين الموقفين من واقع تجربة من ارض الواقع :- (فهد) يعاني من اعاقة عقلية متوسطة مصحوبة بنشاط مفرط وزائد في الحركة وعدوانية شديدة. انتقل الى الصف الاول فكري ليلتقى بمعلمة الجديد الذي لم يكن يعرفه . وسرعان ما بداء هذا المعلم في التعرف على طلابه وخصائصهم في الاسبوع التمهيدي في بداية الدراسة ولاحظ كثرة حركة فهد الذي لا يجلس في مكانه ولا خمس دقائق وكلامه الذي لا يتوقف وعدم استجابته لاوامر معلمه وعدوانيته تجاه زملائه بمناسبة او بدون مناسبة . وفي احدى الايام اعتدى فهد على احد من طلاب المعهد في المطعم اثناء تناول وجبة الافطار وبداء الاشتباك بالايدي فما كان من المعلم الا ان فض هذا الاشتباك وتجنباً لمزيد من المشاكل امسك بيد فهد وارجعه وزملائه الى الفصل لاكمال الوجبة هناك واثناء محاول المعلم تهدأة فهد واجلاسه في مكانه بهدوء صفع فهد معلمه كف على وجهه!!! وفي ردة فعل من المعلم دون تفكير صفه على وجهه واذا بالطالب طريحاً على الارض!! وساد الصمت في ارجاء الفصل رجع المعلم الى مكانه بينما قام فهد في صمت وذهب الى السرير الموجود بالفصل واغلاق الستار على نفسه . وبداء المعلم في حيرة كبيرة ماذا فعلت؟؟؟؟ هل هذا هوه الاسلوب الصحيح ؟مالذي اوصلاني الى هذا السلوك الذي لم افعله طوال تعاملي مع هذة الفئة ؟ ثم لماذا فعل فهد هذا السلوك؟ مالحقيقة وراء هذا كله ؟ انتهاء اليوم الدراسي الذي لم يكد ينتهي . وتوجه فهد الى حافلته ليذهب لمنزله بعد يوم عصيب وركب المعلم سيارتة وتوجه الى بيته والحيرة تقتله وبداء يفكر كثيراً ما الذي افعله؟؟؟ وبعد تفكير عميق قرر ان يهتم بهذا الطالب وان يعتذر منه شخصياً ومن ولي امره على ما بدر منه . وفي اليوم التالي دخل المعلم الى فصله حاملاً هدية و أول ما شاهد فهد هرع اليه وقبله على راسه واعتذر منه وقدم له الهدية فما كان من فهد الا الدهشه لما قام به معلمه من تقبيل رأسه وسرعان ما تحولت ملامح الدهشة الى ملامح الفرح والسعادة حينما شاهد اللعبة الهدية ثم قال لمعلمه (اني اسامحك ياستاذ) . ثم توجه المعلم لاستخراج ملف فهد ليحصل على رقم والده فوجد رقم جواله ثم كلمه فعرفه في البداية بنفسه وسرد القصة كاملة له وبين ندمه و اعتذاره له فما كان من الاب الا قبول اعتذاره وقال ان فهد دائم المشاكل ومشاكله تزيد وما عرفنا الحل وبامكانك سؤال معلمه السابق عنه . فقال المعلم اريد ان اهتم بفهد وان اعدل سلوكه واريد ان اعرف كل شي عنه كما اريد تعاونك معي في ذالك .فقال الاب انني مستقر في مدينة بعيدة عن فهد وهو يعيش مع جدته وعمته وعمه في مدينتك وهذا رقم جوال عمه بامكانك الحصول على ما تريد منه . وقال ان فهد امانه في عنقك واريدك ان تحسن معاملته وان تراعي حالته . فقال المعلم اشكرك اولاً على قبول اعتذاري وان فهد اغلى من ابنائي وسوف اهتم به كثيراً وسوف تلاحظ تحسن سلوكه آخر السنة ان شاء الله . ثم بداء المعلم بجمع جميع المعلومات عن فهد من جميع المصار الممكنة . واكتشف اخيراً حقيقة هذا الطفل واي حقيقة : فهد طفل يتيم الام ماتت امه اثناء ولادة عسرة نتج عنها اعاقته . تربى مع جدته وكانت علامات الاعاقة والحركة الزائدة واضحه عليه حتى كبر واللتحق بالمعهد .كانت جدته تحبه كثيراً وتعطف عليه بزيادة نظراً لانه يتيم ولم تكن تضغط عليه لتعديل سلوكة نظراً لاعاقته . وعاش فهد مع عمته وعمه اللذان كانا يمران بمرحلة المراهقة . فحين تزوج ابو فهد بامرأة اخرى وذهب ليستقر معها في مدينة بعيدة تاركاً فهد عند جدته وعمته وعمه . بعدما جمع المعلم جميع المعلومات عن فهد بداء في وضع خطة تعديل سلوك مناسب مستعيناً بالاخصائي النفسي ووضع خطة تعليمية لتعليمه بعض المهارات الدراسية . وبعد مرور فصل دراسي واحد تحسن فهد كثيراً واصبح يجلس في مكانه اكثر من عشر دقائق متواصلة وهوه صامت واذا تحرك غصباً عنه فانه يقف في مكانه ويأدي مهامه او يلعب دون التحرك في ارجاء الفصل. و كانت له خاصية عجيبة حيث انه اذا تعلم مهارة معينة لا ينساها وكثيراً ما يمارسها وكان يحب الغناء والاناشيد و دائماً ما يرددها.وخلال هذا الفصل الدراسي الاول كان المعلم يلاحظ على فهد في بعض الايام علامات واثر ضرب على جسمه وعند سؤاله عنها كان يقول انه بسبب عمه احيناً او بسبب عمته احيناً اخرى او اولاد خالته ثم كان المعلم يتصل دائماً بعمه ويحثه في كل مرة على عدم استخدام العنف مع فهد وان ذالك ينعكس على سلوك فهد في المعهد في صورة عدوانية على زملائه . ولاكن العم كان كثيراً ما يبرر افعاله لاسباب واهية لدرجه انه اصبح لا يرد على اتصالات المعلم. واصبح المعلم يكلم الاب في كل مرة يتعرض فيها فهد للضرب ويعده الاب بانه سيكلم العم في ذالك. وفي احد الايام حضر المعلم الى الطابور الصباحي ووجد على فهد اثار ضرب واضح وعلامات خنق على رقبته فاخذه المعلم وتوجة به الى طبيب المعهد الذي بدوره كتب تقرير بفيد بان الطالب تعرض لضرب و خنق . وحينما سأل المعلم فهد من الذي ضربك قال عمي ولماذا ضربك قال لانني اخذت ولاعة سجائره . تحولات الاوراق الى المدير الذي احالها الى الاخصائي النفسي والاخصائي الاجتماعي لتحقيق في الموضوع ثم قام الاخصائي النفسي بالاتصال بالعم وطلب حضوره فوراً الا ان العم تعلل بان لديه مدرسة ولا يستطيع الحضور في اي يوم ثم ساله عن اثار الضرب على فهد فقال ان فهد كاد ان يتسبب بحريق في المنزل حينما عبث بولاعة السجائر وقد ضربته وهو يستاهل ثم اغلق الخط . ثم ارسل الاخصائي مع فهد ورقة مفادة ان يكتب ولى الامر العم افادة لما حصل مع فهد وفي اليوم التالي احضر فهد الورقة الى المعلم وحينما قرائها وجد فيها افادة غير تلك اللتي قالها لاخصائي حيث قال ان فهد تعرض للضرب من احد اولاد الجيران ثم عقب في آخر الافادة ان فهد لم يستفيد من دراسته في هذا المعهد وان معلمه لم يفعل شيئ حيال سلوكه وحركته الزائدة .اخذا المعلم الورقة الى الاخصائي النفسي والذي كان على اطلاع تام بما يقوم به المعلم منذو بداية هذا الفصل فما كان من الاخصائي الا الاتصال بوالد فهد واطلاعه على كل شيى الذي وعد بانه سيجد حلاً لهذه المشكلة . وفي نهاية الفصل الدراسي حضر الاب الى المعهد وقابل كل من المعلم الاخصائي النفسي وشكرهما على مابذلاه من مجهود طيب وقال بانه سينقل فهد الى مدينته التي يعيش فيها لكي يبعده عن عمه وانه قد قصر كثيراً مع ابنه. بعد هذة القصة الطويله اسئل نفسك من المسؤل عن فهد ؟ وما ذنب فهد انه عاش في مثل هذة البئة؟ ما ذنب المعلم اذا لم يساعده احد؟ واليك الموقف الثاني وانا اعرف انني اطلت عليك ولكن اكمل القصة مع نفس المعلم ولاكن مع طالب اخر . في احدى الايام من آخر السنة الدراسية توجه ابومشعل ذلك الاب الكبير في السن متكئاَ على عصاته الى المعهد الذي يدرس فيه ابنه ودخل المعهد وهوه يسأل عن معلم ابنه الذي لايعرف اين يقع فصله ولا يعرف حتى ملامح وجه (وذلك لان اخو مشعل هو من كان يحضر مشعل من والى المعهد و المنزل وكان يتواصل مع معلمه) وكل ما كان يعرفه هو اسم ذلك المعلم وما فعله مع ابنه فتوجة الى المشرف الذي بدوره سئله ماذا تريد ياولدي من هذا الاستاذ فقال الاب اريده في موضوع شخصي فقال انه مشغول فاليوم عندنا حفل وهوه مسؤل عن بعض فقراته ويشرفنا ان تكون ضيفنا اليوم شكر الاب المشرف وتوجها الى مكان الحفل وعندما وصلا طلب الاب من المشرف ان يريه معلم ابنه فاشار المشرف وقال ذلك هو معلم ابنك مشعل وكان المكان مليئ بالضيوف والمعلمين و الطلاب وكانوا ينتظرون وصول الضيف الراعي للحفل .واذا يذلك الاب المسن الذي بيدة عصا يمشي ويتوجه من بين الحشود الى المعلم الغافل وينهال على رأسه تقبيلاً نعم قبله على رأس وساد بعض الهدوء في المكان تفاجئ المعلم من فعل هذا الاب وقال من انت يا والدي ولماذا تقبلني على رأسي فقال الاب انا ابومشعل فما كان من المعلم الا ان سلم عليه وقيله على رأسه وهو يقول حياك الله يابا مشعل اعذرني فانا لا اعرفك قبل اليوم ورحب به واجلسة مع الضيوف. وبعد الحفلة توجة الاب والمعلم الى الفصل ثم قال الاب لقد جئت اليوم لكي اشكرك يا بني لما صنعته مع ابني مشعل .فقال المعلم لا شكر على واجب وكل ما عملته مع ابنك يقوم به اى معلم .فقال الاب لا ليس كل المعلمين مثلك ابني مشعل له ثلاث سنوات في هذا المعهد ففي السنتين الاولى لم يكن مشعل يستفيد من المعهد كثيراً ثم انتقل الى صفك في السنة الثالثة ولاحظت مدى استفادة وتعلمه بعض الاشياء المفيدة وكذلك لاحظت تأثره وتعلقه بك . فقال المعلم انه في السنتين الاولى كان مشعل صغيراً وكانت مرحلة التهيئة وربما ان معلميه لم يكونوا يعطوه واجبات لانه صغير او لايعرف يمسك القلم بالشكل المطلوب. فقال الاب ان مشعل في الماضي كان يغيب كثيراً عن المعهد وبعض الايام يتثاقل في نومه ولا يصحوا للمدرسة . اما اليوم فانه يحب المعهد ولايريد الغياب بل حتى في الاجازاة دائماً ما يسئل متى المدرسة وكثيرا ما يطلب مني ان اكلمك بالجوال لكي تفتح له المدرسة . كما لاحظت على مشعل تغير سلوكه في المنزل حيث اصبح يسلم عند الدخول ويذكر الله قبل وبعد الاكل وحتى اذا رأى شيى اخافه يذكر الله. …… ثم قال الاب في آخر كلامه للمعلم يا ولادي ربما لم يتعلم مشعل كثيراً او انه لن يتوظف ويصرف على نفسه…………. ولكنه تعلم منك الادب ولاخلاق فجزاك الله كل خير واخذ يدعو الاب للمعلم حتى انصرف. ايها الاخوة الشاهد في الموقفين السابقين هي تلك القبله اللتي قبلها المعلم لفهد على رأسه في اول السنة وتلك القبله من والد مشعل قبلها على رأس المعلم في آخر السنة. وتاملوا في الموقفين فهناك والله عبر كثيرة . واخيراً اعذروني على الاطاله وللموضوع بقية