إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فإن الحديث عن أهمية التربية ودورها في إعداد المجتمع وحمايته ليس هذا مكانه ولا وقته، فالجميع يدرك أن التربية ضرورة ومطلب ملح أيًّا كان منطلقه وفلسفته التربوية، والمجتمعات كلها بأسرها تنادي اليوم بالتربية وتعنى بالتربية والحديث عنها، ولعلنا حين نتطلع إلى المكتبة نقرأ فيها من الكتب الغربية أكثر مما نقرأ فيها مما صدر عن مجتمعات المسلمين، مما يدل على أن التربية هنا مطلباً للجميع بغض النظر عن فلسفتهن التربوية وأولياتهن.
كل إنسان لديه إمكانات المدير والقائد غالباً، وما يعيقه عن تولي ذلك الأمر هو الشعور بالتواضع أو عدم الثقة بالنفس أو النقص في الخبرة، كما أن الفرص تتوالى من وقت لآخر لتولي زمام القيادة والإدارة ولكن نجد البعض يتلكأ عن ذلك؛ لأن المواقف هي التي تكشف مدى تمتعنا بالقيادة والإدارة . إن القيادة أو الإدارة تعني تولي المسؤولية، وهذا ليس بالأمر السهل، بل يتطلب جهداً كبيراً مقروناً بالإجهاد والضغط والتحدي المستمر الذي يجلب معها تحقيق الإنجاز والنجاح فمن هذا المنطلق اهتمت الدور بتوفير الدعم الفني والاستشارات والتعاقد مع الخبراء والمستشارين المتخصصين في هذا المجال من أجل إدخال البهجة والسرورعلى اليتيم لفقدانه للعاطفة والأمومة وواجه الحياة منفرداً فعركته الحياة مبكراً وعاش يتفاعل مع إحداثها بخبرة تصنعها تجربته القليلة الأولى هو بحاجة إلى من يعوضه عن الاغتراف الوجداني والفراغ العاطفي لكنه يجد أنه لايملك مايملكه الآخرون.
رعاية للأيتام:
اليتم:كلمة تنطق بالحرمان والألم والمعاناة في مختلف المراحل العمرية لمن قدر له إن يكون يتيما.
اليتـيم:معنى اليتم في اللغة: الانفراد، واليتيم تعني : الفرد، واليتم : فقدان الام.
اللقيط: بمعنى الملقط من اللقطة: ولفظة لقيط تدل على معناها أي الملقط من قبل شخص ما؛ عندماعثر عليه في مكان ما؛ لسبب ما مجهول. ولذا يسمى نبي الله موسى عليه السلام لقيطا؛ لأن أمه ألقت به في النهر خوفا عليه من آل فرعون، وعندما وجد التقط من قبلهن مجهولا لا يعرفون عنه شيئا قال تعالى {فالتقطه آل فرعون ليكون لهن عدوا وحزنا } طه .
ويعرّف الفقهاء اللقيط بأنه الفتاة المنبوذ المطروح المرمى به مجهول الأم والنسب.
مجهول النسب :إن مجهول النسب في حكم اليتيم لفقدهن لوالديهن، بل هن أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب لعدم معرفة قريب يلجئون إليه عند الضرورة. وعلى ذلك فإن من يكفل طفلا من مجهول النسب فإنه يدخل في الأجر المترتب على كفالة اليتيم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهنا شيئا) .كما أنهم : أطفال شاء الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يوجدوا في الحياة مجهول النسب دون أن يعرفوا من هن آباؤهن. أي أنهن ولدوا أو وجدوا في ظروف غامضة وغير معروفة تعذر معها معرفة إلى من ينتسبون.
ومجهول النسب الذي لا يعرف له أما ً ولا أباً وحرم من عطفهنا وحنانهنا ودفء الأسرة الطبيعية يعد يتيما أيضاً، بل حالته من أشد حالات اليتم لأن اليتيم في اللغة والاصطلاح هو من فقد أباه. أما مجهول النسب فهو الذي لا أب له ولا أم ولا أخ ولا أخت ولا قريب. وبالتالي لا حقوق نسب ولا نفقة ولا ميراث…
1- دور الأم البديلة:
ما اليتم..؟ ومن هو اليتيم.؟
اليتم في اللغة؛ هو الانفراد. فمن فقد أباه في الناس فهو يتيم، ولا يقال لمن فقد أمه يتيم؛ بل منقطع. اما من فقد أباه وأمه معاً؛ فهو (لطيم). وهذا التدرج في وصف الانفراد الذي هو اليتم؛ من اجل دلائل البلاغة في اللغة العربية؛ التي لا تجاريها فيها أي لغة أخرى. لأن لفظ (يتيم)؛ أخف وقعا على السمع من لفظ (منقطع)، لأنه يعبر عن حالة اخف من أخرى؛ كما إن (يتيم ومنقطع) أخف من (لطيم)؛ فماذا يعني (الانقطاع واللطم) إذن..؟
الانقطاع هو الانقسام والانفصال والفرقة. ولاشك إن من فقد أمه؛ فإن بؤسه اشد من فقده لوالده؛ ذلك إن دور إلام؛ يفوق دور الام في الحضانة والرعاية، وهذا يفسره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (.. أمك ثم أمك ثم أمك؛ ثم أبوك).
أما (اللطم)؛ فهو ضرب الخد والوجه حتى تتضح الحمرة، وفي هذا تعبير عن الحسرة واليأس وعمق الجراح، نتيجة فقد الام والأم معا. وهذه حالة أعظم من اليتم بفقد الام؛ والانقطاع بفقد الأم.
إن الولد لا يدعى يتيما بعد بلوغه ومقدرته على الاعتماد على نفسه، اما الجارية فهي يتيمة حتى يبنى بها. قال تعالى: (وآتوا اليالامى أموالهن). هذا؛ إذا آنستم منهن رشدا. وقد تلازمهن التسمية بعد ذلك (مجازا)، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يسمى يتيم أبي طالب، لأنه رباه.
وصورة اليتم في المجتمع؛ مكونة رئيسة في نسيجه العام منذ إن خلق الله الخلق، لأن النوازل والفواجع تَكِرّ كر الليالي والأيام ولا تتوقف، وما يخفف من قسوة الحالة وبشاعة الصورة؛ هو ذلك التكافل الاجتماعي التعاوني، الذي أرست قواعده الشريعة الإسلامية السمحة؛ فجاء تعزيز الأمر برعاية اليالامى وحفظ حقوقهن المشروعة؛ وتربيتهن وتهيئتهن للحياة؛ في القرآن الكريم في (23) مرة بلفظ؛ (اليتم واليتيم واليتيمة وللأيتام واليالامى). في (23) آية قرآنية. وتكرر ذكر ذلك في الحديث النبوي الشريف مرات كثيرة.
وما دام اليتم بهذه الصورة؛ ومكانته في المجتمع معروفة؛ فهذا المجتمع نفسه؛ يتحمل المسؤولية كاملة؛ بأن يتضامن أبناؤه ويتعاضدوا فيما بينهن، إفرادا وجماعات، حكاما أو محكومين؛ على اتخاذ كافة المواقف الايجابية التي تكفل رعاية للايتام، بدافع من شعور وجداني عميق، ينبع من أصل العقيدة الإسلامية، ليعيش اليتيم في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة هذا اليتيم؛ المنسجم معها في سيرها نحو تحقيق مجتمع أفضل.
إن وسائل التكافل الاجتماعي كثيرة، على إن أهمها علي الإطلاق؛ هو الإنفاق في وجوه الخير، فالشريعة الإسلامية حثت على هذه الدارالخيرية؛ وحذرت من الشح والبخل، وجعلت في أموال الموسرين والأغنياء حقا معلوما للفقراء واليالامى والمساكين.
فالرسول صلى الله عليه وسلم؛ حض على كفالة اليتيم، وأمر بوجوب رعايته، وبشر كفلاء اليتيم؛ أنهن إن أحسنوا إلى اليالامى؛ سيكونون معه في الجنة. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.. وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهنا) رواه البخاري.
وروى الإمام احمد وابن حبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من وضع يده على رأس يتيم رحمة به؛ كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة).
ورعاية للايتام واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقارب، اما الدولة؛ فإنها لا تلجأ إلى الرعاية إلا عند الحاجة.
وقد درج المسلمون منذ عهودهن الأولى؛ على افتتاح الدور لرعاية للايتام، لتتولى المؤسسات الإسلامية العامة والخاصة؛ تربية للايتام ورعايتهن والإنفاق عليهن، ومساعدتهن على النمو الطبيعي، والحياة الإيجابية في المجتمع.
يقولون في كمبوديا: بأن يتيم الام أشبه بالبيت بلا سقف. ولكن مجتمعنا العربي المسلم والحمد لله؛ هو السقف الذي يظلل الأينام في بلادنا. وشاعرنا المتنبي يقول في هذا:
وأحسن وجه في الورى وجه محسن .. وأيمن كف فيهن كف منعم
سبحان الله و بحمده
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فإن الحديث عن أهمية التربية ودورها في إعداد المجتمع وحمايته ليس هذا مكانه ولا وقته، فالجميع يدرك أن التربية ضرورة ومطلب ملح أيًّا كان منطلقه وفلسفته التربوية، والمجتمعات كلها بأسرها تنادي اليوم بالتربية وتعنى بالتربية والحديث عنها، ولعلنا حين نتطلع إلى المكتبة نقرأ فيها من الكتب الغربية أكثر مما نقرأ فيها مما صدر عن مجتمعات المسلمين، مما يدل على أن التربية هنا مطلباً للجميع بغض النظر عن فلسفتهن التربوية وأولياتهن.
كل إنسان لديه إمكانات المدير والقائد غالباً، وما يعيقه عن تولي ذلك الأمر هو الشعور بالتواضع أو عدم الثقة بالنفس أو النقص في الخبرة، كما أن الفرص تتوالى من وقت لآخر لتولي زمام القيادة والإدارة ولكن نجد البعض يتلكأ عن ذلك؛ لأن المواقف هي التي تكشف مدى تمتعنا بالقيادة والإدارة . إن القيادة أو الإدارة تعني تولي المسؤولية، وهذا ليس بالأمر السهل، بل يتطلب جهداً كبيراً مقروناً بالإجهاد والضغط والتحدي المستمر الذي يجلب معها تحقيق الإنجاز والنجاح فمن هذا المنطلق اهتمت الدور بتوفير الدعم الفني والاستشارات والتعاقد مع الخبراء والمستشارين المتخصصين في هذا المجال من أجل إدخال البهجة والسرورعلى اليتيم لفقدانه للعاطفة والأمومة وواجه الحياة منفرداً فعركته الحياة مبكراً وعاش يتفاعل مع إحداثها بخبرة تصنعها تجربته القليلة الأولى هو بحاجة إلى من يعوضه عن الاغتراف الوجداني والفراغ العاطفي لكنه يجد أنه لايملك مايملكه الآخرون.
فإن الحديث عن أهمية التربية ودورها في إعداد المجتمع وحمايته ليس هذا مكانه ولا وقته، فالجميع يدرك أن التربية ضرورة ومطلب ملح أيًّا كان منطلقه وفلسفته التربوية، والمجتمعات كلها بأسرها تنادي اليوم بالتربية وتعنى بالتربية والحديث عنها، ولعلنا حين نتطلع إلى المكتبة نقرأ فيها من الكتب الغربية أكثر مما نقرأ فيها مما صدر عن مجتمعات المسلمين، مما يدل على أن التربية هنا مطلباً للجميع بغض النظر عن فلسفتهن التربوية وأولياتهن.
كل إنسان لديه إمكانات المدير والقائد غالباً، وما يعيقه عن تولي ذلك الأمر هو الشعور بالتواضع أو عدم الثقة بالنفس أو النقص في الخبرة، كما أن الفرص تتوالى من وقت لآخر لتولي زمام القيادة والإدارة ولكن نجد البعض يتلكأ عن ذلك؛ لأن المواقف هي التي تكشف مدى تمتعنا بالقيادة والإدارة . إن القيادة أو الإدارة تعني تولي المسؤولية، وهذا ليس بالأمر السهل، بل يتطلب جهداً كبيراً مقروناً بالإجهاد والضغط والتحدي المستمر الذي يجلب معها تحقيق الإنجاز والنجاح فمن هذا المنطلق اهتمت الدور بتوفير الدعم الفني والاستشارات والتعاقد مع الخبراء والمستشارين المتخصصين في هذا المجال من أجل إدخال البهجة والسرورعلى اليتيم لفقدانه للعاطفة والأمومة وواجه الحياة منفرداً فعركته الحياة مبكراً وعاش يتفاعل مع إحداثها بخبرة تصنعها تجربته القليلة الأولى هو بحاجة إلى من يعوضه عن الاغتراف الوجداني والفراغ العاطفي لكنه يجد أنه لايملك مايملكه الآخرون.
رعاية للأيتام:
اليتم:كلمة تنطق بالحرمان والألم والمعاناة في مختلف المراحل العمرية لمن قدر له إن يكون يتيما.
اليتـيم:معنى اليتم في اللغة: الانفراد، واليتيم تعني : الفرد، واليتم : فقدان الام.
اللقيط: بمعنى الملقط من اللقطة: ولفظة لقيط تدل على معناها أي الملقط من قبل شخص ما؛ عندماعثر عليه في مكان ما؛ لسبب ما مجهول. ولذا يسمى نبي الله موسى عليه السلام لقيطا؛ لأن أمه ألقت به في النهر خوفا عليه من آل فرعون، وعندما وجد التقط من قبلهن مجهولا لا يعرفون عنه شيئا قال تعالى {فالتقطه آل فرعون ليكون لهن عدوا وحزنا } طه .
ويعرّف الفقهاء اللقيط بأنه الفتاة المنبوذ المطروح المرمى به مجهول الأم والنسب.
مجهول النسب :إن مجهول النسب في حكم اليتيم لفقدهن لوالديهن، بل هن أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب لعدم معرفة قريب يلجئون إليه عند الضرورة. وعلى ذلك فإن من يكفل طفلا من مجهول النسب فإنه يدخل في الأجر المترتب على كفالة اليتيم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهنا شيئا) .كما أنهم : أطفال شاء الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يوجدوا في الحياة مجهول النسب دون أن يعرفوا من هن آباؤهن. أي أنهن ولدوا أو وجدوا في ظروف غامضة وغير معروفة تعذر معها معرفة إلى من ينتسبون.
ومجهول النسب الذي لا يعرف له أما ً ولا أباً وحرم من عطفهنا وحنانهنا ودفء الأسرة الطبيعية يعد يتيما أيضاً، بل حالته من أشد حالات اليتم لأن اليتيم في اللغة والاصطلاح هو من فقد أباه. أما مجهول النسب فهو الذي لا أب له ولا أم ولا أخ ولا أخت ولا قريب. وبالتالي لا حقوق نسب ولا نفقة ولا ميراث…
1- دور الأم البديلة:
ما اليتم..؟ ومن هو اليتيم.؟
اليتم في اللغة؛ هو الانفراد. فمن فقد أباه في الناس فهو يتيم، ولا يقال لمن فقد أمه يتيم؛ بل منقطع. اما من فقد أباه وأمه معاً؛ فهو (لطيم). وهذا التدرج في وصف الانفراد الذي هو اليتم؛ من اجل دلائل البلاغة في اللغة العربية؛ التي لا تجاريها فيها أي لغة أخرى. لأن لفظ (يتيم)؛ أخف وقعا على السمع من لفظ (منقطع)، لأنه يعبر عن حالة اخف من أخرى؛ كما إن (يتيم ومنقطع) أخف من (لطيم)؛ فماذا يعني (الانقطاع واللطم) إذن..؟
الانقطاع هو الانقسام والانفصال والفرقة. ولاشك إن من فقد أمه؛ فإن بؤسه اشد من فقده لوالده؛ ذلك إن دور إلام؛ يفوق دور الام في الحضانة والرعاية، وهذا يفسره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (.. أمك ثم أمك ثم أمك؛ ثم أبوك).
أما (اللطم)؛ فهو ضرب الخد والوجه حتى تتضح الحمرة، وفي هذا تعبير عن الحسرة واليأس وعمق الجراح، نتيجة فقد الام والأم معا. وهذه حالة أعظم من اليتم بفقد الام؛ والانقطاع بفقد الأم.
إن الولد لا يدعى يتيما بعد بلوغه ومقدرته على الاعتماد على نفسه، اما الجارية فهي يتيمة حتى يبنى بها. قال تعالى: (وآتوا اليالامى أموالهن). هذا؛ إذا آنستم منهن رشدا. وقد تلازمهن التسمية بعد ذلك (مجازا)، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يسمى يتيم أبي طالب، لأنه رباه.
وصورة اليتم في المجتمع؛ مكونة رئيسة في نسيجه العام منذ إن خلق الله الخلق، لأن النوازل والفواجع تَكِرّ كر الليالي والأيام ولا تتوقف، وما يخفف من قسوة الحالة وبشاعة الصورة؛ هو ذلك التكافل الاجتماعي التعاوني، الذي أرست قواعده الشريعة الإسلامية السمحة؛ فجاء تعزيز الأمر برعاية اليالامى وحفظ حقوقهن المشروعة؛ وتربيتهن وتهيئتهن للحياة؛ في القرآن الكريم في (23) مرة بلفظ؛ (اليتم واليتيم واليتيمة وللأيتام واليالامى). في (23) آية قرآنية. وتكرر ذكر ذلك في الحديث النبوي الشريف مرات كثيرة.
وما دام اليتم بهذه الصورة؛ ومكانته في المجتمع معروفة؛ فهذا المجتمع نفسه؛ يتحمل المسؤولية كاملة؛ بأن يتضامن أبناؤه ويتعاضدوا فيما بينهن، إفرادا وجماعات، حكاما أو محكومين؛ على اتخاذ كافة المواقف الايجابية التي تكفل رعاية للايتام، بدافع من شعور وجداني عميق، ينبع من أصل العقيدة الإسلامية، ليعيش اليتيم في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة هذا اليتيم؛ المنسجم معها في سيرها نحو تحقيق مجتمع أفضل.
إن وسائل التكافل الاجتماعي كثيرة، على إن أهمها علي الإطلاق؛ هو الإنفاق في وجوه الخير، فالشريعة الإسلامية حثت على هذه الدارالخيرية؛ وحذرت من الشح والبخل، وجعلت في أموال الموسرين والأغنياء حقا معلوما للفقراء واليالامى والمساكين.
فالرسول صلى الله عليه وسلم؛ حض على كفالة اليتيم، وأمر بوجوب رعايته، وبشر كفلاء اليتيم؛ أنهن إن أحسنوا إلى اليالامى؛ سيكونون معه في الجنة. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.. وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهنا) رواه البخاري.
وروى الإمام احمد وابن حبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من وضع يده على رأس يتيم رحمة به؛ كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة).
ورعاية للايتام واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقارب، اما الدولة؛ فإنها لا تلجأ إلى الرعاية إلا عند الحاجة.
وقد درج المسلمون منذ عهودهن الأولى؛ على افتتاح الدور لرعاية للايتام، لتتولى المؤسسات الإسلامية العامة والخاصة؛ تربية للايتام ورعايتهن والإنفاق عليهن، ومساعدتهن على النمو الطبيعي، والحياة الإيجابية في المجتمع.
يقولون في كمبوديا: بأن يتيم الام أشبه بالبيت بلا سقف. ولكن مجتمعنا العربي المسلم والحمد لله؛ هو السقف الذي يظلل الأينام في بلادنا. وشاعرنا المتنبي يقول في هذا:
وأحسن وجه في الورى وجه محسن .. وأيمن كف فيهن كف منعم
اليتم:كلمة تنطق بالحرمان والألم والمعاناة في مختلف المراحل العمرية لمن قدر له إن يكون يتيما.
اليتـيم:معنى اليتم في اللغة: الانفراد، واليتيم تعني : الفرد، واليتم : فقدان الام.
اللقيط: بمعنى الملقط من اللقطة: ولفظة لقيط تدل على معناها أي الملقط من قبل شخص ما؛ عندماعثر عليه في مكان ما؛ لسبب ما مجهول. ولذا يسمى نبي الله موسى عليه السلام لقيطا؛ لأن أمه ألقت به في النهر خوفا عليه من آل فرعون، وعندما وجد التقط من قبلهن مجهولا لا يعرفون عنه شيئا قال تعالى {فالتقطه آل فرعون ليكون لهن عدوا وحزنا } طه .
ويعرّف الفقهاء اللقيط بأنه الفتاة المنبوذ المطروح المرمى به مجهول الأم والنسب.
مجهول النسب :إن مجهول النسب في حكم اليتيم لفقدهن لوالديهن، بل هن أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب لعدم معرفة قريب يلجئون إليه عند الضرورة. وعلى ذلك فإن من يكفل طفلا من مجهول النسب فإنه يدخل في الأجر المترتب على كفالة اليتيم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهنا شيئا) .كما أنهم : أطفال شاء الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يوجدوا في الحياة مجهول النسب دون أن يعرفوا من هن آباؤهن. أي أنهن ولدوا أو وجدوا في ظروف غامضة وغير معروفة تعذر معها معرفة إلى من ينتسبون.
ومجهول النسب الذي لا يعرف له أما ً ولا أباً وحرم من عطفهنا وحنانهنا ودفء الأسرة الطبيعية يعد يتيما أيضاً، بل حالته من أشد حالات اليتم لأن اليتيم في اللغة والاصطلاح هو من فقد أباه. أما مجهول النسب فهو الذي لا أب له ولا أم ولا أخ ولا أخت ولا قريب. وبالتالي لا حقوق نسب ولا نفقة ولا ميراث…
1- دور الأم البديلة:
ما اليتم..؟ ومن هو اليتيم.؟
اليتم في اللغة؛ هو الانفراد. فمن فقد أباه في الناس فهو يتيم، ولا يقال لمن فقد أمه يتيم؛ بل منقطع. اما من فقد أباه وأمه معاً؛ فهو (لطيم). وهذا التدرج في وصف الانفراد الذي هو اليتم؛ من اجل دلائل البلاغة في اللغة العربية؛ التي لا تجاريها فيها أي لغة أخرى. لأن لفظ (يتيم)؛ أخف وقعا على السمع من لفظ (منقطع)، لأنه يعبر عن حالة اخف من أخرى؛ كما إن (يتيم ومنقطع) أخف من (لطيم)؛ فماذا يعني (الانقطاع واللطم) إذن..؟
الانقطاع هو الانقسام والانفصال والفرقة. ولاشك إن من فقد أمه؛ فإن بؤسه اشد من فقده لوالده؛ ذلك إن دور إلام؛ يفوق دور الام في الحضانة والرعاية، وهذا يفسره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (.. أمك ثم أمك ثم أمك؛ ثم أبوك).
أما (اللطم)؛ فهو ضرب الخد والوجه حتى تتضح الحمرة، وفي هذا تعبير عن الحسرة واليأس وعمق الجراح، نتيجة فقد الام والأم معا. وهذه حالة أعظم من اليتم بفقد الام؛ والانقطاع بفقد الأم.
إن الولد لا يدعى يتيما بعد بلوغه ومقدرته على الاعتماد على نفسه، اما الجارية فهي يتيمة حتى يبنى بها. قال تعالى: (وآتوا اليالامى أموالهن). هذا؛ إذا آنستم منهن رشدا. وقد تلازمهن التسمية بعد ذلك (مجازا)، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يسمى يتيم أبي طالب، لأنه رباه.
وصورة اليتم في المجتمع؛ مكونة رئيسة في نسيجه العام منذ إن خلق الله الخلق، لأن النوازل والفواجع تَكِرّ كر الليالي والأيام ولا تتوقف، وما يخفف من قسوة الحالة وبشاعة الصورة؛ هو ذلك التكافل الاجتماعي التعاوني، الذي أرست قواعده الشريعة الإسلامية السمحة؛ فجاء تعزيز الأمر برعاية اليالامى وحفظ حقوقهن المشروعة؛ وتربيتهن وتهيئتهن للحياة؛ في القرآن الكريم في (23) مرة بلفظ؛ (اليتم واليتيم واليتيمة وللأيتام واليالامى). في (23) آية قرآنية. وتكرر ذكر ذلك في الحديث النبوي الشريف مرات كثيرة.
وما دام اليتم بهذه الصورة؛ ومكانته في المجتمع معروفة؛ فهذا المجتمع نفسه؛ يتحمل المسؤولية كاملة؛ بأن يتضامن أبناؤه ويتعاضدوا فيما بينهن، إفرادا وجماعات، حكاما أو محكومين؛ على اتخاذ كافة المواقف الايجابية التي تكفل رعاية للايتام، بدافع من شعور وجداني عميق، ينبع من أصل العقيدة الإسلامية، ليعيش اليتيم في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة هذا اليتيم؛ المنسجم معها في سيرها نحو تحقيق مجتمع أفضل.
إن وسائل التكافل الاجتماعي كثيرة، على إن أهمها علي الإطلاق؛ هو الإنفاق في وجوه الخير، فالشريعة الإسلامية حثت على هذه الدارالخيرية؛ وحذرت من الشح والبخل، وجعلت في أموال الموسرين والأغنياء حقا معلوما للفقراء واليالامى والمساكين.
فالرسول صلى الله عليه وسلم؛ حض على كفالة اليتيم، وأمر بوجوب رعايته، وبشر كفلاء اليتيم؛ أنهن إن أحسنوا إلى اليالامى؛ سيكونون معه في الجنة. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.. وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهنا) رواه البخاري.
وروى الإمام احمد وابن حبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من وضع يده على رأس يتيم رحمة به؛ كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة).
ورعاية للايتام واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقارب، اما الدولة؛ فإنها لا تلجأ إلى الرعاية إلا عند الحاجة.
وقد درج المسلمون منذ عهودهن الأولى؛ على افتتاح الدور لرعاية للايتام، لتتولى المؤسسات الإسلامية العامة والخاصة؛ تربية للايتام ورعايتهن والإنفاق عليهن، ومساعدتهن على النمو الطبيعي، والحياة الإيجابية في المجتمع.
يقولون في كمبوديا: بأن يتيم الام أشبه بالبيت بلا سقف. ولكن مجتمعنا العربي المسلم والحمد لله؛ هو السقف الذي يظلل الأينام في بلادنا. وشاعرنا المتنبي يقول في هذا:
وأحسن وجه في الورى وجه محسن .. وأيمن كف فيهن كف منعم