الكاتب :فرد نيكولاس
كاتب واستشاري مستقلّ. مديرٌ تنفيذيّ سابق
سمعتُ هذه الأمثولة للمرة الأولى في بداية السبعينات، ومع انتشارها اليوم في أنحاء كثيرة فإن مؤلّفها الأوّل يبقى غير معروف. وأعتقد أنّ قوّة استمرارها ترجع إلى إلقائها الضوء على قضايا حيوية متنوّعة –ولو بدرجاتٍ متفاوتة من الوضوح- إذ تفيد هذه الأمثولة فائدةً عظيمةً في افتتاح وتوجيه النقاشات المستكشفة لجوانب الحياة والعمل في التنظيمات المختلفة. وتجسيداً لذلك تجد في نهاية القصة مجموعةً من الأسئلة التي يرجى منها التوصيل إلى مزيدٍ من الأسئلة!
الانطلاقة: شدّ عربتك إلى نجم!
كان هناك رجلٌ يدعى كلارينس لديه ضفدعٌ مدلّل اسمه فيليكس. كان يعيش عيشةً متواضعة في حدود الدخل البسيط الذي يجنيه من عمله بائعاً في أحد المتاجر الكبرى. ولكنّ حلم الثروة المحلّق بين النجوم لم يفارق رأسه يوماً ولا ساعة!…
في يومٍ من الأيام آتى الإصرار على الحلم ثماره ولمعت في رأسه فكرةٌ مذهلة، صاح مبتهجاً: فيليكس يا ضفدعي الغالي نحن أثرياء.. وأنت ستتعلّم الطيران!
طار صواب فيليكس رعباً وازداد وجهه الأخضر اخضراراً وهو يقول: لا يمكنني التحليق. تذكّر أنا ضفدع ولست عصفوراً..
لم يكن هذا الرد الذي ينتظره كلارينس، وبنبرةِ تعليمٍ وتأنيبٍ حكيمة وقاطعة كنبرة الطبيب قال للضفدع: إنّ موقفك التخاذليّ هذا كفيلٌ بتحقيق الفشل وإن لم يكن الفشل وارداً أصلاً. وأعتقد أن شيئاً من التدريب الخاص سيفيدك ويغيّرك للأفضل!
الإعداد دون علم.. والتطبيق دون فهم
مضى فيليكس إلى دورةٍ تدريبية مدتها ثلاثة أيام تعلّم فيها عن تطوّر الطيران، واستمع إلى عرضٍ مكثّف عن مبادئ الهندسة الأيروديناميكية وأشياء معقدة نفخت رأسه نفخاً، كما استمع إلى مقتطفات رائعة من سير أهمّ المغامرين والمبتكرين في عالم الطيران (ولأسبابٍ مفهومة لم يذكر فيها شيء عن سقوط إيكاروس ولا عباس بن فرناس).
وبعد التدريب، جاء دور التنفيذ المختلط بدروس التحليق العملية. كانت الفرحة تغمر كلارينس فلا يعرف كيف يمسك ضحكاته وكان الذعر يملأ فيليكس فلا يستطيع إمساك مثانته!..
وقفا معاً أمام البناية التي يسكنان، وقال كلارينس:
في بنايتنا هذه سبعة طوابق. ستبدأ يوم تحليقك الأوّل بالقفز من الأوّل. وفي اليوم الثاني ستقفز من الطابق الثاني وهكذا…
بعد كل قفزة سوف نحلّل أسلوب التنفيذ ونضع الملاحظات الرامية إلى اكتشاف الحركات والأوضاع الأشدّ فاعليةً في إنجاح الطيران، ونضع المقترحات التي ينبغي الأخذ بها عند تنفيذ القفزات التالية. ومع وصولنا بك إلى القفز من الطابق السابع فإنني واثقٌ كل الثقة من أنّك ستكون قادراً على التحليق كالطيور أو أفضل.
جادل الضفدع فيليكس دفاعاً عن حياته ولكنّ براهينه وتوسّلاته لم تلقَ أذناً مصغية. وقال كلارينس في نفسه: كما هو متوقّع! إنّ هذا الضفدع لا يدرك أهميّة المطلوب منه.. دماغه الصغير لا يرى الصورة الكاملة!
وهكذا امتدت يدا كلارينس ففتح النافذة وألقى فيليكس من نافذة الطابق الأوّل ليصل إلى الأرض ويصدر عن وصوله صوتُ ارتطامٍ مكتوم كحبّة طماطم مطبوخة.
مغامرةُ الاختراق لا تنتظر الفهم ولا الاتفاق
في اليوم الثاني، ومع بدء الاستعداد للقفز من الطابق الثاني، انطلق فيليكس بحماسةٍ أكبر في الدفاع عن حياته، ولكنّ كلارينس كان مستعداً كذلك! استلّ من جيبه الكتيّب الإرشاديّ "كيف تدير التغيير بفاعلية" وأشهر في وجه فيليكس المقطع الذي يقول: يجب أن لا تستغرب عزيزي المدير المجابهة بمقاومةٍ وتمنّع عندما تطلق أفكاراً ومشاريع ابتكاريةً تخالف المألوف. هذا أمرٌ طبيعي يجب أن لا يزعزع إيمانك برؤيتك ويعرقل تنفيذ خطتك.."
ودون تردّد أمسك بفيليكس وألقاه من النافذة. وبدا مجدداً أنّه لا يسمع صوت الارتطام المكتوم.
في اليوم التالي -يوم القفز من الطابق الثالث- جرّب فيليكس مهرباً آخر. إلغاء الفكرة مستحيل.. فلنحاول تأخيرها حتّى تموت الفكرة أو يموت صاحبها أو نموت نحن!.. وهكذا اقترح فيليكس تأجيل هذه المرحلة من المشروع تأجيلاً مدروساً إلى أن تتحسن أحوال الطقس وتصبح مثاليةً لتحقيق أفضل نتيجة…
لم يطل سرور فيليكس بحجّته العبقرية فقد كان كلارينس مستعداً أيضاً هذه المرة وأشهر في وجهه مخططاً زمنياً لمراحل الإنجاز وأشار إلى المرحلة الثالثة وهو يقول:
لا تقل لي إنّك تريد تجاوز جدول العمل! أنا متأكّد من أنّك لا تقصد، أليس كذلك؟
وتابع كلارينس تغذيته الراجعة حول أداء فيليكس ليفهمه أنّ تأجيل هذه المرحلة الثالثة لا يمكن في أي حالٍ من الأحوال إلاّ بشرطٍ واحد: أن يعوّض في اليوم التالي عن القفزة الفائتة فيقفز مرّتين!
وهكذا اقتنع فيليكس. ومع غمغمته الضفدعيةً المتذمّرة صعد إلى حافة النافذة وقفز.
مكرهٌ موظفك لا بطل..
ليس لنجاحكم أي أمل
بالرغم من كل الذعر الذي يملؤه، وبالرغم من الاعتراض والتذمر الذي يبديه، لم يكن فيليكس مضرباً عن المحاولة بكل ما أوتي من طاقة.
ففي اليوم الخامس كان بادياً لكل ذي عينين أنّه يجدّف في الهواء بأطرافه جميعاً وكأنّه غريقٌ يكافح، قبل أن يصل إلى الأرض ويصطدم بها اصطداماً مكتوماً كاصطدام كتلة عجينٍ على صفيح سيارة مسرعة.
وفي اليوم السادس جرّب أسلوب التدريب الذهني بالتخيّل visualization فارتدى كاباً أحمر كالذي يرتديه سوبرمان وركّز على ملء رأسه الصغير بخيالاتٍ سوبرمانية. لكن دون جدوى.
في اليوم السابع، كان فيليكس مستسلماً لقدره المحتوم. لم يعد يناقش، ولم يطلب الرحمة. اكتفى بالنظر إلى كلارينس في عينيه مباشرةً وقال له: تدرك أنّك تدفعني إلى حتفي، أليس كذلك؟
ردّ كلارينس على ذلك بالإشارة إلى أنّ أداء فيليكس حتى تلك اللحظة كان بعيداً كل البعد عن المستوى المطلوب للنجاح، كما أشار إلى فشله في تلبية أيّ من معالم الإنجاز المرحلية milestones …
ودون انتظار كلارينس حتّى يتمّ تقييم الأداء قال فيليكس بهدوء: اخرس وافتح النافذة.
قفز فيليكس واجتهد كل الاجتهاد في إصابةِ صخرةٍ صلدةٍ مسنّنةِ فقتل فوراً.
تلقّى كلارينس صفعةً مؤلمة. لقد فشل مشروعه في تحقيقِ أيٍ من الأهداف الجزئية المرسومة في الخطة. وضفدعه فيليكس لم يفشل في الطيران وحسب وإنما بدا عاجزاً عن التحكم في مسار هبوطه وسقط سقوطاً ***اً ككيس إسمنت دون أن يستفيد من إرشاد كلارينس: اهبط إلى الأرض بذكاء لا بقوّة!
لم يعد بيد كلارينس ما يفعله سوى إجراء مراجعةٍ تالية للتنفيذ العملي after-action-review ومحاولة الكشف عن مواطن الخلل. وهكذا بعد عودته إلى السجلات وتأمّله تأمّلاً عميقاً في البيانات، لمعت بارقة النور في رأسه وتمتم بشفتيه المبتسمتين:وجدتها! في المرة القادمة سأختار ضفدعاً أرفع ذكاءً وأفضل فهماً.
هل تريد رؤية ما تجب رؤيته؟
• كم كانت مطالب وطموحات كلارينس قادرةً على استخراج وتحريك طاقات فيليكس؟ وكيف كان يمكن تحقيق تلاؤمٍ وتوازٍ أفضل بين توقعات كلارينس ومقدرات فيليكس؟
• ما الذي جعل كلارينس يرسو بسرعةٍ على اختيار التدريب حلاً لمشكلته؟
• ما الدور الذي لعبه "تفاضل القوّة power differential" في تشكيل مسار الأحداث؟
• لماذا كان فيليكس يستجيب ويذعن، حتّى وهو يُساق إلى نهايته؟
• ما الذي أعمى كلارينس عن دوره في فشل محاولته تعليم فيليكس الطيران؟
• ما موهبة فيليكس التي كان يمكنها حقاً أن تجعلهما ثريّين ولكنّ كلارينس لم يكن يراها؟
منقول من مجلة عالم الإبداع
مع تحياتي
سبحان الله و بحمده
كاتب واستشاري مستقلّ. مديرٌ تنفيذيّ سابق
سمعتُ هذه الأمثولة للمرة الأولى في بداية السبعينات، ومع انتشارها اليوم في أنحاء كثيرة فإن مؤلّفها الأوّل يبقى غير معروف. وأعتقد أنّ قوّة استمرارها ترجع إلى إلقائها الضوء على قضايا حيوية متنوّعة –ولو بدرجاتٍ متفاوتة من الوضوح- إذ تفيد هذه الأمثولة فائدةً عظيمةً في افتتاح وتوجيه النقاشات المستكشفة لجوانب الحياة والعمل في التنظيمات المختلفة. وتجسيداً لذلك تجد في نهاية القصة مجموعةً من الأسئلة التي يرجى منها التوصيل إلى مزيدٍ من الأسئلة!
الانطلاقة: شدّ عربتك إلى نجم!
كان هناك رجلٌ يدعى كلارينس لديه ضفدعٌ مدلّل اسمه فيليكس. كان يعيش عيشةً متواضعة في حدود الدخل البسيط الذي يجنيه من عمله بائعاً في أحد المتاجر الكبرى. ولكنّ حلم الثروة المحلّق بين النجوم لم يفارق رأسه يوماً ولا ساعة!…
في يومٍ من الأيام آتى الإصرار على الحلم ثماره ولمعت في رأسه فكرةٌ مذهلة، صاح مبتهجاً: فيليكس يا ضفدعي الغالي نحن أثرياء.. وأنت ستتعلّم الطيران!
طار صواب فيليكس رعباً وازداد وجهه الأخضر اخضراراً وهو يقول: لا يمكنني التحليق. تذكّر أنا ضفدع ولست عصفوراً..
لم يكن هذا الرد الذي ينتظره كلارينس، وبنبرةِ تعليمٍ وتأنيبٍ حكيمة وقاطعة كنبرة الطبيب قال للضفدع: إنّ موقفك التخاذليّ هذا كفيلٌ بتحقيق الفشل وإن لم يكن الفشل وارداً أصلاً. وأعتقد أن شيئاً من التدريب الخاص سيفيدك ويغيّرك للأفضل!
الإعداد دون علم.. والتطبيق دون فهم
مضى فيليكس إلى دورةٍ تدريبية مدتها ثلاثة أيام تعلّم فيها عن تطوّر الطيران، واستمع إلى عرضٍ مكثّف عن مبادئ الهندسة الأيروديناميكية وأشياء معقدة نفخت رأسه نفخاً، كما استمع إلى مقتطفات رائعة من سير أهمّ المغامرين والمبتكرين في عالم الطيران (ولأسبابٍ مفهومة لم يذكر فيها شيء عن سقوط إيكاروس ولا عباس بن فرناس).
وبعد التدريب، جاء دور التنفيذ المختلط بدروس التحليق العملية. كانت الفرحة تغمر كلارينس فلا يعرف كيف يمسك ضحكاته وكان الذعر يملأ فيليكس فلا يستطيع إمساك مثانته!..
وقفا معاً أمام البناية التي يسكنان، وقال كلارينس:
في بنايتنا هذه سبعة طوابق. ستبدأ يوم تحليقك الأوّل بالقفز من الأوّل. وفي اليوم الثاني ستقفز من الطابق الثاني وهكذا…
بعد كل قفزة سوف نحلّل أسلوب التنفيذ ونضع الملاحظات الرامية إلى اكتشاف الحركات والأوضاع الأشدّ فاعليةً في إنجاح الطيران، ونضع المقترحات التي ينبغي الأخذ بها عند تنفيذ القفزات التالية. ومع وصولنا بك إلى القفز من الطابق السابع فإنني واثقٌ كل الثقة من أنّك ستكون قادراً على التحليق كالطيور أو أفضل.
جادل الضفدع فيليكس دفاعاً عن حياته ولكنّ براهينه وتوسّلاته لم تلقَ أذناً مصغية. وقال كلارينس في نفسه: كما هو متوقّع! إنّ هذا الضفدع لا يدرك أهميّة المطلوب منه.. دماغه الصغير لا يرى الصورة الكاملة!
وهكذا امتدت يدا كلارينس ففتح النافذة وألقى فيليكس من نافذة الطابق الأوّل ليصل إلى الأرض ويصدر عن وصوله صوتُ ارتطامٍ مكتوم كحبّة طماطم مطبوخة.
مغامرةُ الاختراق لا تنتظر الفهم ولا الاتفاق
في اليوم الثاني، ومع بدء الاستعداد للقفز من الطابق الثاني، انطلق فيليكس بحماسةٍ أكبر في الدفاع عن حياته، ولكنّ كلارينس كان مستعداً كذلك! استلّ من جيبه الكتيّب الإرشاديّ "كيف تدير التغيير بفاعلية" وأشهر في وجه فيليكس المقطع الذي يقول: يجب أن لا تستغرب عزيزي المدير المجابهة بمقاومةٍ وتمنّع عندما تطلق أفكاراً ومشاريع ابتكاريةً تخالف المألوف. هذا أمرٌ طبيعي يجب أن لا يزعزع إيمانك برؤيتك ويعرقل تنفيذ خطتك.."
ودون تردّد أمسك بفيليكس وألقاه من النافذة. وبدا مجدداً أنّه لا يسمع صوت الارتطام المكتوم.
في اليوم التالي -يوم القفز من الطابق الثالث- جرّب فيليكس مهرباً آخر. إلغاء الفكرة مستحيل.. فلنحاول تأخيرها حتّى تموت الفكرة أو يموت صاحبها أو نموت نحن!.. وهكذا اقترح فيليكس تأجيل هذه المرحلة من المشروع تأجيلاً مدروساً إلى أن تتحسن أحوال الطقس وتصبح مثاليةً لتحقيق أفضل نتيجة…
لم يطل سرور فيليكس بحجّته العبقرية فقد كان كلارينس مستعداً أيضاً هذه المرة وأشهر في وجهه مخططاً زمنياً لمراحل الإنجاز وأشار إلى المرحلة الثالثة وهو يقول:
لا تقل لي إنّك تريد تجاوز جدول العمل! أنا متأكّد من أنّك لا تقصد، أليس كذلك؟
وتابع كلارينس تغذيته الراجعة حول أداء فيليكس ليفهمه أنّ تأجيل هذه المرحلة الثالثة لا يمكن في أي حالٍ من الأحوال إلاّ بشرطٍ واحد: أن يعوّض في اليوم التالي عن القفزة الفائتة فيقفز مرّتين!
وهكذا اقتنع فيليكس. ومع غمغمته الضفدعيةً المتذمّرة صعد إلى حافة النافذة وقفز.
مكرهٌ موظفك لا بطل..
ليس لنجاحكم أي أمل
بالرغم من كل الذعر الذي يملؤه، وبالرغم من الاعتراض والتذمر الذي يبديه، لم يكن فيليكس مضرباً عن المحاولة بكل ما أوتي من طاقة.
ففي اليوم الخامس كان بادياً لكل ذي عينين أنّه يجدّف في الهواء بأطرافه جميعاً وكأنّه غريقٌ يكافح، قبل أن يصل إلى الأرض ويصطدم بها اصطداماً مكتوماً كاصطدام كتلة عجينٍ على صفيح سيارة مسرعة.
وفي اليوم السادس جرّب أسلوب التدريب الذهني بالتخيّل visualization فارتدى كاباً أحمر كالذي يرتديه سوبرمان وركّز على ملء رأسه الصغير بخيالاتٍ سوبرمانية. لكن دون جدوى.
في اليوم السابع، كان فيليكس مستسلماً لقدره المحتوم. لم يعد يناقش، ولم يطلب الرحمة. اكتفى بالنظر إلى كلارينس في عينيه مباشرةً وقال له: تدرك أنّك تدفعني إلى حتفي، أليس كذلك؟
ردّ كلارينس على ذلك بالإشارة إلى أنّ أداء فيليكس حتى تلك اللحظة كان بعيداً كل البعد عن المستوى المطلوب للنجاح، كما أشار إلى فشله في تلبية أيّ من معالم الإنجاز المرحلية milestones …
ودون انتظار كلارينس حتّى يتمّ تقييم الأداء قال فيليكس بهدوء: اخرس وافتح النافذة.
قفز فيليكس واجتهد كل الاجتهاد في إصابةِ صخرةٍ صلدةٍ مسنّنةِ فقتل فوراً.
تلقّى كلارينس صفعةً مؤلمة. لقد فشل مشروعه في تحقيقِ أيٍ من الأهداف الجزئية المرسومة في الخطة. وضفدعه فيليكس لم يفشل في الطيران وحسب وإنما بدا عاجزاً عن التحكم في مسار هبوطه وسقط سقوطاً ***اً ككيس إسمنت دون أن يستفيد من إرشاد كلارينس: اهبط إلى الأرض بذكاء لا بقوّة!
لم يعد بيد كلارينس ما يفعله سوى إجراء مراجعةٍ تالية للتنفيذ العملي after-action-review ومحاولة الكشف عن مواطن الخلل. وهكذا بعد عودته إلى السجلات وتأمّله تأمّلاً عميقاً في البيانات، لمعت بارقة النور في رأسه وتمتم بشفتيه المبتسمتين:وجدتها! في المرة القادمة سأختار ضفدعاً أرفع ذكاءً وأفضل فهماً.
هل تريد رؤية ما تجب رؤيته؟
• كم كانت مطالب وطموحات كلارينس قادرةً على استخراج وتحريك طاقات فيليكس؟ وكيف كان يمكن تحقيق تلاؤمٍ وتوازٍ أفضل بين توقعات كلارينس ومقدرات فيليكس؟
• ما الذي جعل كلارينس يرسو بسرعةٍ على اختيار التدريب حلاً لمشكلته؟
• ما الدور الذي لعبه "تفاضل القوّة power differential" في تشكيل مسار الأحداث؟
• لماذا كان فيليكس يستجيب ويذعن، حتّى وهو يُساق إلى نهايته؟
• ما الذي أعمى كلارينس عن دوره في فشل محاولته تعليم فيليكس الطيران؟
• ما موهبة فيليكس التي كان يمكنها حقاً أن تجعلهما ثريّين ولكنّ كلارينس لم يكن يراها؟
منقول من مجلة عالم الإبداع
مع تحياتي