بقلم
علي هادي الطريسي
ـ
الجودة الإلهية
ما أجمل الحديث عن الله سبحانه وتعالى وما ألذه ، وما أبهى الألفاظ عند استعمالها في الثناء للخالق جل شأنه .
بدأ الخلق من الله تعالى ثم يعود إليه ، قال تعالى ((وهو الذي بدأ الخلق ثم يعيده ..)) .
عندما تذكر الجودة ، تنصرف مفاهيم البعض إلى الجودة في المنتجات الصناعية أو التجارية فقط .
والمتأمل ولو للحظات يسيرة ، يدرك أن الجودة أبعد من ذلك وأوسع .
فهي تشمل جميع النواحي الحياتية الأخرى للإنسان ، بل ويتعدى مفهومها إلى دقة خلق الخلق وإتقان صنع الله عز وجل في مخلوقاته.
وإن صح لي ، إطلاق عبارة ( الجودة الإلهية ) فإنما هو انطلاقاً من وصف الله تعالى لنفسه بالإتقان ( صنع الله الذي أتقن كل شي) واستنتاجاً لجودة المخلوقات،ودقة الإحكام الواضح للعيان والأفهام .
فالجودة الإلهية هي: التجويد والإتقان في المصنوع أو المخلوق من قبل الله تعالى، محققاً الأهداف التي تم الخلق من أجلها.
فلو تأملنا في خلق الإنسان مثلاً ، لوجدنا الجودة بأسمى معانيها ، جودةً تليق بجلال الله وعظمة صنعه ،إنها جودة تخلو من العيوب، ولا تحتاج إلى التحسين .
فكل جزء في الإنسان ، يعتبر عالم عجيب بذاته، يحقق الهدف الذي خلق من أجله ، فعملية البصر مثلا، من حيث الوظيفة والتركيب ،لها فائدتها وطريقتها ومكانها الخاص ، تختلف تماماً عن الأجزاء الأخرى كالسمع والأطراف وغيرها من الأجزاء الأساسية التكاملية في جسم الإنسان .
وإن كان هناك من يدعي في كفاف البصر أو اختلال العقل عيباً في هذا المخلوق ، فإنما ذلك لحكمة إلهية خفية ، أو اختبار لإيمان ذلك الشخص ، أو عقوبة له ،أو لكف أذاه وشره عن الخلق ،والكل يدرك أن في الأجزاء الأخرى منافع عظيمة
كما في قوله تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون) فتعتبر عبادة التبصر والتفكر في المخلوقات التي خلقها الله تعالى، كخلق السموات والأرض، والشمس والقمر وغيرها من المخلوقات الأخرى ، من العبادات العظيمة التي تدل على عظمة خالقها تعالى.
ويعتبر الإصلاح وإتقان الأعمال ،من المناهج التي كان يتصف بها الرسول الكريم في توصيل رسالته السماوية ، ودعوته للبشرية في تمثلها في سائر العبادات والمعاملات ،حتى أصبحت الأعمال المتقنة؛قربة لله عز وجل ،
كما بين ذلك الرسول عليه السلام في قوله (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)) وقوله (( إن الله كتب الإحسان على كل شئ..)) أي: كتب الإتقان ؛ إذاً فالناظر في الأوامر التشريعية يجدها تدعو وتحث على الإتقان والتحسين ، من خلال القدرات والإمكانيات البشرية المتاحة.
فأصبح النظر والتأمل في الإبداع والإتقان الإلهي ، ملهماً للبشرية في صنع بعض الصناعات والاختراعات الحديثة كالطائرات والرادار والكاميرا .
ختاماً،ألا يتوجب علينا أن نكون خير أمة لخير خالق ،يزيدنا التفكر في مخلوقاته تعالى إيماناً ويقيناً.
نسأل الله العظيم أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه ،،،
سبحان الله و بحمده
علي هادي الطريسي
الجودة الإلهية
ما أجمل الحديث عن الله سبحانه وتعالى وما ألذه ، وما أبهى الألفاظ عند استعمالها في الثناء للخالق جل شأنه .
بدأ الخلق من الله تعالى ثم يعود إليه ، قال تعالى ((وهو الذي بدأ الخلق ثم يعيده ..)) .
عندما تذكر الجودة ، تنصرف مفاهيم البعض إلى الجودة في المنتجات الصناعية أو التجارية فقط .
والمتأمل ولو للحظات يسيرة ، يدرك أن الجودة أبعد من ذلك وأوسع .
فهي تشمل جميع النواحي الحياتية الأخرى للإنسان ، بل ويتعدى مفهومها إلى دقة خلق الخلق وإتقان صنع الله عز وجل في مخلوقاته.
وإن صح لي ، إطلاق عبارة ( الجودة الإلهية ) فإنما هو انطلاقاً من وصف الله تعالى لنفسه بالإتقان ( صنع الله الذي أتقن كل شي) واستنتاجاً لجودة المخلوقات،ودقة الإحكام الواضح للعيان والأفهام .
فالجودة الإلهية هي: التجويد والإتقان في المصنوع أو المخلوق من قبل الله تعالى، محققاً الأهداف التي تم الخلق من أجلها.
فلو تأملنا في خلق الإنسان مثلاً ، لوجدنا الجودة بأسمى معانيها ، جودةً تليق بجلال الله وعظمة صنعه ،إنها جودة تخلو من العيوب، ولا تحتاج إلى التحسين .
فكل جزء في الإنسان ، يعتبر عالم عجيب بذاته، يحقق الهدف الذي خلق من أجله ، فعملية البصر مثلا، من حيث الوظيفة والتركيب ،لها فائدتها وطريقتها ومكانها الخاص ، تختلف تماماً عن الأجزاء الأخرى كالسمع والأطراف وغيرها من الأجزاء الأساسية التكاملية في جسم الإنسان .
وإن كان هناك من يدعي في كفاف البصر أو اختلال العقل عيباً في هذا المخلوق ، فإنما ذلك لحكمة إلهية خفية ، أو اختبار لإيمان ذلك الشخص ، أو عقوبة له ،أو لكف أذاه وشره عن الخلق ،والكل يدرك أن في الأجزاء الأخرى منافع عظيمة
كما في قوله تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون) فتعتبر عبادة التبصر والتفكر في المخلوقات التي خلقها الله تعالى، كخلق السموات والأرض، والشمس والقمر وغيرها من المخلوقات الأخرى ، من العبادات العظيمة التي تدل على عظمة خالقها تعالى.
ويعتبر الإصلاح وإتقان الأعمال ،من المناهج التي كان يتصف بها الرسول الكريم في توصيل رسالته السماوية ، ودعوته للبشرية في تمثلها في سائر العبادات والمعاملات ،حتى أصبحت الأعمال المتقنة؛قربة لله عز وجل ،
كما بين ذلك الرسول عليه السلام في قوله (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)) وقوله (( إن الله كتب الإحسان على كل شئ..)) أي: كتب الإتقان ؛ إذاً فالناظر في الأوامر التشريعية يجدها تدعو وتحث على الإتقان والتحسين ، من خلال القدرات والإمكانيات البشرية المتاحة.
فأصبح النظر والتأمل في الإبداع والإتقان الإلهي ، ملهماً للبشرية في صنع بعض الصناعات والاختراعات الحديثة كالطائرات والرادار والكاميرا .
ختاماً،ألا يتوجب علينا أن نكون خير أمة لخير خالق ،يزيدنا التفكر في مخلوقاته تعالى إيماناً ويقيناً.
نسأل الله العظيم أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه ،،،