تخطى إلى المحتوى

حوار بين طالبتين

  • بواسطة

حوار بين طالبتين عن القلب
القلب :
حوار طالبتين
ستؤدي هذا الحوار طالبتان فقط .

وهو حوار بين شخص وقلبه .. حاولي استعارة مجسم قلب من معلمة المدرسة وضعي طاولة وعليها القلب .. تسير الفتاة وتدور حول القلب وهي تنظر إليه في تعجب وأسى ثم تقف ليبدأ الحوار .. حاولي وضع ورقة الحوار على الطاولة حتى تقرأ الطالبة منها لأنه سيصعب الحفظ عليها وتختفي الطالبة الأخرى عن الأنظار بحيث يسمع صوتها خلال المكبر وتتحدث بلسان القلب .

الطالبة .. أنت أيتها المضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريبة ليتني أفهمك أو أعرف سرك .

القلب .. أي سر أيتها الفتاة .. آه .. أي سرٍ هذا الذي تتحدثين عنه فما أنا بصاحب أسرار .
الطالبة .. أيها القلب أو لست سبب صلاح المرء وفساده أو لست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار .

القلب .. نعم . قد أكون سبب شقائك وسعادتك وصلاحك وفسادك بعد إرادة الله عز وجل ولكن اعلمي يقيناً أنني لست الملوم الوحيد في ذلك فأنت لك اليد الأولى في ذلك .
الطالبة .. كفاك مراء وهراء يا قلبي إنك بلا شك قلب فاسد جداً. لا أقول حجراً فربما كان الحجر ألين منك وأرق أما تخاف الله عز وجل أما تخشاه .. إيه فقد اشقيتني وأقلقتني .
القلب .. اسمعي أنت أراك قد أكثرت على اللوم وبدأت تنهرين .. رويدك فقد أكون قاسياً فعلاً ولكن .

الطالبة .. دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك وأشكو قسوتك إلى الله هو يفصل بيننا .

القلب .. عجباً لك إنك أنانية تحاولين دائماً تبرئة نفسك وتلقين اللوم والذنب على غيرك وكأنك لم تعملي شيئاً . لذلك فأنت تقاطعيني في الكلامي .

الطالبة .. أقاطعك ، وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه .

القلب .. يا سبحان الله . عجيب إنك تثرثرين بسرعة وقد برأت نفسك وجعلتيني المتهم الأول والأخير إنك تحاولين مخادعة نفسك .

الطالبة .. أيها القلب . كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان فأنا أفهمك .

القلب .. أنت تفهمين ؟! أو مثلك يفهم ؟!

الطالبة .. أعلم أنك تحاول إثارة أعصابي ببرودك هذا .

القلب .. معاكي لا أكون بارداً وأنا متأكد مما أقول .

الطالبة .. عجباً من شدة أفكارك فكل كلمة من كلماتك تزيك قسوة وغفلة وإعراضاً .

القلب .. والله ما زاد قلبي قسوة إلا من جراء أفعالك .

الطالبة .. هراء .. أنا أجبرتك لتكون قاسياً .

القلب .. أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا إلا جزء في هذا الجسد الذي ينغمس في نعم الله وما شكره على ذلك طرفة عين . أنت التي تسيرين بي إلى ما حرم الله . إن سرتِ سرت معك . لا أذهب وحدي أبداً أليس هذا صحيح .

الطالبة .. يهتز صوتها . نعم ..آ .. آ.. ولكن ..

القلب .. ولكن ماذا .. أ لديك ما تقولين ؟! مثلك يجب أن يطأطئ رأسه .. ما أجرأك على حدود الله إني أشكوك إليه تعالى .

الطالبة .. تمهل أيها القلب !!

القلب .. أو مثلك يستحق التمهل .. وإن تمهلت فإلى متى ؟! لقد سئمت .. لقد مللت .. أجل سئمت الذنوب تحرقني .. سئمت المعاصي توجعني . أخبريني هل بحثت عني يوماً وأنت إلى الصلاة ذاهبة هل حاولت استحضاري معك ؟! أم أنك أهملتني وركلتيني بكلتي قدميك .. تقرأين القرآن ولستُ معك .. ما أتعبت نفسك في البحث عني .. وحتماً ستجدينني وقريب منك جداً ولكنك قد غفلت وأهملت أليس هذا هو الحق الذي تتعامين عنه ؟!!

الطالبة .. أجل .. آ.. آ ولكنك .

القلب .. ولكنني ماذا ، ألا أزال لديك ما تقولينه .. قولي لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل ألححت يوماً على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟ هل بكيت يوماً حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ، أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لا هم لك إلا مطعمك ومشربك بهيمة في مسلاخ بشر . ناسيه أو متناسيه أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .

الطالبة .. رويدك أيها القلب (( بصوت متزعزع ))

القلب .. ولماذا لم تتمهلي أنت قليلاً في البداية .. نزلت علي ّ كالسيل الجارف أو البرق الخاطف .. ولم تنظري مني الرد أو تسمعي مني إجابة . إنك حقاً متعجرفة عجولة تفكرين في نفسك دائماً .

ثم اعلمي أنك لم تحاولي أن تعلقينني بربي عز وجل .. بل تعلقينني دائماً بغير ربي فيزيد قلبي قسوة وتغلظ على الغشاوة ، ركضت وراء الدنيا متجاهلة صراخي وآهاتي وأنيني غفلتِ عن ذكر الله عز وجل فعشت في وحشة وغربة . وبعد كل ذلك تقولين رويدك !!

الطالبة .. وقد جعلت رأسها إلى الأرض خجلاً وندماً .

قلبي الحبيب .. إني مخطئة .. أرجوك سامحني .. وأعدك ألا أعود لمثل هذا مرة أخرى .. وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي .. لقد علمت جهلي وإعراضي .. سامحني … سامحني .. ثم ترتل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.

لابد أيتها المعلمة من مراعاة أسلوب الحوار .. قد تكون هذه الفقرة طويلة نوعاً ما .. لذا تكتفي بها مع آيات قرآنية في البداية وقبسات من أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم ثم مقدمة للحوار أظنها فكرة طبية .. ولاشك أن باستطاعتك تطويرها أو ابتكار وسيلة أفضل منها .. وأفكار على منوالها .

لن أعرض لك مشاهد أكثر .. لأن المقام سيطول .. لأن هناك مشاهد كثيرة مختصرة وسريعة حاولي التفكير الجاد في تأليف مشهد هادف أو حوار مؤثر .. يمكنك الاستعانة بكثير من الطالبات اللاتي لديهن مواهب الكتابة والتأليف والابتكار وستتفاجئين بكم هائل من الأفكار والمقترحات الجيد .

لكن حاولي بقدر المستطاع أن تكون هذه المشاهد هادفة وقصيرة في نفس الوقت وذلك لأن الإطالة ربما تكون مملة .


سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.