تخطى إلى المحتوى

رفض تعليمات أو أوامر المعلم

  • بواسطة

1- لمحه توضيحية :

يميل عدد من التلاميذ في عدد من المناسبات الصفية وخاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى عدم تنفيذ ما يقوله المعلم أو ما يطلبه منهم فردياً أو جماعياً ، وذلك إما بتجاهل أوامره أو بمعارضتهم لها لفظياً بمواجهته أو مصادمته . ولما كانت تعليمات المعلم أو أوامره تخص عادة ناحية دراسية أو نظاماً هاماً لروتين الفصل وجوه العام ، فإن مخالفة أفراد التلاميذ لها وعدم تنفيذهم لمتطلباتها يؤدي في أغلب الأحوال إلى نتائج سلبيه دراسية تتعلق بالتعلم والتعليم ، واجتماعية تتمثل في علاقات المعلم مع الفصل وأفراد التلاميذ بعضهم مع بعض .

2- مظاهر السلوك :

يبدو رفض تعليمات وأوامر المعلم في الأساليب السلوكية التالية :

· تجاهل التلميذ التعليمات أو أوامر المعلم بعدم الرد أو التعليق ثم عدم التنفيذ .

· رد التلميذ على المعلم بألفاظ سلبية تعارض تعليماته وتؤكد عدم طاعة التلميذ لها.

· تنفيذ التلميذ (في الحالات المتطرفة) عكس ما يطلبه المعلم في تعليماته وأوامره .

3- المنبهات (العوامل)المحتملة : قد ترجع عوامل رفض التلميذ لتعليمات أو أوامر المعلم إلى ما يلي :

كون المعلم غير مؤثر الشخصية في الفصل بسبب :

o عدم جده أو إخلاصه في التدريس حيث يفقده هذا احترام وطاعة نفر لابأس به من التلاميذ إن لم يكن معظمهم .

o طبيعته غير الجادة في التفاعل مع التلاميذ ومعاملتهم ، حيث تسودها النكتة والتساهل غير المناسبين .

o محاباته لبعض التلاميذ ومعاملته غير العادلة للبعض الآخر .

o ضعفه العام في مادة تدريسه أو أسلوبه التعليمي أو شخصيته .

– كون المعلم غير محبوب من قبل التلميذ ، لصفة في مظهره أو شكله أو طريقة حديثه .

– عدم رغبة التلميذ في المادة الدراسية لصعوبتها جزئياً أو كلياً لديه أو عدم أهميتها في حياته ، حيث يفقدها ذلك في الحالتين إهتمامه بها ويضعف لديه حوافز تعلمها .

– خبرة التلميذ لمشكلة أسرية أو شخصية أو عدم استطاعته التنفيس عنها بسلوك ومناسبات أخرى غير الفصل والمعلم .

4- الحلول الإجرائية المقترحة :

قد يتغلب المعلم على مشكلة رفض البعض لتعليماته وأوامره الصفية ، بمراعاته للإقتراحات والحلول التالية :

· إخلاصه في التدريس نظاماً وتطبيقاً وذلك بدخوله وخروجه من الحصة في مواعيدها ، وحرصه على استغلال الوقت بما يفيد تعلم التلاميذ ونمو شخصياتهم . ويجب أن لا يستغرب المعلم بأن إعراض البعض عنه وتعاونهم في تنفيذ أوامره – حتى في الفصل الأول الابتدائي ، يرجع أحياناً إلى شعور هؤلاء بعدم إخلاصه أو جدّه العام في التدريس وفقدانهم بالتالي المبرر لسماعه أو احترام سلطته .

· اتصافه بالاتزان والمر ونه البناءة في تعليمه ومعاملته للتلاميذ ، بمعنى لا يكن ليناً فيعصر أو قاسياً فيكسر ، ويغني عن القول هان بأن التعليم ، يلزمه المرونة والحزم والتساهل والنكته والحرص كلاً في وقته ومناسبته ونوع تلاميذه .

· تحلّية بالموضوعية والعدل في معاملته مع أفراد تلاميذه . إن كل تلميذ في مدارسنا إنسان نامٍ له حقوق وواجبات ، وإن أبسطها وأكثرها مباشرة هو حقه الطبيعي في وقت الحصة . فإذا كان لدى المعلم على سبيل المثال 20 تلميذاً فإن معدل حقه من الوقت وانتباه المعلم له يبلغ حوالي دقيقتين ( باعتبار الحصة الدراسية تساوي 45 د ) وإن حرمان المعلم لأي تلميذ من هذا الحق هو في الواقع سلوك غير تربوي أو إنساني ، مهما كانت الأسباب والمبررات منتجاً لدى أفراد التلاميذ في حالة حدوثه الشعور بالغبن وعدم المساواة والمقاومة التلقائية لما يقوله المعلم أو يعمله .

· تحضيره لمادة تدريسه واطلاعه المستمر على الجديد من الأساليب التعليمية في تخصصه ، واشتراكه كلما أمكن ذلك في الدورات التدريبية المناسبة التي تنظمها الجهات التربوية الرسمية عادة . قد يضفي هذا على شخصيته التدريسية نوعاً من القوة والتأثير تجذب معهما احترام التلاميذ له وانتباههم إليه ، و تتجسد الإجراءات التعديلية أعلاه في مبدأين تطبيقيين يراعيهما المعلم للمساعدة على جعل شخصيته مؤثرة وهما : إزالة الظروف غير المرغوبة وتغيير منبهات السلوك السلبية – بإدخال أخرى إيجابية ؛ بالإضافة إلى اعتماده بالطبع على وسائل ومبادئ علاجية أخرى كالعلاج الموجه الواقعي والإنساني والجشتالتي والاجتماعي لتغيير سلوكه أو بعض صفاته ، ولتكوين شخصية تربوية إنسانية .

· مقابلته التلميذ والتعرف على أسباب معارضته له أو ميوله السلبية تجاهه ( مع مراعاة المعلم للأمانة والإنسانية والموضوعية في إجرائه للمقابلة مع التلميذ ليتمكن من الوصول إلى الأسباب الحقيقية للمشكلة ). فإذا تبين بأن السبب يرجع إلى صفة في شخصيته ، عندئذ يتحتم منه المحاولة الذاتية المخلصة لتعديل ذلك للتغلب على مشاعر التلميذ السلبية ، ولتكوين قبول نفسي للمعلم وسلطته ومسؤولياته .

· مقابلته التلميذ والتعرف على أسباب مخالفته لتعليماته وأوامره ، وإذا تبين أن منبه (سبب) ذلك هو عدم رغبته في المادة الدراسية لصعوبتها أو لشعوره بعدم أهميتها لحياته ، حينئذ يعمد المعلم إلى إجراء مايلي :

§ تحديد مواطن الصعوبة في المادة الدراسية واستجابة المعلم لها تربوياً وإنسانياً . وفي الغالب ، ينتج التلميذ بصعوبة المادة من عدم استيعابه لبعض المفاهيم والمبادئ الأساسية التي تخص ناحية أو مرحلة منها ؛ وعليه تكون قدرته الإدراكية لما يليها من مفاهيم ومعلومات مشوشة ومحدودة وعاجزة عن التعميم من موقف لآخر أو من مهمة إلى أخرى . ما يجب على المعلم مبدئياً عمله في هذه الحالة هو تعليم التلميذ للمفاهيم والمبادئ التي يفتقدها أو لديه معرفة غير مكتملة لها ، ثم تدريبه على استعمالها في مواقف مشابهه ومختلفة لتنمية قدرته التعميمية والتطبيقية .

§ إقناع التلميذ بأسلوب انساني وأمثلة واقعية ومنطقية بفائدة المادة الدراسية في حياته الشخصية والوظيفية ، وفائدة قيامه بالأنشطة المتعلقة بها والتي يطلبها عادة المعلم .

§ مقابلة المعلم للتلميذ والتعرف على مشكلته الأسرية أو الشخصية ومدى علاقة ذلك بسلوكه الصفي الحالي ، ثم الإستجابة لها بما يناسب طبيعتها ومتطلباتها التربوية والإنسانية


سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.