الرسم لغة معرفية
ـــــــــــــــــــــــ
يرغب الأطفال جميعاً في التعبير عن أنفسهم بأساليب التشكيل المختلفة. وهم قادرون مبدئياً على ذلك بغض النظر عن أعمارهم شرط توفر إمكانات هذا التعبير دون تضييق أو وصاية أو استهانة من الكبار. ويجب الانتباه خاصة إلى أن الأطفال الموهوبين ليسوا وحدهم المعنيين بهذه العناية. فعندما يرسم الطفل خطوطاً ودوائر وأشكالاً غريبة إنما يقوم ببناء محاكماته الخاصة وفق خبرته الخاصة. وأحياناً يرغب في قول عواطف معينة وانفعالات خاصة. من هنا يمكن القول إن الرسم هو لغة معرفية خاصة عند الأطفال.
وهي بذلك تشكل تعبيراً عن نفسه أكثر منها وسيلة إبداعية. لذلك يجب اعتبار فن الطفل سجلاً شخصياً له يعكس انطباعاته. وبالتالي يجب أن لا نصحح له رسومه وفق ما نراه نحن الكبار. كما أن الطفل يعبر بالرسم عن علاقته بالأشياء المحيطة به، عن وجهة نظره بها، عن معرفته بها. ولا يهتم بتسجيل ما تراه عينه. وهو أمر يتغير مع نمو الطفل ليبدأ بصره بالسيطرة على رسومه. وهذا ما يجعل من تقييم رسوم الأطفال وفق معيار مدى مطابقتها للطبيعة في الشكل أو اللون هو أمر خاطئ. فقد تكون النسب الخاطئة في لوحة الطفل هي التعبير الدقيق عن خبرته عاطفته تجاه ما يرسم.
من ناحية أخرى تشكل الجوائز والمكافآت التي تقدم بهدف تحفيز الطفل على الرسم غير مناسبة من هذه الزاوية. فهي تدفع الطفل إلى التخلي عن تلقائيته وتعبيره عن نفسه لصالح الإجادة الفنية.
ويظهر الأطفال تطورات مختلفة في تعاملهم مع الرسم بالارتباط مع سنهم. فهم يرسمون خطوطاً غير منتظمة في عمر السنتين. وتتطور تلك الخطوط إلى دوائر في عمر الثلاث سنوات. أما في العمر بين أربع سنوات وسبع فهم يبحثون عن الرموز المحملة بالخبرة الواقعية حول محيطهم. وتكون النقلة الأهم لنظرة الطفل هي في عمر الحادية عشرة حيث تبدأ مرحلة التعبير الواقعي وتبدأ القدرات الخاصة في الظهور. هنا نستطيع أن نميز بسهولة الأطفال الموهوبين في الناحية الفنية.
فيما يخص دور المشرف الفني من المهم ألا يقتصر دوره على تهيئة الخامات الأولية للطفل. بل عليه تحفيز التذوق الفني بمختلف الطرق كالفانوس السحري وزيارة المعارض والمتاحف ونشر نسخ من روائع الأعمال الفنية في أماكن تجمع الأطفال.
بناء على ما سبق نرى أن التربية الفنية الخاصة بالأطفال لا تهدف إلى تدريب الأطفال على أن يكونوا فنانين، أو لينتجوا أعمالاً فنية. إنما هو المساهمة في نمو تذوق الطفل واكتشاف تعبيراته الخاصة التي يمكن تلمسها حين يعبر عن نفسه بحرية وتلقائية. وهو ما يساهم لاحقاً في بناء ذوق مرهف وراق.
إبراهيم الحيدري
سبحان الله و بحمده
ـــــــــــــــــــــــ
يرغب الأطفال جميعاً في التعبير عن أنفسهم بأساليب التشكيل المختلفة. وهم قادرون مبدئياً على ذلك بغض النظر عن أعمارهم شرط توفر إمكانات هذا التعبير دون تضييق أو وصاية أو استهانة من الكبار. ويجب الانتباه خاصة إلى أن الأطفال الموهوبين ليسوا وحدهم المعنيين بهذه العناية. فعندما يرسم الطفل خطوطاً ودوائر وأشكالاً غريبة إنما يقوم ببناء محاكماته الخاصة وفق خبرته الخاصة. وأحياناً يرغب في قول عواطف معينة وانفعالات خاصة. من هنا يمكن القول إن الرسم هو لغة معرفية خاصة عند الأطفال.
وهي بذلك تشكل تعبيراً عن نفسه أكثر منها وسيلة إبداعية. لذلك يجب اعتبار فن الطفل سجلاً شخصياً له يعكس انطباعاته. وبالتالي يجب أن لا نصحح له رسومه وفق ما نراه نحن الكبار. كما أن الطفل يعبر بالرسم عن علاقته بالأشياء المحيطة به، عن وجهة نظره بها، عن معرفته بها. ولا يهتم بتسجيل ما تراه عينه. وهو أمر يتغير مع نمو الطفل ليبدأ بصره بالسيطرة على رسومه. وهذا ما يجعل من تقييم رسوم الأطفال وفق معيار مدى مطابقتها للطبيعة في الشكل أو اللون هو أمر خاطئ. فقد تكون النسب الخاطئة في لوحة الطفل هي التعبير الدقيق عن خبرته عاطفته تجاه ما يرسم.
من ناحية أخرى تشكل الجوائز والمكافآت التي تقدم بهدف تحفيز الطفل على الرسم غير مناسبة من هذه الزاوية. فهي تدفع الطفل إلى التخلي عن تلقائيته وتعبيره عن نفسه لصالح الإجادة الفنية.
ويظهر الأطفال تطورات مختلفة في تعاملهم مع الرسم بالارتباط مع سنهم. فهم يرسمون خطوطاً غير منتظمة في عمر السنتين. وتتطور تلك الخطوط إلى دوائر في عمر الثلاث سنوات. أما في العمر بين أربع سنوات وسبع فهم يبحثون عن الرموز المحملة بالخبرة الواقعية حول محيطهم. وتكون النقلة الأهم لنظرة الطفل هي في عمر الحادية عشرة حيث تبدأ مرحلة التعبير الواقعي وتبدأ القدرات الخاصة في الظهور. هنا نستطيع أن نميز بسهولة الأطفال الموهوبين في الناحية الفنية.
فيما يخص دور المشرف الفني من المهم ألا يقتصر دوره على تهيئة الخامات الأولية للطفل. بل عليه تحفيز التذوق الفني بمختلف الطرق كالفانوس السحري وزيارة المعارض والمتاحف ونشر نسخ من روائع الأعمال الفنية في أماكن تجمع الأطفال.
بناء على ما سبق نرى أن التربية الفنية الخاصة بالأطفال لا تهدف إلى تدريب الأطفال على أن يكونوا فنانين، أو لينتجوا أعمالاً فنية. إنما هو المساهمة في نمو تذوق الطفل واكتشاف تعبيراته الخاصة التي يمكن تلمسها حين يعبر عن نفسه بحرية وتلقائية. وهو ما يساهم لاحقاً في بناء ذوق مرهف وراق.
إبراهيم الحيدري