في قريتنا كَرْمٌ فسيح ، يملكه " سحلول " البخيل ..
حلَّ فصلُ الصيف، وأينعتْ عناقيدُ العنب ..
فرحتِ العصافيرُ كثيراً، وطارتْ مسرعةً إلى الكرم ، وعندما صارتْ قربه…. قال عصفورٌ مُحذِّراً
– ها هوذا رجلٌ يقفُ وسطَ الكرم!
قال آخر :
– في يده بندقية!
قال ثالث :
– يجب ُ ألاّ نعرّضَ أنفسنا للخطر ..
خافتِ العصافيرُ، وولَّتْ هاربةً..
في اليوم الثاني ..
استفاقتِ العصافيرُ باكراً، وهرعَتْ إلى الكرم،
آملةً أنْ تصله، قبلَ الرجل المخيف ..
وهناك.. فوجئَتْ برؤيةِ الرجلِ واقفاً، لم يبارحْ مكانه!
رمقَتْ بندقيته خائفةً وانصرفتْ حزينةً ..غابَتْ أيّاماً.. ملَّتِ الصبرَ والانتظار، ازداد شوقها إلى الكرم، قصدَتهُ من جديد..
وكم كانتْ دهشتها عظيمةً ، وحينما شاهدَتِ الرجلَ منتصباً، في مكانه نفسِهْ، كأنَّهُ تمثال!
لم تجرؤ العصافيرُ على دخولِ الكرمِ..
لبثتْ ترقبُ الرجلَ عن بُعد..
مرَّ وقتٌ طويل..
لم ينتقل الرجلُ من مكانه ..
قال عصفورٌ ذكيّ :
– هذا ليس رجلاً !
قال آخر :
– أجل … إنَّهُ لا يتحرَّك!
قالتْ عصفورة:
– عدَّةُ أيامْ مضتْ، وهو جامدٌ مكانه !
قال عصفورٌ جريء:
– سأمضي نحوه ،لاكشفَ أمره
وقالتْ له أمُّهُ :
– أتُلقي بنفسك إلى التهلكة ؟!
قال العصفور الجريء:
– في سبيل قومي العصافير، تهونُ كلُّ تضحية …
ثم اندفعَ بشجاعةٍ تجاه الرجل ..
نزلَ قريباً منه ..تقدَّم نحوه حذِراً.. لم يتحرَّكِ
الرجل … تفرَّسَ في بندقيته.. ضحكَ من أعماقه ..
إنَّها عودٌ يابس!
حدَّقَ إلى وجههِ، لم يرَ له عينين … اطمأنَّ قلبه ..
خاطبه ساخراً :
– مرحباً يا صاحب البندقية!
لم يردَّ الرجل..
كلَّمهُ ثانيةً ..
لم يردَّ أيضاً ..
قال العصفورُ هازئاً :
– الرجلُ الحقيقيّ، له فمٌ يُفتّحُ، وصوتٌ يُسمع!
طارَ العصفور.. حطَّ على قبعةِ الرجلِ.. لم يتحرَّك.. نقرَهُ بقوّةٍ … لم يتحرَّك.. شدَّ قبعته، فارتمت أرضاً …
شاهدتْ ذلك العصافيرُ، فضحكتْ مسرورةً، وطارتْ صَوْبَ رفيقها، ثم هبطتْ جميعها فوق الرجل …
شرعتْ تتجاذبه بالمخالبِ والمناقير.. انطرحَ أرضاً.. اعتلَتً صدره، تنقره وتهبشه …
انحسرَ رداؤهُ ,… تكشَّفَ عن قشِّ يابس !!
قالت العصافيرُ ساخرة :
– إنَّهُ محشوُّ بالقَشّ …
قالتْ عصفورة :
– كم خفنا من شاخصٍ لا يُخيف!
قال آخر :
– لولا إقدامُ رفيقنا، لظللنا نعيشُ في خوف .
قال عصفورٌ صغير :
– ياللعجب.. كان مظهره يدلُّ على أنَّهُ رجل!
قال له أبوه :
– لن تخدعنا بعدَ اليومِ المظاهر ..
غرَّدت العصافيرُ، مبتهجةً بهذا الانتصار، ثم دخلَتْ بينَ الدوالي ، فاحتضنتها الأغصان بحبٍّ وحنان ..
سبحان الله و بحمده
في قريتنا كَرْمٌ فسيح ، يملكه " سحلول " البخيل ..
حلَّ فصلُ الصيف، وأينعتْ عناقيدُ العنب ..
فرحتِ العصافيرُ كثيراً، وطارتْ مسرعةً إلى الكرم ، وعندما صارتْ قربه…. قال عصفورٌ مُحذِّراً
– ها هوذا رجلٌ يقفُ وسطَ الكرم!
قال آخر :
– في يده بندقية!
قال ثالث :
– يجب ُ ألاّ نعرّضَ أنفسنا للخطر ..
خافتِ العصافيرُ، وولَّتْ هاربةً..
في اليوم الثاني ..
استفاقتِ العصافيرُ باكراً، وهرعَتْ إلى الكرم،
آملةً أنْ تصله، قبلَ الرجل المخيف ..
وهناك.. فوجئَتْ برؤيةِ الرجلِ واقفاً، لم يبارحْ مكانه!
رمقَتْ بندقيته خائفةً وانصرفتْ حزينةً ..غابَتْ أيّاماً.. ملَّتِ الصبرَ والانتظار، ازداد شوقها إلى الكرم، قصدَتهُ من جديد..
وكم كانتْ دهشتها عظيمةً ، وحينما شاهدَتِ الرجلَ منتصباً، في مكانه نفسِهْ، كأنَّهُ تمثال!
لم تجرؤ العصافيرُ على دخولِ الكرمِ..
لبثتْ ترقبُ الرجلَ عن بُعد..
مرَّ وقتٌ طويل..
لم ينتقل الرجلُ من مكانه ..
قال عصفورٌ ذكيّ :
– هذا ليس رجلاً !
قال آخر :
– أجل … إنَّهُ لا يتحرَّك!
قالتْ عصفورة:
– عدَّةُ أيامْ مضتْ، وهو جامدٌ مكانه !
قال عصفورٌ جريء:
– سأمضي نحوه ،لاكشفَ أمره
وقالتْ له أمُّهُ :
– أتُلقي بنفسك إلى التهلكة ؟!
قال العصفور الجريء:
– في سبيل قومي العصافير، تهونُ كلُّ تضحية …
ثم اندفعَ بشجاعةٍ تجاه الرجل ..
نزلَ قريباً منه ..تقدَّم نحوه حذِراً.. لم يتحرَّكِ
الرجل … تفرَّسَ في بندقيته.. ضحكَ من أعماقه ..
إنَّها عودٌ يابس!
حدَّقَ إلى وجههِ، لم يرَ له عينين … اطمأنَّ قلبه ..
خاطبه ساخراً :
– مرحباً يا صاحب البندقية!
لم يردَّ الرجل..
كلَّمهُ ثانيةً ..
لم يردَّ أيضاً ..
قال العصفورُ هازئاً :
– الرجلُ الحقيقيّ، له فمٌ يُفتّحُ، وصوتٌ يُسمع!
طارَ العصفور.. حطَّ على قبعةِ الرجلِ.. لم يتحرَّك.. نقرَهُ بقوّةٍ … لم يتحرَّك.. شدَّ قبعته، فارتمت أرضاً …
شاهدتْ ذلك العصافيرُ، فضحكتْ مسرورةً، وطارتْ صَوْبَ رفيقها، ثم هبطتْ جميعها فوق الرجل …
شرعتْ تتجاذبه بالمخالبِ والمناقير.. انطرحَ أرضاً.. اعتلَتً صدره، تنقره وتهبشه …
انحسرَ رداؤهُ ,… تكشَّفَ عن قشِّ يابس !!
قالت العصافيرُ ساخرة :
– إنَّهُ محشوُّ بالقَشّ …
قالتْ عصفورة :
– كم خفنا من شاخصٍ لا يُخيف!
قال آخر :
– لولا إقدامُ رفيقنا، لظللنا نعيشُ في خوف .
قال عصفورٌ صغير :
– ياللعجب.. كان مظهره يدلُّ على أنَّهُ رجل!
قال له أبوه :
– لن تخدعنا بعدَ اليومِ المظاهر ..
غرَّدت العصافيرُ، مبتهجةً بهذا الانتصار، ثم دخلَتْ بينَ الدوالي ، فاحتضنتها الأغصان بحبٍّ وحنان ..
حلَّ فصلُ الصيف، وأينعتْ عناقيدُ العنب ..
فرحتِ العصافيرُ كثيراً، وطارتْ مسرعةً إلى الكرم ، وعندما صارتْ قربه…. قال عصفورٌ مُحذِّراً
– ها هوذا رجلٌ يقفُ وسطَ الكرم!
قال آخر :
– في يده بندقية!
قال ثالث :
– يجب ُ ألاّ نعرّضَ أنفسنا للخطر ..
خافتِ العصافيرُ، وولَّتْ هاربةً..
في اليوم الثاني ..
استفاقتِ العصافيرُ باكراً، وهرعَتْ إلى الكرم،
آملةً أنْ تصله، قبلَ الرجل المخيف ..
وهناك.. فوجئَتْ برؤيةِ الرجلِ واقفاً، لم يبارحْ مكانه!
رمقَتْ بندقيته خائفةً وانصرفتْ حزينةً ..غابَتْ أيّاماً.. ملَّتِ الصبرَ والانتظار، ازداد شوقها إلى الكرم، قصدَتهُ من جديد..
وكم كانتْ دهشتها عظيمةً ، وحينما شاهدَتِ الرجلَ منتصباً، في مكانه نفسِهْ، كأنَّهُ تمثال!
لم تجرؤ العصافيرُ على دخولِ الكرمِ..
لبثتْ ترقبُ الرجلَ عن بُعد..
مرَّ وقتٌ طويل..
لم ينتقل الرجلُ من مكانه ..
قال عصفورٌ ذكيّ :
– هذا ليس رجلاً !
قال آخر :
– أجل … إنَّهُ لا يتحرَّك!
قالتْ عصفورة:
– عدَّةُ أيامْ مضتْ، وهو جامدٌ مكانه !
قال عصفورٌ جريء:
– سأمضي نحوه ،لاكشفَ أمره
وقالتْ له أمُّهُ :
– أتُلقي بنفسك إلى التهلكة ؟!
قال العصفور الجريء:
– في سبيل قومي العصافير، تهونُ كلُّ تضحية …
ثم اندفعَ بشجاعةٍ تجاه الرجل ..
نزلَ قريباً منه ..تقدَّم نحوه حذِراً.. لم يتحرَّكِ
الرجل … تفرَّسَ في بندقيته.. ضحكَ من أعماقه ..
إنَّها عودٌ يابس!
حدَّقَ إلى وجههِ، لم يرَ له عينين … اطمأنَّ قلبه ..
خاطبه ساخراً :
– مرحباً يا صاحب البندقية!
لم يردَّ الرجل..
كلَّمهُ ثانيةً ..
لم يردَّ أيضاً ..
قال العصفورُ هازئاً :
– الرجلُ الحقيقيّ، له فمٌ يُفتّحُ، وصوتٌ يُسمع!
طارَ العصفور.. حطَّ على قبعةِ الرجلِ.. لم يتحرَّك.. نقرَهُ بقوّةٍ … لم يتحرَّك.. شدَّ قبعته، فارتمت أرضاً …
شاهدتْ ذلك العصافيرُ، فضحكتْ مسرورةً، وطارتْ صَوْبَ رفيقها، ثم هبطتْ جميعها فوق الرجل …
شرعتْ تتجاذبه بالمخالبِ والمناقير.. انطرحَ أرضاً.. اعتلَتً صدره، تنقره وتهبشه …
انحسرَ رداؤهُ ,… تكشَّفَ عن قشِّ يابس !!
قالت العصافيرُ ساخرة :
– إنَّهُ محشوُّ بالقَشّ …
قالتْ عصفورة :
– كم خفنا من شاخصٍ لا يُخيف!
قال آخر :
– لولا إقدامُ رفيقنا، لظللنا نعيشُ في خوف .
قال عصفورٌ صغير :
– ياللعجب.. كان مظهره يدلُّ على أنَّهُ رجل!
قال له أبوه :
– لن تخدعنا بعدَ اليومِ المظاهر ..
غرَّدت العصافيرُ، مبتهجةً بهذا الانتصار، ثم دخلَتْ بينَ الدوالي ، فاحتضنتها الأغصان بحبٍّ وحنان ..