(المدرسة الفعالة أو المدرسة الذكية).
لقد كشفت البحوث التي تناولت المدارس الفعالة وحجرات الدراسة الفعالة والمعلمين الأكفاء ومديري المدارس الأكفاء عن مجموعة من العوامل التي ترتبط بفاعلية التعليم، وتتلخص في المبادئ الآتية، وتطبيق أي مبدأين من هذه المبادئ على نحو نسقي يمكن أن يحقق آثاراً كبيرة، ويزيد من فاعلية التعليم :
1. زمن التعلم :
ويتمثل في طول اليوم المدرسي، والسنة الدراسية، ومقدار الواجبات المنزلية، ونسبة الحضور. لقد اتضح أنه بانتهاء المدرسة الثانوية أن الطلاب اليابانيين قد أنفقوا في العمل المدرسي أربع سنوات أكثر مما أنفق الأمريكيون، وتدل المقارنات الدولية على سبق الأول للآخر في العلوم والرياضيات بأربع سنوات.
2. الدافعية :
تتطلب إثارة الدافعية منهجاً تعليمياً يثير اهتمام المعلمين والمتعلمين، وتوفير مهام تعلم متوسطة الصعوبة، وأن تكون الأهداف ذات معنى، وأن يخطط التعليم لتحقيق النجاح.
3. التعلم للإتقان :
لكي يتحقق التعلم للإتقان لابد من توافر توقعات واضحة عالية وواقعية، ومحكات واضحة لما يكوِّن النجاح، وكشف سريع عن التأخر في التحصيل وعلاجه. ووقت كاف ليحقق التلاميذ الإتقان ومتطلبات معرفية ووجدانية مناسبة، وتعليم جيد.
4. التوقعات العالية :
في المدارس الفعالة يعتقد المعلمون والإدارة أن كل تلميذ يستطيع أن يتعلم تعلماً فعالاً، وينقلون هذا الاعتقاد إلى تلاميذهم، ويعملون جميعاً على مساعدة الطلاب على بلوغ المستويات المطلوبة.
5. القراءة ومهارات الدرس والاستذكار :
التمكن من مهارة القراءة أساسي، وكثيراً ما تكون سبب التحصيل المتدني، وعلينا تعليم التلاميذ مهارات طرح الأسئلة على أنفسهم والتلخيص، واستراتيجيات البحث ومراقبة الفهم ومهارات التفكير.
6. تخطيط الدرس :
عامل أساس في تعلم التلميذ ينمي اتجاهاته ويتحدى تفكيره ويشجعه على التخيل المبدع، وحل المشكلات بشرط أن يكون تخطيطاً جيداً وتنفيذاً ملائماً. والتخطيط الجيد يطوع ويعاد تشكيله لتطور تفكير الطلاب. ولا توجد صيغة محددة للدرس، فخطة الدرس التقليدية لا تصلح لصف دراسي يستخدم عشرة مراكز تعلم مختلفة، أو لزيارة ميدانية لمصنع. ويدخل في هذا التخطيط الواجب المنزلي الملائم، وهو جزء لا يتجزأ من التعليم. والواجب المنزلي الذي لا يراجعه المعلم يفقد ثلثي فاعليته.
7. بيئة مرتبة :
إن البيئة المرتبة الآمنة مطلب للتعليم الفعال. ويتوقف هذا العامل إلى حد كبير على روح النظام المدرسي، وعلى قيادة المدرسة. والمديرون الأكفاء يساعدون معلميهم ويحمونهم مما يمكن أن يعوق سير تعليمهم، وبهذا ييسرون التعليم والتعلم.
8. تنوع تعليمي :
يستطيع النظام التعليمي أن يحقق الاستقرار باستخدام مجموعة منوعة من الاستراتيجيات التعليمية. ويوجد في مدارسنا تنوع كبير في المحتوى، وتنوع قليل في الطريقة. وتدل الدراسات العلمية في آسيا على أن المعلمين اليابانيين والصينيين يدرسون مسائل رياضية أقل، وموضوعات قراءة أقل عما يفعل زملاؤهم الأمريكيون، ولكنهم يفعلون ذلك بعمق أكبر، وباستراتيجيات أكثر تنوعاً في التعليم.
9. التعلم التعاوني :
التعلم التعاوني هو أحد نجاحات التربية المعاصرة، حيث يتعاون التلاميذ ليتعلموا في مجموعات، وألا تنافس المجموعة المجموعات الأخرى. وهناك قدر كبير من التنافس في المجتمع مما أدى بالبعض إلى حث المدرسة على تدريب التلاميذ لإعدادهم لعالم متنافس، وهناك فريق آخر يتزايد عدده الآن ينادي بضرورة تعلم التلاميذ تعاونياً. وهذا التعلم ينمي لدى التلاميذ مهارات في قيادة الفريق، وفي العضوية، وفي العلاقات الإنسانية، وفي التواصل. وتدل البحوث على أن من يتعلمون تعلماً تعاونياً في جميع مستويات القدرة يميلون إلى محبة الواحد منهم الآخر، ومحبة المعلم والمادة بدرجة أكبر ممن يتعلمون تعلماً تنافسياً.
10. التعلم بمساعدة الحاسب الآلي :
يفيد هذا التعلم من العوامل الأخرى للفاعلية التعليمية، فالبرامج الجيدة الإعداد تثير دافعية التلاميذ، وتقوم الأداء، وتشخص وتعالج بحيث يتحقق التعلم للإتقان، ويمكن أن توضح التوقعات العالية، وأن تقوم المهارات وتعزز. ولدى الكمبيوتر إمكانات تمكنه من التكيف مع كل تتابع تعليمي يلائم استجابات التلاميذ على اختلافها. وأثبتت البحوث فاعلية هذا النوع من التعليم.
11. المناخ المدرسي :
وهو نتيجة اتفاق فلسفي على الغرض من المدرسة ويشترك في هذا الاتفاق المعلمون والإدارة. والمدارس الفعالة أيديولوجيتها واضحة، وتتيح للمعلمين الفرصة للتعبير المستقل، ومتسقة ومثابرة ومنشغلة بالأساس الفكري لمنهجها التعليمي وترابطه، وتمارس قيادة جماعية، ويعامل التلاميذ باهتمام، وفيها يشعرون بالمسؤولية والتميز.
12. اندماج الآباء :
يمثل الآباء مصدراً فعالاً، ولديهم دافعية للتعليم، وقد أظهرت دراسات كثيرة فائدة اندماج الآباء في تعليم أطفالهم وخاصة في المرحلة الابتدائية. وبالنسبة للأطفال المحرومين والمبتدئين في القراءة وإن لم تقتصر عليهم.
وخلاصة القول إننا نعرف الآن الاستراتيجيات التعليمية الفعالة التي تكفل زيادة تحصيل التلاميذ، وهذه الاستراتيجيات تستخدم من قبل مؤسسات تجارية تقوم بتعليم الطلاب، ولقد استطاع أحد هذه المراكز The Sylvan Learning Center أن يعلم ما يزيد عن مليون من التلاميذ بهذه الوسائل ويضمن أنهم سوف يتقدمون في تعلمهم المادة الدراسية بما يعادل صف دراسي في القراءة أو في الرياضيات في 36 ساعة من التعليم.
ومعظم هذه الأفكار يمارسها المعلمون العظام عبر العصور، وهذا من الأسباب الأقوى لوجوب التأكيد عليها والأخذ بها عند تخطيط التعليم وتطويره، بحيث تصبح كل مؤسسة تعليمية، وكل مدرسة في كل مرحلة من مراحل التعليم مدرسة فعالة أو مدرسة ذكية(1).
- 7UCAGI88P6CAEL4ZN7CASPT99JCAPSXMEBCAAK9OHUCA2NCHTFCAU59OC8CA1ZPZ36CALWU7VNCAWR7USOCAFAOJ86CAXJQM.jpg (3.4 كيلوبايت, 85 مشاهدات)
سبحان الله و بحمده
لقد كشفت البحوث التي تناولت المدارس الفعالة وحجرات الدراسة الفعالة والمعلمين الأكفاء ومديري المدارس الأكفاء عن مجموعة من العوامل التي ترتبط بفاعلية التعليم، وتتلخص في المبادئ الآتية، وتطبيق أي مبدأين من هذه المبادئ على نحو نسقي يمكن أن يحقق آثاراً كبيرة، ويزيد من فاعلية التعليم :
1. زمن التعلم :
ويتمثل في طول اليوم المدرسي، والسنة الدراسية، ومقدار الواجبات المنزلية، ونسبة الحضور. لقد اتضح أنه بانتهاء المدرسة الثانوية أن الطلاب اليابانيين قد أنفقوا في العمل المدرسي أربع سنوات أكثر مما أنفق الأمريكيون، وتدل المقارنات الدولية على سبق الأول للآخر في العلوم والرياضيات بأربع سنوات.
2. الدافعية :
تتطلب إثارة الدافعية منهجاً تعليمياً يثير اهتمام المعلمين والمتعلمين، وتوفير مهام تعلم متوسطة الصعوبة، وأن تكون الأهداف ذات معنى، وأن يخطط التعليم لتحقيق النجاح.
3. التعلم للإتقان :
لكي يتحقق التعلم للإتقان لابد من توافر توقعات واضحة عالية وواقعية، ومحكات واضحة لما يكوِّن النجاح، وكشف سريع عن التأخر في التحصيل وعلاجه. ووقت كاف ليحقق التلاميذ الإتقان ومتطلبات معرفية ووجدانية مناسبة، وتعليم جيد.
4. التوقعات العالية :
في المدارس الفعالة يعتقد المعلمون والإدارة أن كل تلميذ يستطيع أن يتعلم تعلماً فعالاً، وينقلون هذا الاعتقاد إلى تلاميذهم، ويعملون جميعاً على مساعدة الطلاب على بلوغ المستويات المطلوبة.
5. القراءة ومهارات الدرس والاستذكار :
التمكن من مهارة القراءة أساسي، وكثيراً ما تكون سبب التحصيل المتدني، وعلينا تعليم التلاميذ مهارات طرح الأسئلة على أنفسهم والتلخيص، واستراتيجيات البحث ومراقبة الفهم ومهارات التفكير.
6. تخطيط الدرس :
عامل أساس في تعلم التلميذ ينمي اتجاهاته ويتحدى تفكيره ويشجعه على التخيل المبدع، وحل المشكلات بشرط أن يكون تخطيطاً جيداً وتنفيذاً ملائماً. والتخطيط الجيد يطوع ويعاد تشكيله لتطور تفكير الطلاب. ولا توجد صيغة محددة للدرس، فخطة الدرس التقليدية لا تصلح لصف دراسي يستخدم عشرة مراكز تعلم مختلفة، أو لزيارة ميدانية لمصنع. ويدخل في هذا التخطيط الواجب المنزلي الملائم، وهو جزء لا يتجزأ من التعليم. والواجب المنزلي الذي لا يراجعه المعلم يفقد ثلثي فاعليته.
7. بيئة مرتبة :
إن البيئة المرتبة الآمنة مطلب للتعليم الفعال. ويتوقف هذا العامل إلى حد كبير على روح النظام المدرسي، وعلى قيادة المدرسة. والمديرون الأكفاء يساعدون معلميهم ويحمونهم مما يمكن أن يعوق سير تعليمهم، وبهذا ييسرون التعليم والتعلم.
8. تنوع تعليمي :
يستطيع النظام التعليمي أن يحقق الاستقرار باستخدام مجموعة منوعة من الاستراتيجيات التعليمية. ويوجد في مدارسنا تنوع كبير في المحتوى، وتنوع قليل في الطريقة. وتدل الدراسات العلمية في آسيا على أن المعلمين اليابانيين والصينيين يدرسون مسائل رياضية أقل، وموضوعات قراءة أقل عما يفعل زملاؤهم الأمريكيون، ولكنهم يفعلون ذلك بعمق أكبر، وباستراتيجيات أكثر تنوعاً في التعليم.
9. التعلم التعاوني :
التعلم التعاوني هو أحد نجاحات التربية المعاصرة، حيث يتعاون التلاميذ ليتعلموا في مجموعات، وألا تنافس المجموعة المجموعات الأخرى. وهناك قدر كبير من التنافس في المجتمع مما أدى بالبعض إلى حث المدرسة على تدريب التلاميذ لإعدادهم لعالم متنافس، وهناك فريق آخر يتزايد عدده الآن ينادي بضرورة تعلم التلاميذ تعاونياً. وهذا التعلم ينمي لدى التلاميذ مهارات في قيادة الفريق، وفي العضوية، وفي العلاقات الإنسانية، وفي التواصل. وتدل البحوث على أن من يتعلمون تعلماً تعاونياً في جميع مستويات القدرة يميلون إلى محبة الواحد منهم الآخر، ومحبة المعلم والمادة بدرجة أكبر ممن يتعلمون تعلماً تنافسياً.
10. التعلم بمساعدة الحاسب الآلي :
يفيد هذا التعلم من العوامل الأخرى للفاعلية التعليمية، فالبرامج الجيدة الإعداد تثير دافعية التلاميذ، وتقوم الأداء، وتشخص وتعالج بحيث يتحقق التعلم للإتقان، ويمكن أن توضح التوقعات العالية، وأن تقوم المهارات وتعزز. ولدى الكمبيوتر إمكانات تمكنه من التكيف مع كل تتابع تعليمي يلائم استجابات التلاميذ على اختلافها. وأثبتت البحوث فاعلية هذا النوع من التعليم.
11. المناخ المدرسي :
وهو نتيجة اتفاق فلسفي على الغرض من المدرسة ويشترك في هذا الاتفاق المعلمون والإدارة. والمدارس الفعالة أيديولوجيتها واضحة، وتتيح للمعلمين الفرصة للتعبير المستقل، ومتسقة ومثابرة ومنشغلة بالأساس الفكري لمنهجها التعليمي وترابطه، وتمارس قيادة جماعية، ويعامل التلاميذ باهتمام، وفيها يشعرون بالمسؤولية والتميز.
12. اندماج الآباء :
يمثل الآباء مصدراً فعالاً، ولديهم دافعية للتعليم، وقد أظهرت دراسات كثيرة فائدة اندماج الآباء في تعليم أطفالهم وخاصة في المرحلة الابتدائية. وبالنسبة للأطفال المحرومين والمبتدئين في القراءة وإن لم تقتصر عليهم.
وخلاصة القول إننا نعرف الآن الاستراتيجيات التعليمية الفعالة التي تكفل زيادة تحصيل التلاميذ، وهذه الاستراتيجيات تستخدم من قبل مؤسسات تجارية تقوم بتعليم الطلاب، ولقد استطاع أحد هذه المراكز The Sylvan Learning Center أن يعلم ما يزيد عن مليون من التلاميذ بهذه الوسائل ويضمن أنهم سوف يتقدمون في تعلمهم المادة الدراسية بما يعادل صف دراسي في القراءة أو في الرياضيات في 36 ساعة من التعليم.
ومعظم هذه الأفكار يمارسها المعلمون العظام عبر العصور، وهذا من الأسباب الأقوى لوجوب التأكيد عليها والأخذ بها عند تخطيط التعليم وتطويره، بحيث تصبح كل مؤسسة تعليمية، وكل مدرسة في كل مرحلة من مراحل التعليم مدرسة فعالة أو مدرسة ذكية(1).
- 7UCAGI88P6CAEL4ZN7CASPT99JCAPSXMEBCAAK9OHUCA2NCHTFCAU59OC8CA1ZPZ36CALWU7VNCAWR7USOCAFAOJ86CAXJQM.jpg (3.4 كيلوبايت, 85 مشاهدات)