مـــــــــــادة التربية الفـــــــــــنية

مادة التربية الفنية الفن هو تعبير عن الحياة بكل أبعادها وملكة التعبير في الإنسان هي الحياة ويتخذ هذا التعبير شتى الأنواع وشتى المستويات ابتداء من العمل اليدوي إلى أعلى المهارات الإبداعية لذا فالتربية الفنية تقوم بترقية العقول والأحاسيس لدى الطلبة والطالبات وتدعيم القيم المرتبطة بالذوق العام وتهذيب النفس وحب العمل . والتربية والفنية هو تعديل لسلوك الطالب أو إضافة سلوك من خلال قيامه بممارسة نشاط فني مثل الرسم والتصوير والتشكيل وغيرها من مجالات الفن … والتربية الفنية مجال خصب للمتعلم لتفريغ طاقاته وتلبية رغباته عن طريق ممارسة النشاط الفني من رسم وتشكيل ونحت .. الأهداف العامة للتربية الفنية تعريف القيم الجمالية والفنية لمكونات البيئة والحرف الشعبية والعمل على تطويرها بأفكار ابتكاريه وفقا لقدرات التلاميذ. تعرف خامات البيئة وعلاقتها بأساليب التنفيذ في الفنون التشكيلية والعمل على ترشيد استهلاكها . تنمية قدرات التلاميذ على الذوق الفني للقيم الجمالية وتعودهم على إبداء الرأي. تنمية الناحية العاطفية والوجدانية عن طريق مزاولة العمل الفني الذي يساعد على رفاهة الحس والتكيف مع البيئة المحيطة . تدريب الحواس على الاستخدام غير المحدود والاتجاه للابتكار والإبداع . العمل من أجل العمل وهو اكتساب الفائدة من تحقيق قيمة العمل . إكساب التلاميذ القدرة على سرعة الملاحظة والتمييز والإتقان . إكساب التلاميذ ثقافة متنوعة عن طريق التعرف بالقيم التشكيلية العالمية . اكتشاف الطلبة الموهوبين فنيا ورعايتهم. المشاركة في تجميل البيئة والمجتمع . تعويد الطلاب على العمل بالخامات المختلفة والتركيز على خامات البيئة لربط الطالب ببيئته ووطنه .. استثمار أوقات الفراغ في إنتاج الأعمال الفنية المختلفة . محاور التربية الفنية 1- الرؤية الفنية يعد من أهم المحاور ويمثل روية الطالب للأشياء الواقعية وتفصيله وينمي لدية التحكم في الرسم ورؤية المنظور النسبي الثابت بين الأشياء وموضوعات الرؤية الفنية تكون لطلاب الابتدائية العليا والإعدادية يرسمون الطبيعة أو طبيعة صامتة أو دراسة لأي أداة من أدواتهم مثل المقلمات والمساطر وأدواته المدرسية… أما طلاب الثالث الإعدادي وطلاب الثانية فيعطون موضوعات مثل دراسة ورقة نبات أو ريشة طائر أو قطعة حجر أو طبيعة صامتة وغيرها ….. 2- التعبير الحر كذلك هذا المحور مهم لدى الطلاب لأنه يطلق خيال الطالب وإبداعه لدى أي موضوع يطرح للرسم فهناك طلاب ذوي أسلوب واقعي وهناك طلاب ذوي أسلوب ذاتي لكن النهاية كل واحد يعبر عن الموضوع المطروح ويعتمد هذا المحور على قوة خطوط الرسم وتعبير الألوان ومن موضوعات هذا المحور الأعياد الوطنية والطبيعة والتراث وموضوعات المسابقات الفنية .. 3- التصميم الابتكار هذا المحور لا تقل أهميته عن المحورين السابقين فهو يعلم الطالب أساسيات التصميم فكل شي حولنا بمرحلة تخطيط وتصميم مبدئي على ورقة ثم صار بالصورة النهائية ويعتمد التصميم أساسا على الأدوات الهندسية فموضوعات التصميم كثيرة ونشطة للطالب كتصميم غلاف كتاب أو بطاقة تهنئة أو شعار للمدرسة أو للمعرض أو إعلان سياحي أو لمنتوجات تجارية أو سجادة عن طريق تكرار وحدة زخرفية ويجب أن يتناسب الموضوع مع عمر الطالب حيث السهولة والتبسيط وغيرها من الموضوعات . 4- التشكيل الفني وهو محور مهم جدا لكونه يكمل المحاور السابقة ودروس هذا المحور تكون باستغلال الخامات المختلفة من البيئة أو الخامات المستهلكة وغيرها لعمل أشكال فنية يمكن أن تكون لها قيمة وظيفة أو جمالية وقي هذا المحور نحاول أشغال خيال وفكر الطالب لعملية التوليف بالخامات والمعالجات المختلفة لنكون عمل فني جيد باستخدام ابسط الأشياء ويجب أن يراعى عمر الطالب وكمثال على موضوعات التشكيل استغلال خامات الكرتون ونشارة الخشب وسعف المخيل لعمل مجسمات مثل منزل مسجد قلعة وغيرها …. الخامات : يجب أن يدرس المعلم مستويات الخامات ووسائل التنفيذ المناسبة للموضوع لأعمار التلاميذ ومدى صلاحيتها .. كما يجب التركيز على استغلال خامات البيئة المختلفة مثل سعف النخيل والحصى والرمل والحطب والقواقع البحرية وأيضا استغلال الخامات المستهلكة مثل ورق الكرتون وبقايا الأقمشة والأخشاب والعلب الفارغة وغيرها لما يراه المعلم مناسبا لدى الطلاب .. وذلك ليشكل الطالب منها أشكال مختلفة ويولف بالخامات أشكالا فنية جميلة . التقييم : بعد نهاية الدرس يترك المعلم فرصة لدى الطلاب للتقييم الذاتي والتعليق على الأعمال كذلك يقوم كل طالب بالتعليق على بعض أعمال زملائه بناء على مفاهيم الدرس والأهداف ثم يقوم المعلم بدوره بالتعليق على الأعمال الجيدة وكذلك الأعمال الضعيفة وعلى المعلم أن يكون لدية سجل درجات فرعي يرصد فيه درجات أعمال السنة للطلاب . الركن الفني : يجب أن يعكس معلم التربية الفنية نشاطه وأنشطة طلابه على جنبات المدرسة فالركن الفني يقصد به عرض أو تعليق نماذج مختارة من أعمال كل الطلاب في كل فصل دراسي وذلك على لوحة العرض الخلفية للفصل وهكذا مع جميع الفصول كلما أمكن وأيضا عمل ركن فني في زاوية معينة من المدرسة تعرض فيها صحيفة التربية الفنية ولوحات الأسبوع والأعمال المتميزة . الوسيلة الفنية : تعتبر الوسيلة مهمة جدا لتوصيل موضوع الدرس في أسرع وقت خلافا عند التدريس بدون استخدام وسيلة … والوسيلة عبارة عن عمل فني متميز سواء من أعمال المعلم نفسه أو أحد طلابه وذلك حول الموضوع الذي بصدد تدريسه سواء رؤية فنية أو تصميم أو تعبير وغيرها … امتحانات التربية الفنية يجب أن يصيغ معلم التربية الفنية امتحانات لقياس مستوى الطلاب في هذه المادة منها امتحانات منتصف الفصل وامتحانات نهاية الفصل الدراسي ويجب أن يكون الامتحان على مستوى عال من حيث عمل المقدمة التشويقية للسؤال بعد ذلك .. على أن يكون امتحان التربية الفنية يشمل على سؤالين أساسيين – السؤال التعبيري ( الرسم ) – سؤال التصميم ( تصميم ابتكاري ) ويجب أن يشمل الامتحان كلا السؤالين ولا يقتصر على سؤال واحد فقط ولا يكون هناك اختيار ، ويجب أن يكتب امتحان نهاية الفصل الدراسي في ورقة مستقلة لكل طالب وذلك ليحس الطالب بقيمة الامتحان .. يحوي الامتحان جانب نظري مثل أسئلة عن الألوان والعناصر المختلفة أسس التكوين – وحدة اتزان – ترابط – وغيرها وهذا يدل على نشاط المعلم . جماعة التربية الفنية يقوم معلم التربية الفنية بتكوين جماعة التربية الفنية من الطلبة الموجودين ذوي الاستعداد للعمل الفني بقصد مساعدتهم على صقل مواهبهم وهذا النوع من النشاط لإكمال المنهج جنبا إلى جنب مع المادة .. ويقوم المعلم المشرف بوضع إعلان لتشكيل الجماعة وبالتالي وضع خطة سنوية للنشاط على إن يقوم المعلم المشرف بتقسيم النشاط إلى لجان فرعية تتمثل في : – لجنة المسابقات – لجنة المعارض – لجنة الدعاية والإعلان والعلاقات العامة – لجنة المعسكرات وورش العمل مهام وواجبات جماعة التربية الفنية 1- العمل بروح الفريق واحترام الآراء المختلفة 2- المشاركة مع جماعات الأنشطة المختلفة في النهوض والرقي بالعملية التعليمية التربوية 3- استغلال أوقات فراغ الطلاب بما هو مفيد ومجد 4- التواصل مع المجتمع المحلي وذلك من خلال المشاركة في المعسكرات والمعارض المتنوعة 5- استغلال الخامات البيئية المختلفة وتوظيفها في خدمة النشاط 6- صيانة الأدوات وحفظ العهدة الخاصة بالجماعة 7- تنظيم المعارض الفنية المختلفة 8- الاشتراك في المسابقات المختلفة 9- إصدار المجلات الفنية المتنوعة الهادفة 10- الاهتمام بخلفيات الفصول الدراسية والعمل على تنظيمها سجلات جماعة التربية الفنية 1- السجل العام : وهو الذي يتضمن أعضاء الجماعة والخطة العامة والبرنامج الزمني للخطة ومحاضر الاجتماعات 2- سجل المسابقات ويتضمن أنواع المسابقات التي تقيمها الجماعة بالمدرسة أو المجتمع المحيط بها 3- سجل المكتبة الفنية وهذا السجل بمثابة أرشيف للجماعة يتضمن مجموعة من الموضوعات المصورة وغير المصورة والتي يقوم الطلاب بجمعها من خلال المجلات والصحف والمصادر المتنوعة بهدف الرجوع إليها وقت الحاجة المكتبة الفنية يقوم المعلم المشرف على جماعة التربية الفنية بتخصيص جناح من المعرض أو غرفة التربية الفنية لهذه المكتبة والتي تضم مجموعة من الكتب الفنية وقصاصات من المجلات والصحف ذات العلاقة بالمادة والنشاط وكذلك الالبومات والوسائل التعليمية المختلفة للمادة وهذه المكتبة لها فوائد كبيرة إذ إنها : – تتيح للطلاب التعرف على الإبداعات المختلفة – تنمي لدى الطلاب حب العمل والبحث – تتيح الفرص للطلاب لإصدار مجلات وصحف حائطية مميزة – تزيد من ثقافة الطالب وتنمي لديه القراءة – تعود الطلاب على النشاط والحيوية والتفاعل المستمر مع المادة والنشاط المعارض الفنية تعد المعارض الفنية من مقومات نجاح مادة وجماعة التربية الفنية في أي مدرسة وهي تتيح للطلاب فرصة الاستمتاع بأعمالهم الفنية وتقدير غيرهم لهذا العمل فيقبل الطلاب على المادة والنشاط بروح ودافعية كبيرة ويتسابقون في عرض رسوماتهم وأعمالهم الفنية المختلفة والمعارض الفنية تحتوى على جميع الأعمال الفنية التي قامت بها الجماعة كالرسومات الفنية وفن الكاريكاتير والمنحوتات الفنية والمجسمات .. وهناك شروط يجب مراعاتها عند تجهيز المعارض الفنية منها – مراعاة اختيار المكان المناسب للعرض – اختيار الأعمال الفنية المتميزة للطلاب – تنظيم عرض الأعمال الفنية سواء حسب المحاور أو حسب الصفوف أو حسب الخامات – اختيار الخلفية المناسبة لكل عمل فني من حيث اللون والشكل – مراعاة عدم تكدس الأعمال الفنية في منطقة معينة وذلك لإتاحة الفرصة للمشاهد كل عمل على حده – عرض نتائج أعمال جماعة التربية الفنية – سجلات – بحوث – مجلات – التركيز على الثقافة الفنية للطلاب المسابقات الفنية المسابقات الفنية من الأسس التي تقوم عليها التربية الفنية كمادة ونشاط وهي تهدف إلى تشجيع الطلاب والرقي بمستوياتهم الفنية وتنمية مواهبهم الإبداعية وتنقسم المسابقات إلى مسابقات محلية وعربية وعالمية . خطوات الاشتراك في المسابقات الفنية 1- طرح موضوع المسابقة على جميع الطلاب عن طريق الإذاعة المدرسية والإعلان الحائطي وكذلك أثناء الحصة الدراسية وذلك حتى ترسخ فكرة المسابقة في ذهن المشاركين وبالتالي التعبير عن الموضوع مع مراعاة مساحة الرسم حسب المسابقة 2- فرز الأعمال الواردة ثم اختيار افضل الأعمال للمشاركة به والعمل على تجهيزها وذلك بقطع الزوائد ثم تثبيت الصورة بدبابيس على ورق نظيف ابيض بإطار عرضه 5 سم من كل جانب ثم عمل استمارة البيانات لكل مشارك ويتم تدبيسها خلف اللوحة وتكون البيانات في ظهر الورقة . 3- أن يتحفظ المعلم لمخزن وافر من الأعمال الفنية كي يشارك بها في معرض فني أو مسابقة فنية ذات حيز زمني ضيق أو كوسيلة فنية عند تنفيذه لبعض الدروس الملفات أن يتحفظ بملفين أحدهما للوارد إليه والآخر للصادر منه لإذاعة المدرسية الاشتراك في الإذاعة المدرسية عن طريق تقديم مواضيع فنية ومعلومات عن الفنانين المشهورين والمعارض المختلفة والمسابقات الفنية المجلات الفنية ومجلة المدرسة قيام المعلم مع طلابه بعمل المجلات الفنية التي تتسم بالطالع الفني وإكسابهم الخبرات من حيث التصميم الفني للمجلة واختيار الموضوعات التي تتصل بالفنون جميعها . وتشجيع الطلاب على عمل البحوث والتقارير المختصرة حول الفن والمدارس الفنية والفنانين العالميين والمحليين مع التأكيد على إخراج البحث أو التقرير بشكل جيد من حيث تصميم الغلاف والصفحات ، أيضا مشاركة المعلم مع جماعة التربية الفنية بموضوع معين عن الفن وذلك في مجلة المدرسة السنوية التي تصدرها جماعة الصحافة ، أيضا يجب أن يكون له باع طويل في المشاركة في إخراج المجلة .


سبحان الله و بحمده

آلية التذوق عند الانسان -تربية فنية

آلية التذوق عند الانسان
——————————————-

تنمو حساسية الفرد بحيث يستطيع تكوين أنواع مختلفة من العلاقات ، فالشخص الذي يتعود على تناول الأشياء من زواياها النفعية المحددة ، قد لا يرى فيها جمالاً ، لأن الأشياء في نظره لها مدلولات واقعية ، فهو يرى البرتقال ليأكله ، وينظر إلى المقعد ليستريح عليه ، ويركب السيارة لتسرع في نقله من مكان إلى مكان ، ونجده في كل هذه الحالات مغموراً من الظواهر السابقة .

ولكنه حينما يبحث عن شكل البرتقال ، ولونها وملامس سطوحها وكيانها الكلي ، ويعجب بهيئتها حين يقارنها بغيرها ، فإن إعجابه وسروره في هذه الحالة يؤدي له وظيفة أخرى ، هي الاستمتاع أو التذوق .

إن التذوق الفني ليس مسألة فطرية يمكن أن تورث ، بل إن للتذوق أسسه التي لابد من تعلمها ، بل والتدرب عليها . كل إنسان يتذوق ، وله متعته الخاصة فيما يتذوقه ، وأي سوء أو ضير في التذوق يستطيع وبنظرة سريعة أن يحكم على عمق تذوق إنسان يراه لأول مرة ، وكلما خالطه ازداد عمقاً ودقة في وصف متعة هذا الإنسان الذي يتنبأ عن شخصيته.

فهناك صلة بين التذوق والمتعة ، فالإنسان يتمتع بما يتذوقه ويتذوق ما يتمتع به حتى أننا لو وضعنا إصبعنا على ما يتمتع به الشخص لاستطعنا من خلاله أن نحكم بسهولة على مستوى تذوقه بل من الممكن إدراك بيئته الثقافية ، وطبقته الاجتماعية التي ينتمي إليها.

مما لاشك فيه أن للثقافة دور كبير في عملية التذوق الفني ، فعمليات التنشئة والثقافة والتطبيع يمكن أن تمد الفرد بأصول تفصيلاته.

كما أنها تقدم له النماذج المختارة ، والسلوكيات المحببة بحيث يصعب عليه عندما يكبر أن يتقبل غيرها ، فقد أصبحت ضمن معتقداته وقيمه وخصاله الوحدانية واستعداداته العقلية.

ولما كان التذوق الفني هو الاستمتاع بما يعرض لنا في حياتنا من مثيرات جمالية فإنه من المتوقع أن يكون نصيب هذا الإنسان من الاستمتاع محدود مما ينعكس في النهاية على سلوكه.

إن التذوق الفني معناه يختلف اختلافا كبيرا عن معنى الفن أو قيمته الجمالية ، فيقصد بالتذوق الفني كما ذكرنا سابقا في بداية المقال، قدرة الفرد على الاستجابة للجمال أينما يوجد ، بمعنى أخر يمكن تعريف التذوق الفني " بأنه قدرة الفرد على التأثر بالجمال".
ويشير كثير من الدارسين إلى أن التذوق الفني ، هو عملية اتصال وعملية الاتصال هذه تقتضي وجود طرفين أحدهما مرسل والثاني متلقي ، بينهما قناة للتوصيل ، ورسالة محمولة على هذه القناة.

فالتذوق قدرة على الاستجابة للمؤثرات الجمالية استجابة تجعل مشاعر الشخص تهتز لها وتجعله يعيش معها ، ويستمتع بها ، ويجعلها جزءاً من حياته ، ورصيد يزداد على مر الزمن .

ولاشك في أن الإنسان كلما وسع دائرته التذوقية معناه أن ثقافته بدأت تتسع ، وبدأ يدرك العلاقات التي لا يحسها الشخص العادي الذي لا يتمكن من أن يرى إلا في الحدود الضيقة ، فقد يرى الشخص أشياء فيما يحيط به لا يستطيع أن يراها غيره من الأشخاص ، لذا نجد الفنانين أناس مرهفو الحس ، يتأثرون بسرعة بالعوامل التي تحيط بهم ، فتهتز لها مشاعرهم فيستطيعون التعبير عن هذه المشاعر بسهولة أكثر من غيرهم .

– كيف تتم عملية التذوق ؟

إن المتلقي للعمل الفني لا يتلقاه عرضاً أو بالصدفة ، وإنما يتلقاه عامداً وهذه خاصية من خواص عملية التذوق الفني ، حيث السلوك العامد يتطلب التجهيز والتحضير لجو نفسي معين قبل وأثناء عملية التلقي ، وهذا الجو النفسي يختلف من شخص لأخر وتبعاً للعمل الفني فإذا كان المتلقي يتعرض لتلقي عمل مقروء ، فإنه يتأهب لهذا العمل وفي عقله ما تقتضيه قراءة الشعر من استعداد .

التذوق والتربية :

التربية هي الوسيلة المقصودة التي يعمل بها في الحكومات للأخذ بيد الناشئة في سبيل حياة أرقى وأسعد ، فالطفل يولد في هذه الدنيا لا حول له ولا قوة ، فالبيئة هي التي تكون المعايير عند الناشئ للحكم بها على قيم الأشياء فعينه تتعلم أن تدرك ، وتتعلم أن تفهم ما تدرك ثم تتعلم أن تميز الحسن من السئ ، وتتصرف مختارة أحسن أنواع السلوك.

التذوق الفني والحكم :

لما كان من المسلم به أن الناتج الفني يتدرج من حيث القيم الجمالية لذلك لابد من محاولة معرفة مكانة هذا الناتج الفني سليم القيم ، لكن هذا السلم ليس له دقة سلم القيم والموازين . ومن هنا نشأت الصعوبات التي لابد من مواجهتها إذا كان لنا أن نتعرض لأي أثر سواء كان أدبي أو فني بالتقدير والتقويم.

الصعوبات ناشئة من أن هناك تنوعاً في تقديراتنا للفن وهذا التنوع لابد من التسليم به إذا أدركنا ما للفن من مفارقات هي شرط لازم لامتيازه وأصالته وتنوعه.

إن الجدل في القيم الجمالية قائم ، ولا ينبغي أن يكون إلا بدرجات متقاربة حتى يصبح من الممكن أن يتحقق الميزان الدقيق للنقد ، وأن يترقى الذوق عن فئة من الناس فيتفقوا على تفضيل عمل على عمل آخر وذلك لا يكون إلا عندما يستوي العمل الفني فيصبح ذا قيمة عامة ، ويشتمل على عناصر مشتركة بين المثقفين وأصحاب الذوق.

ولكن كيف يمكن أن يترقى الذوق حتى يصبح وسيلة مشروعة من وسائل الحكم على العمل الفني ؟
وكيف نثق في هذا الذوق ونعتمد عليه كميزان دقيق يزن الأعمال الفنية فيعدل في الحكم عليها وتصدق أحكامه عند الناس.

إن الصعوبات في تقويم العمل الفني راجع إلى تنوع في تقديراتنا ، وإلى الخوف من أن يترك زمام الأمر إلى الذوق الشخصي فتنحرف الأحكام تبعاً للتأثر الشخصي وانحرافات الأهواء ومن هذا الخوف نشأت محاولات خطيرة من النقاد تريد أن تخضع النقد للمذاهب العملية الموضوعية التي تحاول وضع قوانين عامة للآداب وتحاول أن تطبق هذه القوانين على الأعمال الفنية.

فما صلح مع هذه القوانين كان جيداً وما تعارض معها كان رديئاً ، مثل هذه المحاولات تتنافى أصلاً وموضوع الفن ، قد نشأت من الخوف الذي يتوهمه بعض النقاد من تحكم الذوق ، إن الذوق الذي نتحدث عنه والذي لا مفر منه في الحكم على عمل فني ، وإنما هو الذوق الذي مرده إلى أصالة الحاسة الفنية والى التدريب والتثقيف ، وعلى هولاء الذين يحرصون على روح العلم ومناهجه الدقيقة أن يسلموا بالحقيقة العلمية الثابتة وهي أن منهج دراسة كل علم من العلوم إنما يستمد أصوله من موضوعات هذه العلوم ، وما دمنا قد سلمنا بأن الفن موضوع غير دقيق بطبيعته ، أي ليس له دقة العلم وموضوعيته ، وأن جانب الفردية متوافر فيه بل شرط أساسي لامتيازه ، فيكون من البديهي أن نسلم بذلك في منهج دراسة الفن نفسه .

يجب أن نعترف صراحة بهذا الجانب التأثيري في الفن ، ونعمل حسابه عند الحكم على العمل الفني وتقدير قيمته. فالذوق في مجال الحكم على الأعمال الفنية أمر لابد من قيامه ، على أن يكون الذوق الذي تربي وقويت براهينه ، ليس مجرد الاستحسان يكون كافياً للحكم بالجودة وإنما ينبغي أن يصدر الاستحسان ممن هو أصيل في هذا الفن وعارف به.

منقول للفائدة

بقلم
د / عبدالله عيسى الحداد


سبحان الله و بحمده