بقلم : ابراهيم عثمان
تحت هذا العنوان الفاضح "أساتذة بالتعليم الثانوي يستنكرون الغش المفضوح"لمجموعة من السلوكات التي باتت منذ أكثر من عشرية تقليدا معمولا به في جميع مراحل التعليم بدءا من التعليم الابتدائي الى غاية الوصول الى مرحلة التعليم الجامعي.
والغريب في الامر ان هذا الغش المفضوح كما اصطلحت على تسميته مراسلة الخبرف. زيداني في عدد يوم الجمعة الصادر بتاريح 19 جوان 09 يترجم بأمانة وصدق المستوى الذي وصلت اليه منظومتنا التربوية التي أسندت اليها مهمة بناء المواطن الجزائري دينيا وايديولوجيا وحضاريا وفكريا وحداثيا وتربويا..مواطن يكون قادرا على استيعاب موروثة الحضاري والثقافي والنضالي والسياسي الى جانب الموروث الانساني لمختلف الحضارات والثقافات.. مواطن قادر على اختيار الموقع الذي يناسبه في ظل الغولمة ( العولمة) المدعومة أمريكيا..
وعلى الرغم من تنامي الاصوات المنددة بفشل هذه الاصلاحات الذي يؤكد وزيرها يوما بعد يوم للرأي العام عن مدى نجاعتها ، فان الواقع يكذب ذلك، خاصة عندما نتصفح الجرائد الوطنية ونقرأ ما نشرته عن الاحداث التي وقعت في مراكز اجراء الامتحانات في الفترة الاخيرة، حيث أصبح كل شيئ في عرف الممتحنين مباحا بما قي ذلك الهاتف النقال حتى بتنا لا نميز بين التلميذ المجتهد من غير المجتهد..
تلك هي مأساة منظومتنا التربوية التي باتت مصنعا لصناعة الرداءة وانتاجها بامتياز.. وأظن انهاالكارثة الني لا يجادل فيها اثنان ، حتى وان أظهرت النتائج التي تساوي بين الكسول والمجتهد العكس.
لكن أن يظهر وبعد ثلاث سنوات من عمر تجربة التكوين عن بعد من بين الاساتذة الذين نكن لهم كامل التقدير والاحترام لما يقدمونه من خدمات جليلة لابنائنا وبناتنا ولمنظومتنا التربوية من يحمل دون استحياء وزر هذا الغش الذي أصبح له تقاليد وأنصارا الى معلمي التعليم الابتدائي عندما يغشون لاسباب يعرفها الضالعون في العلم والمعرفة نتيجة لكثرة المواد الممتحن فيها ولقلة الايام المخصصة للدراسة والترشيد.
لست أدري ان كانت أربعة أيام ترشيدية من كل فصل تكفي هذا المعلم المسكين لكي يخوض معركة الامتحانات مع الرياضيات والفيزياء والعلوم والتاريح والجغرافيا واللغة والادب وعلم النفس والرسم والموسيقى؟.
ان منطق اللامنطق هو عندما توهم نقسك بانك قادر على الاصلاح دون أن ترتكب أخطاء من شأنها أن تعرض التجربة برمتها الى الانهيار. وأظن أن هذا هو المنطق الذي استعان به هؤلاء الاساتذة للاحتجاج على الغش دون أن يدركوا بأن الغش هو من الاخطاء الشائعة دوليا وعلى جميع المستويات على الرغم من حالة النفور التي تجلبها هذه الظاهرة التي يقع فيها الدارسون والادباء والفلاسفة والشعراء ، ثم يكلف النقد بتبريرها تارة باسم التأثر أو التوارد وتارة أخرى باسم التناص أو التضمين.
واذا كان لهؤلاء الاساتذة الافاضل منطقهم الخاص فان من حق المعلمين أيضا أن يشحذوا أذهاننهم ليكون لنهم منطقهم الخاص الذي نواجهوت به هذا الاتهام الموجه عن بعد ونقول : من هو المسؤول عن هذا الغش: الاستاذ..المعلم أم الوزارة؟.. من الذي فرض على أبنائنا الدروس الخصوصية؟.. ومن الذي يقدم لابنائنا المنخرطين في الدروس الخصوصية أجوبة الفروض والامتحانات التي يجرونها؟.. من الذي فرض على الاولياء منطق الدروس الخصوصية وأجبرهم على الدفع خوفا من رسوب أبنائهم قبل وصولهم الى مستوى الثالثة ثانوي ؟.. من الذي قام باضرابات غير مرخصة تاركا تلاميذه دون دراسة ومع ذلك آزركم أولياء التلاميذ بعدم الاحتجاج على اضراباكم اللاقانونية؟.
نعم انها أسئلة كثيرة ومربكة حقا ، وتحتاج الى شجاعة أدبية وعلمية لكي يعترف كل واحد من الشريحتين بحجم الضرر الذي ألحقه بمنظومتنا التربوية.. وعندئذ فقط سنعرف من هو المسيء ؟، ومن هو المخطئ ؟، ومن هو المتواطئ ؟
أني لا أستغرب ذلك أبدا من هؤلاء القوم ، وأنا أقرأ هذا الخبر الذي تناولته عدة صحف والذي وصفه بعضهم بالوشاية الرخيصة التي قام بها أساتذة لم يسبق لهم أن أطروا أو حرسوا أو صلحوا في هذه العملية التكوينية عن بعد والتي ستتخرج دفعتها الاولى هذه السنة أن يصفوا زملائهم الذين أوصلوهم الى هذا المستوى.
أما في أعين الجيل الذي تأسست على يديه المدرسة الجزائرية من حفظة القرآن والعصاميين الذين حرموا من التعلم لاسباب يعرفها القاصي والداني ، فهو يرى بأن ما قام به هؤلاء الاساتذة يعد اهانة وتحقيرا في حق المعلم الذي كان لا يفقه من العلوم الا حفظه في الكتاب لجملة من الاحزاب القرآنية ليس الا.. في حين يذهب أصحاب الرأي الثالث وأغلبهم من المسؤولين والمشرفين والسياسيين والنقابيين الى أبعد من ذلك ، حيث وصفوا ما قام به هؤلاء الاساتذة بالحملة المسعورة التي تقودها أياد خفية تريد النيل من الاصلاحات التي استفاد منها المعلم والتلميذ والاستاذ على السواء. رغم الاخطاء التي وسمت مسيرتها.
لا أظن أن هناك من بين الجزائريين المخلصين لهذا الوطن ولشهدائه وقيمه وحضارته وثقافته وثوابته من يستطيع أن ينكر أو يتنكر لما يحدث أمام عينيه لمنظومتنا التربوية التي أصبح وزيرها يصدر قرارات تقضي بالنجاح في كذا مستوى كما حدث في السنة الماضية مع تلاميذ السنة السادسة وهذه السنة مع تلاميذ السنة الاولى.. كما لا يخفى على أحد أن المرحلة التي وصلت اليها أمتنا هي نفس المرحلة التي وصفها أحد الفلاسفة الغربيين بقوله:" ان في كل أمة نسبة معينة من الوقحين حقا ، من المخربين بحسب مزاجهم . ولكنهم اما أن يترعوا أو يسموا ساميين وذلك تماشيا مع المؤسسات والظروف".
لذلك وبعيدا عن المغالطات اللاتربوية والمزايدات اللاأخلاقية ، فأني أقول لهؤلاء الاساتذة وأنا لست معنيا بهذا التكوين عن بعد لا من بعيد ولا من قريب. ان تحين الفرص واستغلالها للظهور بمظهر الوطنيين المخلصين لا يعطيكم الحق في استغلال هذا الظرف للمزايدة على الاصلاحات من ناحية وعلى المعلم المسكين الذي دفع بشخصية أدبية وفكرية في حجم شخصية البيركامي أن يتوجه غداة الانعام عليه بجائزة نوبل للآداب بالشكر لمعلمه لويس جرمان دون غيره من الذين درسوه ومن بينهم أستاذ الفلسفة جون غرنييه الذي تتلمذ على يديه طالبا في قسم الفلسفة وقارئا لمؤلفاته الفكرية والفلسفية.
.
سبحان الله و بحمده
بقلم : ابراهيم عثمان
تحت هذا العنوان الفاضح "أساتذة بالتعليم الثانوي يستنكرون الغش المفضوح"لمجموعة من السلوكات التي باتت منذ أكثر من عشرية تقليدا معمولا به في جميع مراحل التعليم بدءا من التعليم الابتدائي الى غاية الوصول الى مرحلة التعليم الجامعي.
والغريب في الامر ان هذا الغش المفضوح كما اصطلحت على تسميته مراسلة الخبرف. زيداني في عدد يوم الجمعة الصادر بتاريح 19 جوان 09 يترجم بأمانة وصدق المستوى الذي وصلت اليه منظومتنا التربوية التي أسندت اليها مهمة بناء المواطن الجزائري دينيا وايديولوجيا وحضاريا وفكريا وحداثيا وتربويا..مواطن يكون قادرا على استيعاب موروثة الحضاري والثقافي والنضالي والسياسي الى جانب الموروث الانساني لمختلف الحضارات والثقافات.. مواطن قادر على اختيار الموقع الذي يناسبه في ظل الغولمة ( العولمة) المدعومة أمريكيا..
وعلى الرغم من تنامي الاصوات المنددة بفشل هذه الاصلاحات الذي يؤكد وزيرها يوما بعد يوم للرأي العام عن مدى نجاعتها ، فان الواقع يكذب ذلك، خاصة عندما نتصفح الجرائد الوطنية ونقرأ ما نشرته عن الاحداث التي وقعت في مراكز اجراء الامتحانات في الفترة الاخيرة، حيث أصبح كل شيئ في عرف الممتحنين مباحا بما قي ذلك الهاتف النقال حتى بتنا لا نميز بين التلميذ المجتهد من غير المجتهد..
تلك هي مأساة منظومتنا التربوية التي باتت مصنعا لصناعة الرداءة وانتاجها بامتياز.. وأظن انهاالكارثة الني لا يجادل فيها اثنان ، حتى وان أظهرت النتائج التي تساوي بين الكسول والمجتهد العكس.
لكن أن يظهر وبعد ثلاث سنوات من عمر تجربة التكوين عن بعد من بين الاساتذة الذين نكن لهم كامل التقدير والاحترام لما يقدمونه من خدمات جليلة لابنائنا وبناتنا ولمنظومتنا التربوية من يحمل دون استحياء وزر هذا الغش الذي أصبح له تقاليد وأنصارا الى معلمي التعليم الابتدائي عندما يغشون لاسباب يعرفها الضالعون في العلم والمعرفة نتيجة لكثرة المواد الممتحن فيها ولقلة الايام المخصصة للدراسة والترشيد.
لست أدري ان كانت أربعة أيام ترشيدية من كل فصل تكفي هذا المعلم المسكين لكي يخوض معركة الامتحانات مع الرياضيات والفيزياء والعلوم والتاريح والجغرافيا واللغة والادب وعلم النفس والرسم والموسيقى؟.
ان منطق اللامنطق هو عندما توهم نقسك بانك قادر على الاصلاح دون أن ترتكب أخطاء من شأنها أن تعرض التجربة برمتها الى الانهيار. وأظن أن هذا هو المنطق الذي استعان به هؤلاء الاساتذة للاحتجاج على الغش دون أن يدركوا بأن الغش هو من الاخطاء الشائعة دوليا وعلى جميع المستويات على الرغم من حالة النفور التي تجلبها هذه الظاهرة التي يقع فيها الدارسون والادباء والفلاسفة والشعراء ، ثم يكلف النقد بتبريرها تارة باسم التأثر أو التوارد وتارة أخرى باسم التناص أو التضمين.
واذا كان لهؤلاء الاساتذة الافاضل منطقهم الخاص فان من حق المعلمين أيضا أن يشحذوا أذهاننهم ليكون لنهم منطقهم الخاص الذي نواجهوت به هذا الاتهام الموجه عن بعد ونقول : من هو المسؤول عن هذا الغش: الاستاذ..المعلم أم الوزارة؟.. من الذي فرض على أبنائنا الدروس الخصوصية؟.. ومن الذي يقدم لابنائنا المنخرطين في الدروس الخصوصية أجوبة الفروض والامتحانات التي يجرونها؟.. من الذي فرض على الاولياء منطق الدروس الخصوصية وأجبرهم على الدفع خوفا من رسوب أبنائهم قبل وصولهم الى مستوى الثالثة ثانوي ؟.. من الذي قام باضرابات غير مرخصة تاركا تلاميذه دون دراسة ومع ذلك آزركم أولياء التلاميذ بعدم الاحتجاج على اضراباكم اللاقانونية؟.
نعم انها أسئلة كثيرة ومربكة حقا ، وتحتاج الى شجاعة أدبية وعلمية لكي يعترف كل واحد من الشريحتين بحجم الضرر الذي ألحقه بمنظومتنا التربوية.. وعندئذ فقط سنعرف من هو المسيء ؟، ومن هو المخطئ ؟، ومن هو المتواطئ ؟
أني لا أستغرب ذلك أبدا من هؤلاء القوم ، وأنا أقرأ هذا الخبر الذي تناولته عدة صحف والذي وصفه بعضهم بالوشاية الرخيصة التي قام بها أساتذة لم يسبق لهم أن أطروا أو حرسوا أو صلحوا في هذه العملية التكوينية عن بعد والتي ستتخرج دفعتها الاولى هذه السنة أن يصفوا زملائهم الذين أوصلوهم الى هذا المستوى.
أما في أعين الجيل الذي تأسست على يديه المدرسة الجزائرية من حفظة القرآن والعصاميين الذين حرموا من التعلم لاسباب يعرفها القاصي والداني ، فهو يرى بأن ما قام به هؤلاء الاساتذة يعد اهانة وتحقيرا في حق المعلم الذي كان لا يفقه من العلوم الا حفظه في الكتاب لجملة من الاحزاب القرآنية ليس الا.. في حين يذهب أصحاب الرأي الثالث وأغلبهم من المسؤولين والمشرفين والسياسيين والنقابيين الى أبعد من ذلك ، حيث وصفوا ما قام به هؤلاء الاساتذة بالحملة المسعورة التي تقودها أياد خفية تريد النيل من الاصلاحات التي استفاد منها المعلم والتلميذ والاستاذ على السواء. رغم الاخطاء التي وسمت مسيرتها.
لا أظن أن هناك من بين الجزائريين المخلصين لهذا الوطن ولشهدائه وقيمه وحضارته وثقافته وثوابته من يستطيع أن ينكر أو يتنكر لما يحدث أمام عينيه لمنظومتنا التربوية التي أصبح وزيرها يصدر قرارات تقضي بالنجاح في كذا مستوى كما حدث في السنة الماضية مع تلاميذ السنة السادسة وهذه السنة مع تلاميذ السنة الاولى.. كما لا يخفى على أحد أن المرحلة التي وصلت اليها أمتنا هي نفس المرحلة التي وصفها أحد الفلاسفة الغربيين بقوله:" ان في كل أمة نسبة معينة من الوقحين حقا ، من المخربين بحسب مزاجهم . ولكنهم اما أن يترعوا أو يسموا ساميين وذلك تماشيا مع المؤسسات والظروف".
لذلك وبعيدا عن المغالطات اللاتربوية والمزايدات اللاأخلاقية ، فأني أقول لهؤلاء الاساتذة وأنا لست معنيا بهذا التكوين عن بعد لا من بعيد ولا من قريب. ان تحين الفرص واستغلالها للظهور بمظهر الوطنيين المخلصين لا يعطيكم الحق في استغلال هذا الظرف للمزايدة على الاصلاحات من ناحية وعلى المعلم المسكين الذي دفع بشخصية أدبية وفكرية في حجم شخصية البيركامي أن يتوجه غداة الانعام عليه بجائزة نوبل للآداب بالشكر لمعلمه لويس جرمان دون غيره من الذين درسوه ومن بينهم أستاذ الفلسفة جون غرنييه الذي تتلمذ على يديه طالبا في قسم الفلسفة وقارئا لمؤلفاته الفكرية والفلسفية.
.